08-يناير-2018

صورة أرشيفيّة | Rudolf Jonas/Hulton Archive/Getty Images

كشف ضابط إسرائيليّ سابق مؤخرًا عن أنّ الاستخبارات العسكرية "أمان" استخدمت أسلوب "التنويم المغناطيسي/ الإيحائي" أثناء استجواب فدائيين وقعوا في الأسر، في سنوات السبعينيات والثمانينيّات. كما أنّ وحدة تشغيل الجواسيس استخدمت ذات الطريقة للتحقق من صدقيّة العملاء وإخلاصهم.

ولم يتطرّق الضابط الإسرائيليّ "شمعون لفيه" في مقال نشرته مجلة الشؤون الاستبخارية والأمنية الإسرائيلية إلى  استخدام العقاقير الكيمائية في العملية، رغم أنّ شهادات بعض الأسرى الفلسطينيين، تؤكد حصول ذلك.

 لجأت استخبارات الاحتلال لاستخدام التنويم المغناطسي بعد عام 1969. وفي عام 1984 تم تشريع قانون في إسرائيل يبيّن طرق استخدام التنويم المغناطسي

ويدلل الضابط الإسرائيلي على فعاليّة الأسلوب الذي شارك في تطبيقه، برواية قصّة فلسطيني وقع في الأسر خلال تنفيذه عمليّة في تل أبيب، وحين لم تستطع استخبارات الاحتلال انتزاع معلومات من هذا الأسير، لجأت لإخضاعه للتنويم المغناطيسي.

وتهدف الاستخبارات الإسرائيليّة من خلال استخدام أسلوب "التنويم المغناطيسي" إلى التأثير على العاطفة والتفكير بوسائل قاسية، تدفع الخاضع لهذا الأسلوب لتقديم معلومات وإجابات دون تفكير، وبلا إرادة منه، مثلما حدث مع المقاتل الذي شارك في اقتحام فندق سافوي في تل ابيب.

وبحسب الضابط الإسرائيليّ، فإنّه وفي ليلة الخامس من آذار/ مارس 1975، سيطرت خليّة مكونة من ثمانية من مقاتلي حركة فتح، على فندق سافوي في تل أبيب، بعد أن تسللوا عبر البحر الأبيض المتوسط. العملية انتهت بعد أن اقتحمت المكان وحدة النخبة في جيش الاحتلال، ما أدى لتدمير الجزء من الطابق العلوي في الفندق، واستشهاد سبعة مقاتلين، بينما ظلّ الفدائيّ موسى جمعة على قيد الحياة.

اقرأ/ي أيضًا: فيديو | تفاصيل ظلّت مخفيّة عن عمليّة "سافوي"

سيطرت المخاوف على قادة الوحدة الإسرائيليّة، حول احتماليّة وجود مقاتلين آخرين، قدموا على متن زورق آخر، لكنّ التحقيق مع الفدائيّ جمعة، لم يُفلح في الوصول لمعلومات حول عدد الزوارق التي نزلت من السفنية أو عدد المقاتلين الذي تسللوا إلى تل ابيب. وفي صبيحة اليوم التالي تم إخضاعه للتنويم دون علمه ودون موافقته.

الضابط الإسرائيليّ يزعم أنّه تمّت إعادة الفدائيّ الأسير إلى لحظة ومكان السفينة، وبالتحديد إلى مرحلة النزول منها، وركوب الزورق المطاطي نحو تل أبيب. يقول الضابط الإسرائيليّ إنّ جمعة قدّم وصفًا بأدقّ التفاصيل للتعليمات الأخيرة التي أصدرها قادة العملية، والمهام التي كلفت بها المجموعة، وأسماء أعضائها ونوعيّة السلاح الذي حملوه، وبيّن "التنويم" أنّ الحديث يدور عن مجموعة منفردة، وليس مجموعات.

  من خلال التنويم المغناطيسيّ، يمكن استدعاء المعلومات المخزونة في العقل، والتي لا يمكن الوصول إليها بالأساليب العادية  

ووفقًا للضابط السابق؛ فإنّ جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" كان يُخضع عملاءه ومصادر معلوماته للتحقيق عبر "التنويم المغاطيسي" من أجل الإجابة على التساؤلات حول إخلاص وصدقيّة الجواسيس.

ويقول الضابط في المقال إنّ استخدام هذه الوسيلة يُمكّن من التغلّب على المقاومة الواعية سواء كان ذلك منطلقًا من نية حسنة أو من دوافع مستترة، ولضمان  التعاون مع المحقق في حالة التحقيق مع أسير أو مع الجاسوس.

اقرأ/ي أيضًا: فيديو | راعي الأغنام الجاسوس.. كيف أرسله ضابط الموساد للموت؟

ويزعم الضابط أنّه كلما اشتدّت مقاومة "الضحيّة" تصبح عملية التنويم لاستعادة الذكريات التي وقعت قبل فترة قصيرة أسهل، مشيرًا إلى أنّ مصدر المعلومات لا يعرف أنه يوشك على الخضوع لعملية التنويم، بل يظن أنّه يتم إنعاش ذاكرته.

ولجأت استخبارات الاحتلال لاستخدام التنويم المغناطسي بعد عام 1969. وفي عام 1984 تم تشريع قانون في إسرائيل يبيّن طرق استخدام التنويم المغناطسي.

وبسبب الجدل حول فعاليّة هذا الأسلوب  طلب رئيس جهاز الاستخبارت العسكرية "أمان"، شلومو غازيت، اختبار الأسلوب بنفسه عام 1975، أثناء عرض قدمه اللواء ابراهام الوزن حول إيجابيّات وسلبيّات استخدام "التنويم المغناطسي" في جمع المعلومات الاستخبارية. وبعد موافقة غازيت على الخضوع لهذا الأسلوب، تناول بيده تفاحة وفي تلك الأثناء بدأ ابرهام بتنويمه، وبعد دقائق اقتنع "غازيت" أنّه يأكل البطاطا وليس التفاح.


اقرأ/ي أيضًا:

ماذا تعرف أيضًا عن أكشاك التجميل الإسرائيلية؟

"فصائل السلام".. فلسطينيون حاربوا ثورتهم!

إسرائيل تبوح بسر سفينة "كارين A"