01-فبراير-2018

بعد كل عملية ناجحة للمقاومة، يكشف "الشاباك" عن إحباط هجوم كبير – صورة توضيحية (Getty)

قبل نحو شهر من الآن، كشفت وسائل إعلام عبرية تحت عنوان "سُمح بالنشر"، عن نجاح جهاز "الشاباك" في إحباط ما قال إنها "هجمات دموية" استهدفت القدس ومواقع أخرى في الأراضي المحتلة عام 48، خطط لها شاب من الطيبة بدعم من تنظيم "داعش". أضاف "الشاباك" هذا "الإنجاز" لقائمة العمليات الخطيرة التي أحبطها خلال العام الماضي، وبلغت وفق زعمه 400 عملية فدائية خطيرة، بما في ذلك 13 عملية استشهادية وثماني عمليات أسر جنود.

المتهم بالتخطيط للعملية، كان الشاب حسن يوسف (26 عاماً) من الطيبة، والتهمة هي التخطيط لتنفيذ عمليات متنوعة ترواحت بين إطلاق النار، وتفجير عبوات ناسفة، وعمليات طعن، وقد أبرزت تغطيات وسائل الإعلام العبرية حول هذا الملف تعقيب "الشاباك" الذي رأى أن انضمام من أسماهم "عرب اسرائيل" إلى "داعش" يعد "تهديداً خطيراً".

"الشاباك" اتهم فلسطينياً بالانتماء لـ"داعش" والتخطيط لـ"هجمات دموية"، وفي النهاية حكم عليه بالسجن 5 أشهر، ليتبين كذب ادعاء "الشاباك"

لكن وسائل الإعلام العبرية التي احتفت بنبأ إحباط العمليات المزعومة، تجاهلت تماماً قرار المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة اللد، يوم الثلاثاء الماضي، الذي قضى بحبس حسن المتهم بالتخطيط لهذه العمليات مدة خمسة شهور فقط.

اقرأ/ي أيضاً: ضابط إسرائيلي: انتزعنا اعترافات أسرى بالتنويم المغناطيسي

يقول علاء تلاوي، محامي المتهم حسن، إن التهم التي نُسبت لموكله في لائحة الاتهام لم تتعدّ سوى الأقاويل التي لم يكن لها أساس، مضيفاً في حديث لموقع "عرب 48"، أن "تعامل النيابة مع مثل هذه الملفات صبياني لدرجة تثير السخرية".

وتابع تلاوي، "يحاولون تهويل الملفات والتهم فقط من أجل الرأي العام، وفي الواقع، غالباً ما تسقط تلك التهم". ولأن المواقع الإعلامية العبرية تجاهلت الأمر، فإن قصة حسن لم تجد مكاناً لها في صدارة الإعلام الفلسطيني، مع استثناءات محدودة.

ملف الشاب حسن يوسف، ليس مجرد استثناء فيما يتعلق بتعاطي "الشاباك" ووسائل الإعلام العبرية بشأن الأنباء عن "إحباط هجمات خطيرة"، بل إنه السمة العامة. ويكمن الاسثناء في كون الشاب حسن من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48، أي أنه يحمل الجنسية الإسرائيلية، الأمر الذي منح محاميه مجالاً أوسع للتدقيق في القضية وتفاصيل لائحة الاتهام.

ويواظب جهاز "الشاباك" بوتيرة مدروسة على نشر أنباء عن إحباط "هجمات خطيرة" يقول إنها كانت في مراحل متقدمة قُبيل التنفيذ، لتحقيق عدة غايات. وفي معظم الحالات لا يملك المعتقلون من الضفة الغربية الذين يُطبق عليهم قانون الطوارئ البريطاني الهامش الحقوقي الذي حصل عليه الشاب حسن الذي يسري عليه القانون الإسرائيلي.

ويسعى "الشاباك" من تضخيم إنجازاته إلى تحقيق هدفين أساسيين، أولهما تكريس صورةٍ بأنه جهاز يقظ يملك قدرات خارقة توصله إلى الخلايا أو الأفراد قبل أن ينفذوا الهجمات، وهذا الجهد جزء أصيل من عمل أي جهاز مخابرات، ويسمى العمل الوقائي الذي يستهدف الاشخاص والخلايا التي تملك دافعية لتنفيذ هجمات لثنيها عن العمل في أفضل الحالات أو لإرباكها.

"الشاباك" يتحدث من حين لآخر عن إحباط "هجمات خطيرة" للادعاء بامتلاكه قدرات في العمل الوقائي، وتعزيز ثقة الإسرائيليين به

أما الهدف الثاني، فهو تعزيز ثقة الجمهور الإسرائيلي بوجود جهاز مخابرات متأهب دائماً، يشخص المخاطر بشكل مبكر ويحبط الهجمات. ويلاحظ المتابع أنه عندما تنجح عمليات المقاومة الفلسطينية، وتحديداً العمليات الفردية، فإن "الشاباك" يعلن عن إحباط عمليات لو تم تنفيذها لكانت ستؤدي إلى عدد أكبر من القتلى، وذلك بهدف التخفيف من إحساس انعدام الأمن الشخصي لدى المستوطنين؛ الذي يسببه نجاح عمليات المقاومة.

وخلاصة الأمر، فإن "الشاباك" سيواصل اعتماد سياسية المبالغة لأنه لا يدفع ثمنها، فهو يعتقد أنه يحقق الكثير من الغايات على الصعيدين الفلسطيني والإسرائيلي، من خلال المبالغة في استعراض قدراته على إحباط العمليات، وقد أدى ذلك أيضاً إلى سعي الكثير من الدول الأوربية في التعاقد مع ضباط "الشاباك" بصفتهم "خبراء في إحباط الهجمات في مراحل مبكرة".


اقرأ/ي أيضاً: 

"الشاباك" يستر عورته بكشف تفاصيل "هجوم عملاق"

تحقيق إسرائيلي: دعارة وابتزاز من أجل تهويد القدس

الشرطة الإسرائيلية تسترت على اغتصاب شرطي لفلسطينية