31-أكتوبر-2023
قواعد الاشتباك قطاع غزة ضد الاحتلال

تعمل فصائل المقاومة على تثبيت قواعد اشتباك مع جيش الاحتلال (Getty)

يلحظ المتابع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، سعيها نحو تثبيت قواعد اشتباك في مواجهة جيش الاحتلال، منذ عام 2021 على الأقل. مع محاولات سابقة محدودة، خلال الفترة ما بين 2014 و2021، تركزت على اشتباكات بالصواريخ والهاون وصواريخ كورنيت، بعد محاولات الاحتلال إعادة التوغل في غزة بشكلٍ محدود أو العمل بشكلٍ واسع في المنطقة الحدودية.

وقواعد الاشتباك في غزة، جهد عسكري واسع للمقاومة الفلسطينية، يبدأ من الربط في اقتحامات المسجد الأقصى، وصولًا إلى محاولة صد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

تسعى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إلى تثبيت قواعد الاشتباك في مواجهة جيش الاحتلال

أمّا قواعد الاشتباك بالمعنى الواسع، عملت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، على ربطها بالكثير من الأحداث خارج القطاع، مثلما حصل في حرب 2014، التي اسمتها المقاومة الفلسطينية بـ"العصف المأكول"، وكانت إسرائيليًا باسم "الجرف الصامد"، واستمرت لمدة 51 يومًا.

فالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، انطلق بعد أسر 3 مستوطنين في الضفة الغربية، وانطلاق حملة إسرائيلية واسعة على الضفة الغربية، أدت إلى إغلاق شبه كامل للضفة الغربية، وقتل الطفل محمد أبو خضير، وحملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى قصف على حدود قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد 6 من عناصر القسام في خانيونس يوم 7 تموز/ يوليو.

تكرر ذلك في أيار/ مايو 2021، مع هبة أيار، التي انطلقت بالترافق معها معركة "سيف القدس"، على إثر محاولة تهجير حي الشيخ جراح وتزايد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وخلال أيام العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، عن مهلة للاحتلال من أجل إخلاء المسجد الأقصى، ووقف الاعتداءات عليه، والإفراج عن كافة المعتقلين فيه، حتى الساعة السادسة، وهو ما لم يتحقق، مما أدى إلى انطلاق دفعة صاروخية نحو القدس المحتلة، بالإضافة إلى عملية إطلاق صاروخ كورنيت على الحدود.

قواعد اشتباك في غزة.. بالنار

في الأيام الأخيرة من حرب عام 2014، عمد جيش الاحتلال إلى تدمير عدة أبراج سكنية، في خطوة عقابية وانتقامية من قطاع غزة، ومن أجل الضغط على الموقف، من أجل إيقاف واحدة من أطول الحروب التي خاضتها غزة.

ومنذ تلك الحرب، يبدو أن التفكير انطلق من أجل وضع قواعد اشتباك تساهم، في محاولة ردع العدوان الإسرائيلي، الذي يستمر على قطاع غزة. وقواعد الاشتباك، هي بالأساس قواعد غير مكتوبة، تظهر في لحظات الاشتباك، وتفرض على هذا الأساس، وتعرف من خلال التهديدات العلنية أو مستوى ونوعية الاشتباك القائم.

getty

وعلى مدار أعوام، كانت قاعدة الاشتباك الأبرز، هي الرد الإسرائيلي على أي صاروخ ينطلق من قطاع غزة، في فترات الهدن، بقصف مواقع أو مقرات لحركة حماس، باعتبارها المسؤولة عن قطاع غزة.

لكن في "سيف القدس"، سعت كتائب القسام إلى إيقاف قصف المنازل المأهولة والأبراج، وفرضت معادلة قصف تل أبيب الواسع برشقات صاروخية ضخمة، مع قصف أي برج في قطاع غزة، وعملت على قصف تل أبيب، مع التهديد بقصف البرج وما بعده قصفه من الاحتلال.

وكانت السياسة الإسرائيلية في قصف الأبراج، جاءت من أجل فرض ثمن كبير على المقاومة، وانطلقت في عام 2021، منذ بداية الحرب، للقول إن "البداية من حيث انتهى العدوان السابق عام 2014"، في تدمير قطاع غزة.

كما كانت المقاومة ترد على قصف "المنازل الآمنة"، برشقات صاروخية مكثفة على عسقلان، ضمن معادلة اشتباك ثانية خلال تلك الحرب.

ومنذ بداية العدوان الحالي على قطاع غزة وعملية "طوفان الأقصى"، عملت المقاومة على تثبيت معادلات الاشتباك السابقة. ولكنّ مع ازدياد وحشية العدوان الإسرائيلي، والمجازر المروعة المرتكبة يوميًا في القطاع، فإن قصف تل أبيب تحول "ردًا على استهداف المدنيين المتواصل في قطاع غزة".