30-أكتوبر-2023
صاروخ الكورنيت وقطاع غزة

الاستخدام الأول لصاروخ كورنيت من قطاع غزة، كان نهاية عام 2010 (Getty)

تحول صاروخ كورنيت، المضاد للدروع، إلى السلاح الأبرز في عملية "طوفان القدس"، بعد استخدامه من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في تدمير عدة آليات لجيش الاحتلال، بالإضافة إلى كونه السلاح الأساسي المستخدم في الاشتباكات المتواصلة على الحدود اللبنانية، من قبل حزب الله.

وكان بروز سلاح الكورنيت الروسي، لأول مرة في المنطقة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، إذ أصبح استخدم السلاح بكثافة لأول مرة تقريبًا منذ تصنيعه، ضد دبابة الميركافا الإسرائيلية، التي تقول عنها "إسرائيل" إنها "الدبابة الأكثر تحصينًا في العالم"، وكان النجاح اللافت في استهداف الدبابة الإسرائيلية، العامل الأبرز وراء صعود الحديث عن الكورنيت في العالم، والذي ارتبط في الفواعل اللادولاتية، نتيجة استخدامها الكبير له.

تصدر صاروخ كورنيت الروسي، الأخبار منذ يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، في قطاع غزة ولبنان

ما هو صاروخ الكورنيت؟

هو صاروخ روسي موجه مضاد للدبابات، يطلق من منصة أو عن الكتف، وتستخدمه قوات المشاة، ومخصص للاستخدام ضد دبابات القتال الرئيسية، واستخدم ضد المباني والتحصينات، وفي بعض الأحيان ضد الأفراد، والطائرات المروحية. وتم إدخاله لأول مرة في الخدمة مع الجيش الروسي في عام 1998. 

تم تطوير الصاروخ، كبديل عن صواريخ كونكورس، ليكون متسع النطاق، ويمتلك رأسًا حربيًا محسنًا بحسب يمتلك رأسًا حربيًا ترادفيًا، ومجهزًا بجهاز تعقب للهدف بشكلٍ تلقائي، موجه عبر الليزر، أي إطلاق النار والنسيان. ويحتاج تثبيت الصاروخ إلى حوالي دقيقة واحدة، كما يستغرق إعداد الطلقة وإنتاجها لمدة ثانية واحدة، ويدور الصاروخ بشكلٍ لولبي بعد انطلاقه، ويضرب الهدف من الجانب أو أعلى، ويتراوح مداه ما بين 2.5 و8 كيلومتر، في نسخ الحديثة منه، فيما يبلغ مدى النسخ الموجودة في قطاع غزة حوالي 5 كيلومتر تقريبًا.

يحتاج إطلاق الصاروخ، إلى عنصرين فقط، وفي ظروف معينة يمكن لشخص واحد تجميع الصاروخ وإطلاقه.

استخدام الكورنيت

أول حالة تم الإبلاغ عنها عن اشتباك كورنيت مع قوات معادية كانت في العراق خلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. ورغم عدم توثيق أي عملية إطلاق في حينه، إلّا أن الصاروخ تمكن من تدمير دبابات أبرامز وبرادلي، وفي حينها قررت الولايات المتحدة الحصول على عينات من الصاروخ من أجل تحليله.

وارتفعت أسهم كورنيت، الذي يصل ثمن القطعة منه 26 ألف دولار أمريكي، خلال العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، في معركة وادي حجير تحديدًا، إذ استخدم في معركة واحدة لـ24 مرةً، أدى إلى اختراق كل أدرع الدبابات، وسجل استخدامه لـ52 مرة، خلال الحرب.

وفي عام 2014، عثر على أنابيب إطلاق مستهلكة، في أوكرانيا، مطبوع عليها معلومات تشير إلى أنها تحتوي على صواريخ كورنيت مصنوعة في روسيا. كما استخدم في سوريا والعراق واليمن وصحراء سيناء.

لماذا تعتبر الكورنيت قاتلة إلى هذا الحد؟

يكمن السر وراء القوة الفتاكة في رؤوسها الحربية الترادفية، التي يمكنها اختراق الدروع الفولاذية المتجانسة التي يصل سمكها إلى 1300 ملم. 

وارتطام الصاروخ، في المدرعة يفجر الرأس الحربي الأول، بينما يولد الثاني تيارًا من الحرارة الهائلة التي تحترق عبر الدروع، وتصل إلى مقصورة الطاقم، وتقتل كل من بداخلها، وتنفجر مخازن الذخيرة، مما يتسبب في تفجير برج دبابة القتال الرئيسية.

الكورنيت في وجه إسرائيل

من غير المعروف كمية صواريخ الكورنيت التي تمتلكها حركة حماس أو سرايا القدس أو حزب الله، ولكنه وصل إلى قطاع غزة، بشكلٍ كثيف، مع سنوات الربيع العربي.

الاستخدام الأول للكورنيت من قطاع غزة ضد إسرائيل، كان في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2010، إذ اخترقت قذيفة كورنيت أطلقت من قطاع غزة الدرع الخارجي لدبابة ميركافا- مارك 3 على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وفي 7 نيسان/ أبريل 2011، أعلنت حماس مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على حافلة إسرائيلية. وفي 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، تم إطلاق صاروخ كورنيت باتجاه سيارة جيب تابعة لجيش الاحتلال، في المنطقة الحدودية وسط قطاع غزة.

واستخدام الصاروخ في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، 15 مرةً ضد الدبابات الإسرائيلية.

وفي 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 أطلقت حركة حماس صاروخ كورنيت من قطاع غزة على حافلة عسكرية قرب السياج الحدودي جنوب سديروت. واشتعلت النيران في الحافلة وأصيب جندي كان يحرسها بجروح خطيرة. وتم تنفيذ عملية الإطلاق بعد دقائق قليلة من نزول عشرات الجنود من الحافلة لتلقي إحاطة في مكان قريب.

وفي 5 أيار/ مايو 2019، أصيبت مركبة بصاروخ كورنيت، بالقرب من شارع 34، الذي يمتد بالقرب من حدود قطاع غزة.

كما استخدم الصاروخ في الضربة الافتتاحية خلال معركة "سيف القدس"، أيار/ مايو 2021، بالتزامن مع قصف مدينة القدس المحتلة.

على مدار سنوات، حاولت "إسرائيل" تلافي خطر صواريخ الكورنيت، من خلال تصميم نظام حماية "تروفي"، من أجل حماية المدرعات من صواريخ كورنيت تحديدًا. فيما تم بناء، جدار على طول الحدود مع قطاع غزة، من أجل التقليل من "خطر" صواريخ كورنيت، التي تصل إلى داخل بعض المستوطنات أو الطرق الرئيسية، بالإضافة إلى بناء غطاء شجري، من أجل إحباط مدى الصواريخ الطويل نسبيًا.