أفضى ضغط كبير من جانب الإنجليكانيين إلى تعزيز ذهاب دونالد ترامب نحو تنفيذ وعده بإعلان مدينة القدس "عاصمة لدولة إسرائيل"، وفق ما أكده مسؤولون إنجليكانيون في تقرير مطول نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، وشارك في إعداده أكثر من مراسل للصحيفة.
والإنجليكانيون مسيحيون يتبعون الكنيسة الإنجليكانية، وهم صهاينة يؤيدون إسرائيل بسبب طموح لاهوتي ناجم عن الاعتقاد بضرورة التعجيل بعودة يسوع إلى الأرض المقدسة، وعقيدتهم أن ظهور المسيح من جديد مشروط بعودة اليهود إلى أرضهم، وإنشائهم دولة، ثم الدفع إلى حرب يأجوج ومأجوج في مواجهة دولة شر، وبعد نهاية تلك الحرب سيظهر المسيح يسوع ويخلص العالم.
مسيحيون صهاينة نفذوا حملات دعائية، ووجهوا رسائل إلى ترامب، أفضت في النهاية إلى اتخاذه قراراً بتنفيذ وعده السابق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس
ويشكل أتباع الكنيسة الإنجليكانية نسبة 25.4% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقا لـ"يديعوت"، فإن مستشارين دينيين محافظين للرئيس ترامب، ضغطوا عليه من أجل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وقال جوني مور، وهو راهب من كاليفورنيا يشغل منصب المتحدث باسم مجلس الأنجليكانيين الذي يقدمون استشارات للبيت الأبيض: "ليس لدي شك أن الإنجليكانين أدوا دوراً جوهرياً في اتخاذ هذا القرار، وأنا مؤمن أن القرار ما كان ليصدر لولاهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض لم يتطرق بالنفي لتصريحات الإنجليكانيين التي نسبوا فيها لأنفسهم دوراً أساسياً في الاعتراف الأمريكي بمدينة القدس عاصمة إسرائيل.
ويعرب الأنجليكانيون بشكل دائم عن تأييد كبير لرجال اليمين المحافظ في إسرائيل، ويشعرون بوجود علاقة وثيقة تربطهم بـ"الدولة اليهودية التي انبثقت من التوارة"، على حد تعبير "يديعوت"، التي أضافت أن الأنجليكانيين وجدوا في ترامب ونائبه مايك فنكس الذي ينتمي إلى ذات التيار تأييداً لمواقفهم.
وتضمنت جهود الأنجليكانيين لإقناع ترامب باتخاذ قراره بشأن القدس، حملات إعلامية دعائية قادها مايك هاكبي الذي يترأس منظمة "My Faith Votes" المسيحية المحافظة، وقد كان في السابق حاكماً لولاية أركنساس، وهو والد المتحدثة باسم البيت الأبيض سارا سندرس.
ونشرت المنظمة المذكورة على موقعها الإلكتروني عريضة طالبت الناس فيها بالاتصال بالبيت الأبيض والضغط عليه للاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، فيما بعثت منظمة إنجليكانية أخرى تدعى " American Christian Leaders for Israel" رسالة إلى ترامب قالت فيها: "آن الأوان لنقل السفارة إلى القدس".
وكان ترامب وقع في شهر حزيران/يونيو الماضي قراراً بتجميد تنفيذ نقل السفارة من "تل أبيب" إلى القدس، كما اعتاد أن يفعل أسلافه كل ستة أشهر، وعندما اقترب موعد تمديد تجميد القرار مرة أخرى، اعتبر الأنجليكانيون أن الفرصة حانت لممارسة الضغوط على البيت الأبيض وعلى ترامب شخصياً.
ترامب أحاط نفسه منذ حملته الانتخابية بمستشارين أنجليكانيين، وأحدهم قال إنهم لم يبذلوا جهداً كبيراً لإقناع ترامب بنقل السفارة إلى القدس، بل كان سعيداً بذلك
وقالت منظمة "American Christian Leaders for Israel" في رسالة بعثتها إلى ترامب، ونشرتها على موقعها الإلكتروني، "يساورنا قلق كبير مع كل يوم ينقضي دون نقل السفارة، لأن ذلك يعني أن نقل السفارة يصبح أكثر صعوبة، وإن لم تفعل ذلك الآن فإن هذا الأمر لن يتم".
وخلال حملته الانتخابية، أحاط ترامب نفسه بمجموعة مستشارين أنجليكانيين، وقد حظي بأصوات أتباع هذه الطائفة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأكد الراهب مور من كاليفورنيا، عضو مجموعة الأنجليكانيين الداعمة للإدارة الأمريكية، أنه تقريباً في كل يوم تتواجد شخصية رفيعة من المسيحيين المحافظين في البيت الأبيض.
وأشارت "يديعوت" إلى تصريحات للكاهن روبرت جوفرس، من كنيسة "First Baptist"، الذي يعمل مستشاراً لترامب، حيث قال: "في الواقع لم نكن بحاجة لبذل الكثير من الجهود لإقناع الإدارة الأمريكية الحالية بنقل السفارة إلى القدس، لقد كان ذلك وعداً انتخابياً قطعه ترامب على نفسه، وكان سعيداً بتنفيذه".
اقرأ/ي أيضاً: