11-يوليو-2023
إسرائيليون يتظاهرون رفضًا للتعديلات القضائية - getty

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

انطلقت فعالية احتجاجية واسعة النطاق في "إسرائيل" صباح الثلاثاء، تحت عنوان: "يوم التشويش القومي"، وذلك بعد مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على تشريع أحد قوانين الانقلاب على القضاء الذي صوّت له 64 عضو كنيست، وعارضه نواب المعارضة وعددهم 56.

يوم "التشويش" و"الشلل".. احتجاجات المعارضة الإسرائيلية تتصاعد ضد التغييرات القضائية بعد إلغاء الكنيست قانون سبب المعقولية للحد من صلاحيات المحكمة العليا 

ومن المتوقع أن تكون مراكز الاحتجاج الرئيسة في مطار بن غوريون، وشارع كابلان في تل أبيب، إلى جانب عشرات المراكز الأخرى.

  Getty Images 

وأعلنت الشرطة الاسرائيلية نيّتها استخدام مدافع المياه العادمة والغاز المسيل للدموع لمنع المحتجين من إغلاق الشوارع باستخدام كل الوسائل المتاحة.

والليلة الماضية، وبعد ساعات طويلة من النقاش والمداولات في الهيئة العامة في الكنيست، تخللها إلقاء خطابات لمختلف الكتل البرلمانية، جرت المصادقة بالقراءة الأولى على قانون إلغاء سبب المعقولية وفور الانتهاء من التصويت، صرخ زعيم المعارضة يائير لابيد وأعضاء حزبه بغضب: "العار"، فيما سارع أعضاء الائتلاف الحكومي إلى تبادل التهاني.

مشروع قانون إلغاء سبب المعقولية الذي تمت المصادقة عليه بالقراءة الأولى، يقلص ذريعة عدم المعقولية، أي تدخل المحكمة العليا في قرارات الحكومة تحديدًا، بذريعة عدم معقوليّتها قانونيًا ودستوريًا

ومشروع قانون إلغاء سبب المعقولية الذي تمت المصادقة عليه في القراءة الأولى بأغلبية 64 صوتًا، يقلص ذريعة عدم المعقولية، أي تدخل المحكمة العليا في قرارات الحكومة تحديدًا، بذريعة عدم معقوليّتها قانونيًا ودستوريًا. ويعتبر هذا التصويت هو الأول من ضمن قوانين الإصلاح القانوني أو ما يُسمّى "الانقلاب القضائي" الذي يسعى الائتلاف الحكومي الإسرائيلي لتنفيذه.

الشرطة الإسرائيلية تقمع متظاهرين رافضين للتعديلات القضائية - Mostafa Alkharouf/Getty Images
الشرطة الإسرائيلية تقمع متظاهرين رافضين للتعديلات القضائية - Mostafa Alkharouf/Getty Images

وتنص صيغة مقترح القانون على أن أولئك الذين لديهم سلطة قضائية وفقاً للقانون، بما في ذلك المحكمة العليا، بصفتها محكمة العدل العليا، لن يناقشوا أو يصدروا أمرًا ضد قرارات الحكومة أو رئيس الحكومة أو أي وزير، أو أي مسؤول منتخب آخر بشأن معقولية قرارهم.

نتنياهو يقول إنه يهدف من وراء مشروع القانون لإحداث توازن بين السلطات عبر تقليص صلاحيات المحكمة العليا لصالح الكنيست 

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" رسمًا كاريكاتوريًا يصوّر المصادقة على قانون المعقولية الذي يثير غضب المعارضة الإسرائيلية، باعتباره وجبة أولى يقدمها بنيامين نتنياهو لوزير القضاء ياريف ليفين، المتهم بأنه مهندس الانقلاب على القضاء.

كاريكاتير نشرته "يديعوت أحرنوت": المصادقة على قانون المعقولية وجبة أولى يقدمها بنيامين نتنياهو لوزير
كاريكاتير "يديعوت أحرنوت": المصادقة على قانون المعقولية وجبة أولى يقدمها نتنياهو لوزير القضاء

وعبّرت المعارضة عن غضبها على قرار مصادقة الكنيست على قانون "سبب المعقولية". وكتب زعيم المعارضة يائير لابيد: "مثل اللصوص في الليل، أقرت الحكومة إلغاء سبب المعقولية، لقد أثبتت أن لا شيء يهمها سوى قوانين الفساد المناهضة للديمقراطية. القتال لم ينته، ولن نتخلى أبدًا عن قيم دولة إسرائيل، الملايين سينزلون إلى الشوارع كي يقولوا: لن نستسلم".

إسرائيليون يحتجون على إقرار الكنيست مشروع إلغاء حُجّة المعقولية
إسرائيليون يحتجون على إقرار الكنيست مشروع إلغاء حُجّة المعقولية

لكن عضو الكنيست زعيم المعسكر القومي بيني غانتس اكتفى بتغريدة قصيرة على تويتر، قال فيها: "الظلام يبلغ ذروته قبل الفجر، والصراع مستمر".


اقرأ/ي أيضًا: 

الحكومة الإسرائيلية تتقدم في خطة التعديلات القضائية والمعارضة تهدد بالاحتجاج

الكنيست الإسرائيلي يمرر مشروع قانون "عدم المعقولية".. فماذا نعرف عنه؟


وقال غانتس من على منبر الكنيست خلال مناقشة القانون، إن "كرة الثلج هذه بدأت تتدحرج هنا، اليوم تنمو وتكتسب الزخم، وستصل البلاد بأكملها، إذا لم نوقفها الآن أناشد رئيس الحكومة أن لا يتخلى عن دولة إسرائيل ومواطنيها، وأن لا يتخلى عن الأمن والاقتصاد. توقف عن كل شيء، هذا آخر نداء قبل السقوط في الهاوية".

بيني غانتس: كرة ثلج الاحتجاجات بدأت تتدحرج، وهذا آخر نداء قبل السقوط في الهاوية

أما زعيم حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان فاعتبر خلال كلمته في التعليق على القانون أمام الكنيست، أن قانون إلغاء سبب المعقولية أمر غير معقول، ويشكل ضررًا خطيرًا على الديمقراطية، ويهدف القانون إلى إعادة أرييه درعي لمنصب وزير الداخلية ونائب رئيس الحكومة، وبالتالي ضمان استقرار الائتلاف الحكومي لفترة طويلة أخرى، وهو يشكل أساسًا لإمكانية إقالة المستشارة القانونية للحكومة، وتحويل جميع الموظفين العموميين لخدم شخصيين لنتنياهو وعائلته، ومن الواضح أن سبب المعقولية ليس سوى خطوة إضافية في إطار خطة نتنياهو لتمرير قوانين الانقلاب القانوني في الدورة الشتوية حيث سيعمل على استكمال الاستيلاء على النظام القضائي ولجنة الانتخابات المركزية".

أفيغدور ليبرمان: قانون إلغاء سبب المعقولية أمر غير معقول، ويهدف لإعادة أرييه درعي لمنصب وزير الداخلية ونائب رئيس الحكومة 

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه عاقد العزم على تمرير قانون سبب المعقولية في القراءتين الثانية والثالثة خلال الدورة الصيفية للكنيست، وأنه لا ينوي العودة للحوار في مقر الرئيس حتى يتم إقرار القانون. وبعد ذلك، عندما تبدأ العطلة، وإذا كانت الظروف السياسية تبرر ذلك، يمكن العودة للحوار مع المعارضة.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال اليوم الثلاثاء أن 50 من عناصر الأمن السيبراني أعلنوا إنهاء تطوعهم، ردًا على تمرير الكنيست بالقراءة الأولى، قانون المعقولية، الذي يحد من صلاحيات المحكمة الإسرائيلية العليا، وذلك بعد أن سبق وأعلن 250 عنصرًا انتهاء تطوعهم، متعهدين بـ "عدم تطوير قدرات سيبرانية لنظام مجرم"، وفق وصفهم.

وبحسبهم: "لن نطور قدرات لنظام إجرامي، ولن نساعد في تدريب الجيل القادم من جنود السايبر الهجومي. مع مرور الوقت، يزداد الضرر الذي يلحق بالنظام السيبراني وقدرات دولة إسرائيل". 

كما كتب جنود الاحتياط: "لقد أثبتت حكومة نتنياهو اليوم أنها عازمة على سحق دولة إسرائيل. ويمثل تمرير القانون لإلغاء سبب المعقولية اللبنة الأولى في تحوّل إسرائيل إلى دولة فاسدة. إن إلغاء سبب المعقولية سيخلق ثقافة التعيينات الفاسدة التي ستؤدي إلى تدمير مؤسسات الدول ، بما في ذلك الأجهزة الأمنية".

وأضاف الجنود: "يجب ألا يُعهد بالقدرات السيبرانية الحسّاسة والتي يمكن أن يُساء استخدامها إلى حكومة إجرامية تقوِّض أسس الديمقراطية. ولا يمكن الاستمرار في تنفيذ أعمالنا التنموية في ظل مثل هذا الانقلاب القانوني والانهيار الأخلاقي الشديد. في الآونة الأخيرة، بتنا نسمع أصواتاً من زملائنا الجنود يفيد أن الفساد يتغلغل في عمق النظام، والثقة في قدرة الحكومة على توجيه العمل السيبراني الهجومية قد تصدعت بعمق.وهذا خطر واضح وفوري".