20-يوليو-2022
أرشيف

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، تحقيقًا بعنوان "هكذا جمعت حركة استيطانية 5 ملايين شيقل لإقامة بؤر استيطانية غير قانونية".والحديث يدور عن حركة "نحالا" التي ستشيّد اليوم بؤرًا استيطانية من خلال ثلاث نقاط تجمّع رئيسة للمستوطنين (الأولى في "منطقة بنيامين" شرق رام الله، والثانية قرب مستوطنة "أريئيل" شمال الضفة الغربية، الثالثة على مفترق تجمع مستوطنات غوش عتصيون")، على أن يتبع ذلك تشيد أكثر من عشر بؤر خلال الأيام المقبلة.

تستخدم الجمعية الاستيطانية طرقًا غير قانونية لجمع الأموال لإنشاء بؤر استيطانية بالضفة، في المقابل تغض الجهات الإسرائيلية الرسمية الطرف عنها 

ومصطلح بؤر استيطانية غير قانونية يستخدمه جيش الاحتلال وإعلامه للدلالة على المستوطنات التي يقيمها المستوطنون بمبادرة ذاتية قبل الحصول على تصاريح بناء، وهي في الغالب معاقل لتنظيم جباية الثمن الإرهابي الذي ينفذ هجمات تستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، ويبلغ عدد هذه البؤر حوالي ثلاثين، ومع ذلك فإن جيش الاحتلال يقدم لها الحماية والكهرباء والمياه.

وذكرت الصحيفة أنه وعلى الرغم من أنّ هذا نشاط غير قانونيّ، إلا أنه تم جمع الأموال للحملة في غضون ثلاثة أيام بمساعدة الجمعيات التابعة له، وعبر تطبيق Facebook ومنصة التمويل الجماعي التي أنشأها أعضاء حركة حباد المتطرفة دينيًا والتي تتخذ من بروكلين مقرًا لها".

ووفق المختص بالشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب، فإن حركة "حباد" هي حركة حسيدية في اليهودية الحريدية المتشددة دينيًا وهي أكبر منظمة يهودية في العالم (مقرها بروكلين بنيويورك)، أسسها الحاخام شنيور ملادي عام 1788، وقد نشأت الحركة في بيلاروسيا، ثم انتقلت إلى لاتفيا، ثم بولندا، ثم الولايات المتحدة الأمريكية عام 1940.

وبحسب الصحيفة فقد أعلنت حركة نحالا الاستيطانية التي تعتزم إقامة بؤر استيطانية في الضفة الغربية اليوم الأربعاء، وفي انتهاك للقانون، أنها جمعت خمسة ملايين شيقل لهذا الغرض في غضون ثلاثة أيام. مضيفةً: "فعلت الحركة ذلك بشكل علني، على الرغم من أنه كان من الواضح للجميع أن الأموال كانت مخصصة لنشاط غير قانوني حيث أصدر وزير الجيش بيني غانتس تعليمات للمسؤولين الأمنيين بمنعه، وأعرب عن قلقه من أن الإسرائيليين العاديين قد يظنون خطأً أنه كان نشاطًا قانونيًا. وقالت الشرطة أيضا إنها تستعد لمنع إنشاء البؤر الاستيطانية إلى جانب أجهزة أمنية أخرى". 

وأضافت "هآرتس": تم الليلة الماضية نشر إعلانات من جانب النشطاء في الحركة الاستيطانية تفيد بأنه في المرحلة الأولى من العملية، تعتزم الحركة الوصول إلى ثلاثة مناطق في الضفة الغربية ورفع الأعلام الإسرائيلية وإقامة مخيمات للعائلات والشباب". وتوجهت هآرتس بتساؤلات للشرطة  وجهاز "الشاباك"، لمعرفة الإجراءات المتخذة بخصوص الأموال التي تم جمعها، ولم ترد الشرطة لا "الشاباك" ولا مكتب وزير الجيش. 

وأكدت الصحيفة أن حركة "نحالا" ليست جمعية مرخصة من جانب مسجل الجمعيات في "إسرائيل"، ومن أجل جمع الأموال لأنشطتها، فهي بحاجة إلى شبكة داعمة من الجمعيات. يتم جمع التبرعات من خلال الهيئات التي تم تأسيسها في السنوات الأخيرة والتي تعمل في الواقع كـ "أذرع" لها، وعلى رأسها منظمة تسمى "اعتاق الأرض".

و"اعتاق الأرض" مبدأ بلورته الحركة الصهيونية، يقوم على جمع الأموال من أثرياء اليهود والمسيحيين المواليين للمشروع الصهيوني، لشراء الأراضي ولتمويل الاستيطان في فلسطين، وقد تم استخدامها لجمع الأموال لبؤرة أفيتار الاستيطانية على جبل صبيح في بيتا، لصالح مشروع حركة نحالا. وخلال العامين الماضيين، لم تقدم الجمعية تقارير سنوية إلى مسجل الجمعيات كما يقتضي القانون، ومنذ بداية العام لم تحصل على شهادة الإدارة السليمة، ولم يرد ذكر نحالا في التقارير التي قدمتها الجمعية في السابق، لكن مؤسسيها هما دانييلا فايس وزفي أليمالك شرباف.

و"دانييلا فايس" من مواليد "بني براك" عام 1945، لوالدين مهاجرين من الولايات المتحدة، كانا عضوين في منظمة "شتيرين" الإرهابية التي نفذت مجزرة دير ياسين. وتُعدّ فايس من قادة الاستيطان الذين شاركوا في تنفيذ اعتداءات استهدفت في نهاية عقد الثمانينات أهالي قلقيلية، وترأس مجلس مستوطنة قدوميم منذ 1996، حتى في تشرين ثان/ نوفمبر 2001.

وسبق أن نشرت "نحالا" و"اعتاق الأرض" تقارير مختلفة بخصوص التبرعات التي جمعتاها، وعلى سبيل المثال، في 2019، أعلنت حركة نحالا أنها جمعت 1.1 مليون شيقل كجزء من حملة تمويل ضخمة، لكن "اعتاق الأرض" أبلغت في ذلك العام مسجل الجمعيات، أنها جمعت 482000 شيقل فقط من التبرعات.

وقالت دانييلا فايس في حديث مع "هآرتس" إن "اعتاق الأرض" هي الهيئة التي تجمع نحالا من خلالها الأموال، وأكدت أنه من خلالها يتم تحويل التبرعات. ووفقًا لمنشورات نحالا، فقد جمعت منذ عام 2018 أكثر من 8 ملايين شيقل.

وثمة طريقة أخرى وفقًا لصحيفة هآرتس، يتم من خلالها المساهمة في حملات نحالا الاستيطانية، ويتم ذلك من خلال التحويل المصرفي إلى منظمة أخرى، تسمى "Shao Ziona Ness VeDegel"، حيث تم توظيف الناشط الاستيطاني المعروف "عوزي شرباف" كمنسق للأنشطة في الماضي، وهو ابن عضو التنظيم السري اليهودي الذي نفذ عمليات إرهابية أدّت لمقتل فلسطينيين خلال عقد الثمانيات، وحفيد الحاخام موشيه لفينجر.

وأشارت "هآرتس" إلى أن المانحين من الولايات المتحدة تمكنوا من التبرع للحملة والحصول على إعفاء ضريبي من خلال "صندوق نئمان"، لكن في رد على سؤال "هآرتس" حول دور الصندوق في جمع الأموال، رد الصندوق بأنه "لم يكن على علم بالنشاط المخطط له، ولم يموِّل نشاطًا غير قانوني، وأنه تم حذفه من الحملة".

وفقًا لما نُشر على موقع التمويل الجماعي، سيتم إيداع التبرعات التي تم جمعها لتشغيل البؤر الاستيطانية في حساب مصرفي لجمعية "اعتاق الأرض" في بنك ليئومي، وخلال الأسبوع الماضي أرسل المحامي شاحار بن مئير رسالة إلى المستشار القانوني للبنك، حذره فيها من أن الأموال كانت مخصصة لأنشطة غير مشروعة. وفي الليلة الماضية، رد البنك على بن مئير بأنه رفض المزاعم ضده، وأوضح أنه لا يستطيع معالجة مزاعم محددة بسبب السرية المصرفية". 

بالإضافة إلى ذلك، ناشد المحامي إيتاي ماك هيئة غسيل الأموال بوزارة القضاء الإسرائيلية  والمشرفة على البنوك في وزارة المالية، بتجميد الأموال التي تم جمعها وفتح تحقيق، ولم يتم الرد على طلبه.