للمرة الثانية، يصاب الشاب محمد التميمي (20 عامًا) برصاص الاحتلال الإسرائيلي في رأسه، خلال المواجهات الشعبية في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله.
قبل سنوات، أصيب محمد برصاصة في رأسه هشّمت جمجمته، ولا يزال يتعالج من آثارها، وأصيب الأسبوع الماضي برصاصة جديدة في رأسه أيضًا
نهاية الأسبوع الماضي، اقتحم جيش الاحتلال قرية النبي صالح، وخرج محمد ومعه عدد من شباب القرية للتصدي للجنود، وخلال المواجهات التي اندلعت في "الحارة التحتا"، أطلق أحد الجنود رصاصة من النوع "الأسفنجي"، فأصابت رأس محمد بجراح خطيرة.
ينتظر فضل التميمي (59 عامًا) أمام غرفة العناية المكثفة في المستشفى الاستشاري قرب رام الله، حتى يتم السماح له بالدخول للاطمئنان على ابنه، فلا يسمح لهم برؤيته إلا لدقائق معدودة.
يروي التميمي لـ"الترا فلسطين"، أن محمد أصيب عصر يوم الخميس خلال المواجهات في الحارة التحتا، برصاص من النوع الاسفنجي، وهو نوع جديد من الرصاص يختلف عن الرصاص الحي والمطاطي، وينتشر الاسفنج في محيط الجرح مسببًا التهابات.
يعرف أهالي النبي صالح أنواع رصاص وقنابل جنود الاحتلال، التي تطلق عليهم بشكل يومي، فهم منذ سنوات في مواجهة مفتوحة ومستمرة تنديدًا بالاستيطان الإسرائيلي على أراضي القرية.
وتابع التميمي، أنهم نقلوا محمد على إثر الإصابة لتلقي العلاج في المستشفى الاستشاري، وبعد ساعات داخل غرفة العمليات، وقد استقرت حالته، إلا أنه ما يزال يعاني من مشاكل في النطق.
هذه ليست المرة الأولى التي يصاب فيها محمد برصاص الاحتلال برأسه، وإنما في العام 2017، أصيب برصاصة مطاطية من مسافة قريبة في رأسه خلال مواجهات شبيهة في قرية النبي صالح، وكان عمره آنذاك (15 عامًا).
وأفاد والده، أنه نقل في حينه لتلقي العلاج في المستشفى الاستشاري الأقرب إليهم، وتسببت الإصابة وقتها بتهتك في جمجمته، وبقي مدة 7 ساعات في العملية الأولى حتى استقرت حالته.
وأضاف، أنه بعد أيام أجري له عدة عمليات جراحية وجرى استئصال جزء من عظام الجمجمة، ومن ثم جرى تحويله إلى مستشفى في جنوب أفريقيا، بواسطة جمعية صديقة للشعب الفلسطيني، وأجري له عملية في عينه، إلا أنها لم تنجح، وما يزال يعاني من إعاقة بصرية في إحدى عينيه "أي شيء أبعد من مسافة مترين يراه بلون أبيض"، بحسب والده الذي أشار أيضًا إلى أنه تم إجراء عمليات لابنه بهدف ترميم عظام الجمجمة.
في تلك الفترة جرى اعتقال التميمي، عقب اقتحام قوات الاحتلال منزله فجرًا، بالرغم من إصابته، وجرى الإفراج عنه بعد 24 ساعة.
وفي حينه، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن محمد اعترف أن سبب الإصابة برأسه هو سقوطه أثناء اللهو عن دراجة هوائية. لكن والده نفى مزاعم الاحتلال، وأفاد بأن التقارير الطبية أكدت أن محمد أصيب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط اخترقت رأسه.
الإصابة الأولى أبعدته عن الدراسة وحرمته من سنوات طفولته واللعب مع أقرانه
واعتقل التميمي بعدها لمرتين، منها مرة جرى الإفراج عنه بعد 12 ساعة، والثانية اعتقل لنحو 30 يومًا.
وحول طبيعة حياته اليوم، قال والده إن محمد كان يعمل في المطاعم ولكن بشكل متقطع، ولا يستطيع العمل تحت أشعة الشمس وفي الصيف بسبب الإصابة الأولى.
وتُنظم في قرية النبي صالح مسيرات شبه يومية مناهضة للاستيطان، يقمعها جيش الاحتلال بشكل دائم مستخدمًا الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المدمع.