03-أكتوبر-2019

اعتصم مواطنون ومزارعون أمام مقر وزارة الزراعة في رام الله، الخميس، احتجاجًا على استيراد ثمار الزيتون، واصفين القرار بأنه "مجحفٌ وغير مفهوم ولا وطني ولا اقتصادي" وفق ما ورد في بيان لهم اطّلع عليه الترا فلسطين.

اعتصام أمام وزارة الزراعة رفضًا لقرار استيراد الزيتون، مزارعون: زيتوننا يصلح للكبيس

الاعتصام جاء بعد أن قررت وزارة الزراعة السماح باستيراد 3600 طن من ثمار الزيتون الخاص بالكبيس، من بينها 2000 طن من إسرائيل، بعد أن تقدم لها 11 مصنعًا بطلبات السماح بالاستيراد، على اعتبار أن هذا النوع من الزيتون لا يُنتَج محليًا.

وطالب المعتصمون بدعم الفلاحين ومساعدتهم في تسويق منتجاتهم وحمايتهم من جيش الاحتلال والمستوطنين، وتوجيه المزارعين لزراعة الأصناف التي أعلنت الوزارة أن هناك نقصًا فيها. كما طالبوا بالضغط على المصانع الوطنية لاستخدام المنتجات الوطنية في التصنيع.

يرى سعد داغر، وهو مهندسٌ زراعيٌ كان من بين المعتصمين، أن حجة الوزارة للاستيراد "غريبة وواهية"، مضيفًا أن الزيتون الفلسطيني "طوال عمره يستخدم للكبيس، سواء الأسود أو الأخضر،أو المرصوص أو الكامل أو محشي".

وقدم داغر ورقة يقارن فيها بين الزيتون البلدي الفلسطيني وبين زيتون المنزنيللو وهو الزيتون المستورد للتصنيع. في هذه الورقة يقدم أرقامًا قال إنها تؤكد أن الزيتون البلدي يصلح للاستخدام في التصنيع للكبيس.

وقال داغر: "كيف نقوم نحن الفلسطينيين بالاستيراد من إسرائيل زيتون؟ هذه جريمة بحق زيتوننا وبحق فلاحنا، وهذا طبعًا يتناقض مع كل الشعارات التي رفعت منذ تشكيل الحكومة الحالية من الاحتياج إلى الإنتاج، فهذا القرار لا يلتقي مع هذا الشعار، لأن أهم قطاع زراعي لدينا الزيتون، ونحن نتحدث دائمًا عن ارتباطنا الوطني مع الأرض ونجسده من خلال شجرة الزيتون".

حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، وعلى لسان محمود نواجعة منسق الحركة في فلسطين، عبرت عن استهجانها من هذا القرار "لأنه يعمق التبيعة مع الاقتصاد الإسرائيلي، وبالذات في الفترة التي تتحدث فيها الحكومة عن سياسات وتوجهات للعمل على الانفكاك عن الاقتصاد الإسرائيلي، بينما يبدو أن العمل على أرض الواقع مغاير لهذه السياسية".

حركة مقاطعة إسرائيل ترفض استيراد الزيتون من إسرائيل وتسأل: أين الانفكاك عن الاقتصاد الإسرائيلي؟

وقال نواجعة لـ الترا فلسطين، إن هذا الزيتون بالذات يحتاج لكمياتٍ أكبر من المياه، "والمياه التي تسرق من الفلسطينيين تستخدم من أجل ري هذا النوع من الزيتون، وبالتالي نحن لا نشتري فقط الزيتون من الاحتلال، وإنما نشتري زيتونًا مرويًا من مصادرة المياه والموارد الطبيعية الفلسطينية".

راية زيادة من المشاركات في الاعتصام، كانت تحمل بيدها علبة زيتون محلي الصنع قالت: "أنا هنا لأنضم إلى المزارعين والمزارعات الذين طلبوا الاعتصام أمام الوزارة، لرفض القرار باستيراد الزيتون من إسرائيل، رغم أن هذا الأمر لا يجري لأول سنة من إسرائيل".

وأكدت زيادة على أهمية "سيادتنا على غذائنا وأهمية دعم المنتج الوطني الفلسطيني، وأهمية الانفكاك عن الاقتصاد الإسرائيلي".

أما المزارع رافع عصفور، أحد المشاركين في الاعتصام، فقال إنه لا يرى سببًا لأن يستورد بلدةٌ منتج للزيتون، الزيتون من جهة أخرى، مؤكدًا أن الخطوة تُضر بالمزارع الفلسطيني والاقتصاد بشكل عام. اتفقت معه المزارعة أمينة طعم الله، وقالت: "أنا أستغرب لماذا نمنع التحويل إلى المستشفيات الإسرائيلية، في الوقت الذي نستورد فيه الزيتون من إسرائيل، هناك تناقض في القرارات".


اقرأ/ي أيضًا: 

أبو المواسم فرحة الفلاحين

هل نحتاج فعلاً لاستيراد زيتون الكبيس؟

معصرة أحمد عيسى. قرنٌ ونيف من الحب