14-مارس-2024
طيران إسرائيلي

طائرة مقاتلة من طراز F-16I تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. 19 فبراير 2004

الترا فلسطين | فريق التحرير

كشفت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية العبرية، اليوم الخميس، أن الضغوط الدولية تزداد على "إسرائيل"، بعد أن فرضت فرنسا قيودًا على شركات الأسلحة الإسرائيلية. 

وقالت الصحيفة إنه في ظل الحرب المستمرة في غزة، تتخذ فرنسا خطوة غير معتادة من شأنها تشديد شروط مشاركة شركات التصنيع العسكري من "إسرائيل" في معرض الأسلحة "يوروستوري" المقرر عقده في باريس في يونيو\حزيران المقبل. 

مسؤول تنفيذي في إحدى الشركات: الشرط يقلل من مكانة "إسرائيل"، هذا أمر مهين ولا يمكن التغاضي عنه

وتم إبلاغ شركات الأسلحة الإسرائيلية التي تنوي المشاركة في المعرض، أنه يتطلب منها الحصول على ترخيص استيراد تمنحه وزارة الدفاع الفرنسية وبدونه لن يتمكنوا من عرض أسلحتهم للبيع على الأراضي الفرنسية، وبحسب مصدر في إحدى الشركات، فإن وزارة الدفاع الفرنسية سيكون لها صلاحية حظر عرض الأسلحة الإسرائيلية  حسب تقديرها. 

ومن المقرر أن تشارك عشرات شركات التصنيع العسكري والأمني والتجسس الالكتروني الإسرائيلية في المعرض، إما من خلال أكشاك مستقلة أو كجزء من جناح من المفترض أن يقيمه قسم التصدير العسكري (SIBT) التابع لوزارة الجيش الاسرائيلي في مجمع المعارض.

وقال مسؤولون كبار في الصناعات العسكرية الاسرائيلية في حوارات مع "كالكاليست" إن الطلب الفرنسي الجديد "يثير الاستياء ويتطلب تحقيقًا معمقًا على المستوى السياسي".

وقال مسؤول تنفيذي في إحدى الشركات للصحيفة العبرية: "لقد شاركت في العديد من المعارض مثل هذا المعرض، ولم يكن هناك مثل هذا الطلب على الإطلاق، اشتراط الحصول على موافقة مسبقة يقلل ببساطة من مكانة إسرائيل، هذا أمر مهين ولا يمكن التغاضي عنه". 

الحكومة التشيلية قررت منع الشركات الإسرائيلية العسكرية من المشاركة في معرض الدفاع الجوي الشهر المقبل

وكشفت "كالكاليست" العبرية أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترى بأن الطلب  الفرنسي غير العادي الذي وصل إلى الصناعات العسكرية، هو بمثابة محاولة للضغط على "إسرائيل" في ظل استمرار الحرب في غزة، التي تتعرض بالفعل لانتقادات متزايدة من المجتمع الدولي. 

وظهرت تصريحات، مؤخرًا، من مسؤولين بريطانيين حول تقييد صادرات الأسلحة إلى "إسرائيل"، كما سُمعت تصريحات مماثلة من مسؤولين كبار في دول أوروبية أخرى. ووافقت المحكمة في هولندا قبل بضعة أسابيع على طلب منظمات حقوق الإنسان بحظر تصدير قطع غيار طائرات F35 التي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي والمخزنة في هولندا، ولم يثير القرار الذي اتخذته هولندا أي أزمة في "إسرائيل"، التي يمكنها الحصول على قطع الغيار مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية. 

ورغم أن "إسرائيل" لا تشتري أنظمة الأسلحة الرئيسية من معظم الدول الأوروبية، لكنها تشتري منها بعض المواد الخام التي تستخدمها صناعة الأسلحة لديها، والتي تستخدم بمعدل متزايد منذ بداية الحرب.

ومن المقرر أن يقام الشهر المقبل معرض الدفاع الجوي FIDAE 2024، الذي يركز على أمريكا اللاتينية، في تشيلي. وقررت الحكومة التشيلية منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في المعرض المقرر إقامته في سانتياغو، على الرغم من أن شركات رفائيل وإلبيت وشركات إسرائيلية أخرى تعتزم عرض منتجاتها هناك عن طريق شركات أخرى غير إسرائيلية.

مسؤول تنفيذي في شركة عسكرية إسرائيلية: هذا التغيير الجذري في المطالب المفروضة على الشركات الإسرائيلية هو تعبير عن موقف واضح ضد "إسرائيل"، أكثر بكثير من مجرد تلميح مخفف

وقال مسؤول تنفيذي في إحدى الشركات: "السوق في أمريكا اللاتينية صغير وليس بالغ الأهمية بالنسبة لنا، لذا فإن قرار تشيلي ليس بالأمر الفظيع لكن في حالة يوروستوري، هذا حدث مختلف تمامًا وجوهري وخطير للغاية"، وأضاف "أنهم يحاولون أن يفعلوا بنا ما فعلوه بالأغنية الإسرائيلية في مسابقة يوروفيجين، يبدو أن الفرنسيين لا يريدون رؤية وجود إسرائيلي في المعرض في هذا الوقت، خاصة أنه يتوقع أن تكون مظاهرات واسعة من مؤيدي فلسطين ضد الشركات الإسرائيلية". 

وادعت الصحيفة أنه في أغلب الأحيان، فإن الشركات الإسرائيلية التي تشارك في المعارض العسكرية في العالم تحظى بجاذبية كبيرة بسبب منظومات الأسلحة المتطورة التي تقدمها وتثير اهتمامًا كبيرًا بين ممثلي الجيوش والهيئات الدفاعية، ولكن بحسب مسؤول تنفيذي في إحدى الشركات الإسرائيلية للتصنيع العسكري فإن "مثل هذا التغيير الجذري في مطالب الشركات الإسرائيلية هو تعبير عن موقف واضح ضد إسرائيل، أكثر بكثير من مجرد تلميح مخفف".

وتنطلق أهمية المعرض على خلفية القتال الدائر بين روسيا وأوكرانيا والحرب على غزة، التي تتمحور حول "إسرائيل" التي تتعامل في الوقت نفسه مع عدد كبير من الساحات. وقد جر ذلك العالم إلى أكبر سباق تسلح منذ أيام الحرب الباردة بين القوى العظمى. 

يعد المعرض في فرنسا حدثًا تسويقيًا مهمًا للشركات الإسرائيلية

وعلى غرار المعارض الأخرى بهذا الحجم، من المتوقع أيضًا أن يحضر معرض يوروستوري ضيوف على مستوى رؤساء الدول وقادة الجيوش ومسؤولي المشتريات العسكرية، وبالنسبة للصناعات الإسرائيلية، يعد هذا حدثًا تسويقيًا مهمًا للغاية وفرصة لبدء صفقات أسلحة مستقبلية، بحسب ما نشرته الصحيفة.

وادعت الصحيفة أنه مع بداية الحرب في أوكرانيا، كانت الصناعات الإسرائيلية مقصد العديد من الجيوش التي بدأت بتجديد ترسانتها من الأسلحة ووجدت فيها أنظمة دفاع جوية متقدمة، واشترت فنلندا نظام الدفاع "ديفيد سلينغ" من شركة رافائيل العام الماضي مقابل 1.3 مليار شيكل، واشترت ألمانيا نظام الدفاع "هاتز 3" من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية التابعة للجيش في صفقة ضخمة هي الأكبر في تاريخ الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، التي بلغت قيمتها حوالي 14 مليار شيكل.

وفي منتصف العام الماضي، عشية الموافقة على صفقة صواريخ "آرو" الإسرائيلية في مجلس النواب الألماني الاتحادي البوندستاغ، اعترضت فرنسا، وقال وقتها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه بدلًا من شراء الصواريخ من "إسرائيل"، يتعين على دول الناتو تطوير نظام دفاعي خاص بها من أجل تقليل الاعتماد على الأسلحة القادمة من دولة ليست عضوًا في الحلف. وواصلت وزارة الدفاع الألمانية الترويج لتلك الصفقة رغم استياء فرنسا.

وعلى خلفية تشديد فرنسا شروطها على الشركات الإسرائيلية الراغبة في المشاركة في المعرض، ناشدت العديد من الصناعات العسكرية الإسرائيلية وزارة جيش الاحتلال الاسرائيلي التدخل في الأزمة الناشئة. وعلمت "كالكاليست" أن الموضوع تم فحصه من المدير العام للوزارة  ورئيس قسم التصدير العسكري، ولم يصدر أي رد منهما حتى الآن.