الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
احتشد آلاف الإسرائيليين في مدينة "تل أبيب"، مساء السبت، للمطالبة بوقف إطلاق النار والتوصل إلى صفقة تبادل فورًا تضمن الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، مهما كان الثمن الواجب دفعه، "حتى لو كان الثمن هو الإفراج عن أسرى أيديهم ملطخة بالدماء". يأتي ذلك بعد إعلان جيش الاحتلال أنه قتل ثلاثة أسرى بالخطأ في قطاع غزة أثناء محاولتهم تسليم أنفسهم.
"إنهم يحاولون بيعنا الوهم بأن القتال يساعد الأسرى. القتال يقتل الأسرى"
راز بن عامي، الأسيرة التي أفرجت عنها في الهدنة المؤقتة ومايزال زوجها محتجزًا، قالت "توسلنا إلى مجلس الوزراء الأمني وحذرناهم من أن القتال قد يضر بالرهائن. لسوء الحظ، كنا على حق".
والتقى ممثلون عن عائلات الأسرى، ليلة الأحد، مع عضوي مجلس الحرب بيني غانتس ويوآف غالانت. وقالت العائلات بعد اللقاء: "مجلس الحرب فهم معنى أن تفقد عائلات ذويها الرهائن برصاص الجيش (..) القيادة ستفعل ما بوسعها لتأمين صفقة رهائن لكنها لم تقدم وعودًا واضحة".
أحد أقارب الأسير إيتاي سفيرسكي، قال إن المحتجين في تل أبيب يطالبون بوقف القتال، "فإسرائيل وقيادتها تتصرف كما لو أنهم تخلوا عن الأسرى"، منوهًا أن الأسرى الذين استعاد الاحتلال جثثهم كلهم قتلوا بسبب قصف إسرائيلي أو عمليات إنقاذ فاشلة نفذها الجيش أو بنيران الجيش نفسه أثناء محاولتهم الهرب.
وتابع: "إنهم يحاولون بيعنا الوهم بأن القتال يساعد الأسرى. القتال يقتل الأسرى".
نعوم بيري، ابنة الأسير حاييم بيري، أكدت أيضًا رفضها لمزاعم أعضاء مجلس الحرب بأن "الضغط العسكري" في قطاع غزة سيساعد في التوصل إلى اتفاق، مضيفة: "بينما يتواصل الضغط العسكري، نحصل على المزيد والمزيد من الرهائن العائدين كجثث".
من جانبه، روبي تشين، والد الأسير إيتاي، أشار إلى أنه التقى جو بايدن لمناقشة إطلاق سراح الأسرى، وقال إن إجراء مقابلة مع رئيس الولايات المتحدة أسهل من لقاء مجلس الحرب، وتساءل: "'إنهاء الاحتلال أو الهزيمة الكاملة للفلسطينيين: هذه هي خياراتنا الوحيدة؟".
ولوحظ في الأيام الماضية، وتحديدًا بعد مقتل 3 جنود بنيران الجيش، تزايد عدد المشاركين في الفعاليات التي تنظمها عوائل الأسرى، وسط تهديدات بأنهم سينقلون اعتصامهم المفتوح من المنطقة المعروفة باسم "ساحة الرهائن" في تل أبيب إلى منطقة وزارة الجيش.
ويؤكد مراقبون أن ملف الأسرى واحتجاجات عوائل الأسرى سيكون الملف الأبرز الذي قد يدفع الاحتلال إلى إنهاء العدوان على قطاع غزة، خاصة أن حركة حماس تصر على رفض أي مفاوضات حول صفقة تبادل جديدة إلا بعد إنهاء العدوان، واستجابة الاحتلال لجميع شروط المقاومة.
لكن جانبًا آخر في هذا الملف يُشكل مخاوف حقيقية لدى الاحتلال، وهو رفض اليمين المتطرف بقيادة الإرهابي ايتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، أي وقف للعدوان على قطاع غزة لأي سبب قبل تحقيق الهدف المعلن بالقضاء على حركة حماس، بل ويضيفون على ذلك إعادة احتلال قطاع غزة.
وأظهر مسؤولون من اليمين المتطرف مواقف اعتبرها عوائل الأسرى وقادة المعارضة الإسرائيلية "استهتارًا بأرواح الأسرى ومشاعر عائلاتهم"، وكان من ذلك دعوة الوزير عميحاي إلياهو إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، إلى جانب تهديد ايتمار بن غفير بإسقاط الحكومة في حال وقف الحرب.
حتى الآن لا يُبدي مجلس الحرب وحكومة نتنياهو رغبة أو استعدادًا في الاستجابة لشروط حركة حماس، لكن مع مرور الوقت يجد مجلس الحرب والحكومة نفسهما أمام خيارين أحلاهما مر
وحتى الآن لا يُبدي مجلس الحرب وحكومة نتنياهو رغبة أو استعدادًا في الاستجابة لشروط حركة حماس، لكن مع مرور الوقت يجد مجلس الحرب والحكومة نفسهما أمام خيارين أحلاهما مر، الأول مواصلة الحرب استجابة لمطالب اليمين المتطرف ورغبة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وما يشكله ذلك من مغامرة بحياة الجنود الأسرى ومواجهة مع عائلاتهم، والثاني، الاستجابة لمطلب عائلات الأسرى الذي يعني وقف الحرب، وبالتالي انهيار الحكومة وربما تطور الموضوع إلى مواجهة بين عوائل الأسرى والمعارضة من جهة واليمين المتطرف من جهة أخرى.
وأقر متحدثان باسم جيش الاحتلال في تصريحات منفصلة بأن الجيش يواجه ظروفًا معقدة وغير مسبوقة في قطاع غزة، وأن الجنود أصيبوا بالإرهاق نتيجة القتال المتواصل -في الهجوم البري- منذ شهر ونصف.
وأمام هذه التصريحات، لا يبدو الطموح الإسرائيلي باستعادة أسرى أحياء قابلاً للتحقيق، وهو ما تؤكده جميع الحالات السابقة، فالجيش فقد ضابطًا وجنديًا في عملية خاصة "لتحرير" جثة مستوطنة وجندي، وخسر جنودًا آخرين في عملية خاصة لتحرير أسير انتهت بمقتله والفشل في استعادة الجثة، ثم زاد الطين بلة بأن قتل الجيش بنيرانه ثلاثة أسرى وهم يرفعون الراية البيضاء ويتقدمون بأجساد عارية نحو الجنود.
ونشرت كتائب القسام، يوم أمس السبت، مقطع فيديو يستعرض عددًا من الأسرى الذين قتلوا بنيران جيش الاحتلال وقصفه على قطاع غزة، وحذرت من أن "الوقت بدأ ينفد"، في إشارة أن مرور الوقت ومواصلة العدوان يعني مقتل المزيد من الأسرى.