25-أكتوبر-2022
الشهيد وديع الحوح، أحد قادة عرين الأسود في نابلس

وديع الحوح، أحد قادة عرين الأسود في نابلس

الترا فلسطين | فريق التحرير

من بين خمسة شبّان ارتقوا في نابلس فجر الثلاثاء، بعد اقتحام إسرائيلي للمدينة، برز اسم الشهيد وديع الحوح، باعتباره واحدًا من قادة ومؤسسي مجموعة عرين الأسود المسلّحة.

أعلن جهاز الشاباك الإسرائيلي في بيان رسمي، الثلاثاء، أنه اغتال قائد مجموعة عرين الأسود في نابلس، في إشارة لوديع الحوح 

ووفق مصادر محليّة فإن الأسير السابق، وديع الحوح استشهد في المستشفى العربي التخصص، متأثرًا بإصابته الحرجة، بعد اشتباكات مع قوات إسرائيلية خاصّة تسللت إلى البلدة القديمة في نابلس، وحاصرت منزلًا في حوش العطعوط تحصّن فيه عدد من الشبّان، واستهدفته بالرصاص والصواريخ، وتبع ذلك الدفع بتعزيزات عسكرية تساندها طائرات مسيّرة، وسُمع أثناء ذلك أصوات إطلاق نار وانفجارات.

وديع الحوح محمولًا على الأكتاف أمام المستشفى بعد استشهاده في نابلس فجر اليوم
وديع الحوح محمولًا على الأكتاف أمام المستشفى بعد استشهاده في نابلس فجر اليوم 

وبعد إعلان ارتقاء وديع الحوح خرج المئات في محيط المستشفى، وأعادوه جثمانه للداخل بالقوة، وذلك عند محاولة نقله للمستشفى الحكومي للشروع في إجراءات تجهيز جثمانه، وذلك على أمل أنه ما يزال حيًا، وذلك في مشهد غريب، وفق مصادر محليّة.

وكتبت الصحافية نائلة خليل من مدينة نابلس، أنّ "طوفانًا من القلوب والعيون والأرواح لا تريد أن تصدّق استشهاد وديع، الأسير السابق، وابن عرين الأسود، صاحب الطلة التي فيها من الهيبة والطفولة والبساطة والشجاعة ما لا تستطيع وصفه الكلمات".

وأضافت أنّ "وديع واحد من مقاومين اعتقدهم الكثيرون أنهم أصحاب مغامرة ثورية، سرعان ما يملوا أو يقبلوا بعروض العفو التي عرضتها عليهم السلطة والاحتلال مقابل الهدوء المعجون بالذل اليومي والامتيازات، لكنهم رفضوا، وقالوا كلمة "لا" بألسنتهم ورصاصهم وبنادقهم وبابتساماتهم وبخطواتهم وهم يشيّعون رفاقهم".

ورغم أنّ جيش الاحتلال وجهاز الشاباك أشار في بادئ الأمر إلى فشل العملية العسكرية، وتحدّث عن أنّ الجنود فجّروا منزلًا كان يتم استخدامه لعقد اجتماعات مقاتلي عرين الأسود والتخطيط للعمليات، إلّا أنه وبعد إعلان استشهاد وديع الحدود، أصدر بيانًا آخر، روّجا فيه لما حصل باعتباره إنجازًا.

وأعلن جهاز الشاباك الإسرائيلي في بيان رسمي، الثلاثاء، أنه اغتال قائد مجموعة #عرين_الأسود في نابلس، في إشارة لوديع الحوح.

وقبل أيام من ارتقائه شهيدًا، كانت الزميلة لارا كنعان أجرت لقاءً عن بعد مع وديع الحوح لـ "الترا فلسطين" باعتباره القائد الحاليّ لـ "عرين الأسود" وأحد مؤسسي المجموعة، قال فيه إن من أهم أسباب التفاف الشارع الفلسطيني والنابلسي حول المجموعة المسلحة، "نبذها الفصائلية والحزبية التي أتعبت شعبنا منذ النكبة".

وردًا على ما نُشر في الصحافة العبرية عن مخاوف الاحتلال من تطوّر قناة "عرين الأسود" على تطبيق تيليغرام، والاستجابة الشعبية السريعة، قال الحوح، إنّ "الأجدر بالعدو أن يخاف أكثر مما نجهزه له". 

الشهيد وديع الحوح في مقابلة مع الترا فلسطين قبل أيام: لا يجوز لحامل البندقية أن يكون غير مثقف، فحربنا معهم هي حرب وعي 

 

وأضاف: لا يجوز لحامل البندقية أن يكون غير مثقف، فحربنا مع الاحتلال، هي حرب وعي.

أمّا فيما يتعلق بالعقوبات التي يفرضها الاحتلال على نابلس في محاولة لخلق رد فعل شعبي مستاء من المسلحين، يؤدي لإضعاف حاضنتهم الشعبية، قال الحوح "إن الشعب الفلسطيني تعوّد على الحصار والعقاب، وأن هذه الأحداث تكشف للواهمين بسلام اقتصادي واستقرار أن هذا عدو غادر"، مضيفًا أنّ وصية الشهيد محمد العزيزي "أبو صالح" أن نكمل المشوار من بعده، مثلما أوصى إبراهيم النابلسي كذلك بعدم ترك البارودة". 

وبحسب ما نشرته الإذاعة العبرية العامة اليوم، فإن عملية الاغتيال اليوم تمت إدارتها من مقر قيادة "الشاباك" بحضور رئيسه نداف أرغمان، ورئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، وتم تنفيذ العملية بعد وصول "معلومات استخبارية" عن اجتماع نادر ضم عناصر قيادية في "عرين الأسود".

ووفق المعلق العسكري للإذاعة للعبرية العامة فإن وديع الحوح أحد مؤسسي عرين الأسود هو الشخص المستهدف من العملية الإسرائيلية الليلة الماضية، مضيفًا أن جهاز الشاباك كان ينتظر منذ فترة طويلة نسبيًا الحصول على معلومات استخبارية دقيقة لاغتياله بإطلاق عملية مباغتة.

وأعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يائير لبيد صباح اليوم في حديث مطوّل على الإذاعة العبرية العامّة عن اغتيال وديع الحوح في تبادل لإطلاق النار. وقال إنه ليس بالإمكان ردع "إسرائيل" عن العمل لضمان أمنها في أي مكان.

وأضاف أنّ جزءًا من أفراد خلية "عرين الأسود" أطلقوا النار على الجندي "عيدو باروخ" -قرب دير شرف غرب نابلس- وعندما يهاجمون جنود الجيش والمستوطنين فإنه "يتوجب عليهم معرفة أن النتجية ستكون سيئة بالنسبة لهم". 

وزير جيش الاحتلال بيني غانتس يتعهّد بمواصلة العمل ضدّ "عرين الأسود" 

كما تعهّد وزير جيش الاحتلال بيني غانتس بمواصلة العمل ضدّ "عرين الأسود"، وقال "لن تكون نابلس ولا  باقي المدن ملجأ للإرهابيين. سنواصل العمل ضد كل من يحاول إيذاء المواطنين الإسرائيليين حيثما ومتى اقتضت الضرورة". على حدّ قوله. 

وبحسب بيان المتحدث باسم جيش الاحتلال فإنّ "قوات كبيرة من جيش الاحتلال وقوات اليمام الخاصة التابعة للشرطة، بتدمير شقّة بزعم أنها كانت تستخدم كمعمل لتصنيع المتفجرات لخلية "عرين الأسود".

واتهم جيش الاحتلال في بيانه خلية "عرين الأسود" بالمسؤولية عن قتل الجندي الإسرائيلي عيدو باروخ، وإرسال مسلح (الميناوي) لتنفيذ هجوم في تل أبيب، وقد تم اعتقاله، بالإضافة لزرع عبوة ناسفة في محطة الوقود في مستوطنة كدوميم شرق قلقيلية، ومحاولة تنفيذ هجوم تفجيري في مستوطنة "براخا" قرب نابلس، وإلقاء قنبلة يدوية على قوة تابعة للجيش قرب مستوطنة "حفات جلعاد"، وشنّ سلسلة عمليات إطلاق النار في منطقة نابلس.

189 فلسطينيًا قتلهم جنود وشرطة الاحتلال ومستوطنيه منذ بداية العام الجاري، في القدس والضفة وغزة وداخل الخط الأخضر

وإضافة للشهيد الحوح، ارتقى الشابين حمدي شرف وعلي عنتر برصاص جنود الاحتلال في البلدة القديمة، كما ارتقى الشاب حمدي القيّم جراء انفجار في السيارة التي كان يقودها في شارع رأس العين بنابلس، ووصلت جثته متفحمة إلى مستشفى رفيديا.

وعند السابعة والنصف صباحًا، أعلنت وزارة الصحة ارتقاء الشاب مشعل زاهي أحمد بغدادي (27 عامًا) متأثرًا بإصابته الحرجة فجر اليوم ما رفع حصيلة شهداء نابلس إلى خمسة، بالإضافة لارتقاء الشهيد السادس، قصي التميمي، في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله.

وقتل جنود وشرطة الاحتلال ومستوطنيه 189 فلسطينيًا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الأخضر، منذ بداية العام الجاري 2022، وفق توثيق الترا فلسطين.