الترا فلسطين | فريق التحرير
مع غروب الشّمس، يبدأ الأسير السّابق محمد تركمان، بجمع الحطب والأخشاب ليُشعل النار في محيط خيمته، باحثًا عن الدفئ في مواجهة البرد، ليلًا، حيث يعتصم قرب حاجز بيت ايل، شمال البيرة، بعد قطع الراتب الذي كان يتقاضاه.
بدت حركة تركمان (52 عامًا) ثقيلة، يقول إنّه مضرب عن الطعام منذ 10 أيام، وبات يشعر بالتّعب والهزال.
أمضى محمد تركمان (17 سنة) في سجون الاحتلال، وكان يتقاضى راتب أسير محرر، لكن وقبل 6 أشهر، قطعت السلطة الفلسطينية راتبه كما يقول لـ "الترا فلسطين"، فقرع أبواب مختلف الجهات الرسمية، مطالبًا بإعادة صرف راتبه، ولكن دون جدوى، وفي النّهاية لم يكن أمامه من خيار سوى حزم أمتعته والقدوم من مخيم جنين إلى مدينة رام الله "التي تعيش فيها كل قيادات السلطة"، ولكي يوصل رسالته بطريقة سلمية، كما أنّ الوضع في جنين لا يحتمل اعتصامات في ظل استمرار الاقتحامات الإسرائيلية.
بدأ تركمان اعتصامًا، وإضرابًا مفتوحًا عن الطعام قبالة مقر مجلس الوزراء في رام الله، قبل أن يطرده عناصر الأمن من المكان، لينتقل بعدها إلى مدخل البيرة الشمالي قرب محطة المحروقات، فعاود عناصر الأمن طرده مرة ثانية، ما دفعه للانتقال إلى أقرب نقطة عند حاجز بيت ايل العسكري.
يقول تركمان إنّ لديه ثلاثة أطفال (بنتان وولد)، كما أنه يعيل أربعة أخوة يحتاجون رعاية خاصّة، اثنان منهم أصيبا برصاص جنود الاحتلال.
ومضى على اعتصام محمد تركمان 10 أيام، ولا ينوي العودة للمنزل قبل استعادة راتبه. ويقول لـ "الترا فلسطين" إنه لا يعرف سبب قطع راتبه، ويشير إلى إنه كان عنصرًا في جهاز الأمن الوطني وترك العمل، وقد اعتقله الاحتلال العام الماضي، وجرى استئناف صرف الراتب له، ولكن عندما خرج من السجن قُطع راتبه مجددًا، ما دفعه للتساؤل: هل المطلوب مني البقاء في السجن ليستمر صرف راتبي؟
وحتى الآن لم يثمر تدخّل بعض الجهات والشخصيات التي عملت على التوسّط ليسترد تركمان راتبه، فيما يمضي وقته داخل خيمته التي تراكمت فيها زجاجات المياه الفارعة وعلبة ملح يقول إنها "زاده الوحيد".
قرب الحاجز المكتظ، يتوقّف بعض المارّة بمركباتهم لسؤال تركمان عن سبب اعتصامه في المكان، يقول إن منهم من يعبّر عن استغرابه، وبعضهم يحاول الاطمئنان عليه وعلى وضعه الصحي، ومنهم من يلقي سيلًا من الشتائم على الحال الذي وصله أسير سابق أمضى قرابة عقدين في السجن.
وقد حاولنا في "الترا فلسطين" التواصل مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين لمعرفة سبب قطع راتب تركمان، ولكن لم يصلنا أي رد.