02-مايو-2024
الطبيب عدنان البرش رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء

الطبيب عدنان البرش أسيرًا ثم شهيدًا

أفادت هيئة الأسرى ونادي الأسير مساء اليوم الخميس، باستشهاد معتقلين اثنين من غزة لدى الاحتلال الإسرائيلي، أحدهما الطبيب عدنان أحمد البرش (50 عامًا) من جباليا، وهو رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء.

ما جرى مع الطبيب البرش عملية اغتيال متعمدة، تأتي في إطار استهداف ممنهج للأطباء في غزة والمنظومة الصحيّة، ومنها العدوان الذي شنّه الاحتلال على مستشفى الشفاء بشكل خاص واستهداف طاقمه الطبيّ

وجاء في بيان مشترك، أن الشهيد الثاني هو اسماعيل عبد الباري رجب خضر (33 عامًا). وقد استشهد بعد عملية اعتقاله، حيث جرى تسليم جثمانه اليوم مع العشرات من معتقلي غزة الذين أفرج عنهم اليوم عبر معبر (كرم أبو سالم) كما أعلنت هيئة الحدود والمعابر في غزة.

الطبيب عدنان البرش
الطبيب عدنان البرش يأخذ قسطًا من الراحة بعد معالجته الجرحى في مستشفى الشفاء (أيار/ مايو 2018). 

وقالت الهيئة والنادي، إن الشهيد الطبيب عدنان البرش اعتقل على يد جيش الاحتلال في شهر كانون أول/ ديسمبر 2023، خلال تواجده في مستشفى العودة إلى جانب مجموعة من الأطباء. ووفقًا للمعلومات المتوفرة والتي أُبلغت فيها الشؤون المدنية الفلسطينية، فقد استشهد البرش في سجن (عوفر) يوم 19 نيسان/ ابريل 2024، وما يزال جثمانه محتجزًا.

وسبق أن أصيب الشهيد البرش خلال تواجده في المستشفى الإندونيسي قبل نحو 5 أشهر.

وقالت الهيئة والنادي "إننا اليوم وبفقداننا للدكتور عدنان البرش فإننا نفقد قامة علمية ونضالية ووطنية، بقي حتى آخر لحظة على رأس عمله قبل اعتقاله متنقلًا من مشفى إلى مشفى في غزة لعلاج الجرحى، إلى أن اعتقل على يد قوات الاحتلال من مستشفى العودة في شهر ديسمبر.

واعتبرت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أنّ الشهيدين البرش، وخضر ارتقيا نتيجة لجرائم التّعذيب والجرائم الطبيّة التي يتعرّض لها أسرى غزة، مع استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقّهم. وشددتا على أنّ ما جرى مع د. البرش بشكل خاص هي عملية اغتيال متعمدة، تأتي في إطار عملية استهداف ممنهجة للأطباء في غزة والمنظومة الصحيّة، ومنها العدوان الذي شنه الاحتلال على مستشفى الشفاء بشكل خاص واستهداف طاقمه الطبيّ، وما تلا ذلك من عملية تدمير كلية للمستشفى، وتحويله إلى مقبرة حيث استشهد واعتقل المئات فيه.

بقي الطبيب عدنان البرش على رأس عمله حتى آخر لحظة قبل اعتقاله متنقلًا من مستشفى لآخر في غزة لعلاج الجرحى، إلى أن اعتقله الاحتلال من مستشفى العودة في ديسمبر 2023

وقالت وزارة الصحة إنّ جريمة قتل الطبيب عدنان البرش في سجون الاحتلال ترفع حصيلة شهداء القطاع الصحي في غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 496 شهيدًا.

وأضافت أن قتل الطبيب البرش لن يكون الجريمة الأخيرة في ظل تكتّم كامل على حالة الأسرى في السجون، خصوصًا من اعتقلوا من قطاع غزة.وأشارت إلى أن جرحى القطاع الصحي وصلت إلى 1500 جريح، و309 أسرى.

وبالكشف عن استشهاد البرش وخضر، فإن عدد الشهداء الأسرى الذين ارتقوا في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، ومعسكراته جرّاء جرائم التّعذيب والجرائم الطبيّة، وسياسة التجويع؛ يرتفع إلى 18 شهيدًا، وهم ممن تم الإعلان عن استشهادهم ومعرفة هوياتهم باستثناء شهيد من عمال غزة، أعلن الاحتلال عنه دون الكشف عن هويته.

وبحسب الهيئة والنادي فإن أعدد المعتقلين الشهداء من غزة أكبر، ففي وقت سابق كان إعلام الاحتلال قد كشف عبر تقارير صحفية أن ما لا يقل عن 27 معتقلًا من غزة استشهدوا في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي.

وأكّدت الهيئة والنادي أنّه ومع استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة فإن عدد الشهداء سيتصاعد بين صفوفهم، وذلك في ضوء شهادات التّعذيب والجرائم الوحشية التي عكستها شهادات المعتقلين الذين أفرج عنهم، إضافة إلى آثار التعذيب الواضحة على أجسادهم، هذا عدا عن الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها الاحتلال خلال عمليات الاجتياح البري، والتي تضمّنت مشاهد مروعة، حول عمليات اعتقال المئات من غزة وهم عراة، ومحتجزون في ظروف حاطّة بالكرامة الإنسانية، والتي تكفي لأن تكون مؤشرًا لما هو أخطر وأكبر على صعيد مستوى الجرائم التي تنفّذ بحقّهم.

المعطيات المتوفّرة عن أسرى غزة ما تزال ضئيلة، المُعلن عنه إسرائيليًا حتى بداية نيسان/ ابريل أن عددهم وصل 849، وتحدّث أسرى مفرج عنهم عن عمليات تعذيب وإذلال على مدار الوقت

وتابعت الهيئة والنادي، أنّ المعطيات المتوفرة عن معتقلي غزة ما زالت ضئيلة، وذلك فيما يتعلق بهوياتهم وجميع أماكن احتجازهم، وأعدادهم، فالمعطى الوحيد الذي أعلنت عنه إدارة سجون الاحتلال هو ما أطلقت عليهم (بالمقاتلين غير الشرعيين) وعددهم وفقًا لما أعلنت عنه حتى بداية نيسان/ ابريل (849).

ويجدر بالإشارة إلى أنّ مجموعة من الأسرى الذين أفرج عنهم من سجن (عوفر) أشاروا بشكل واضح إلى قسم (23) الذي يحتجز فيه الاحتلال معتقلي غزة، وما يجري بحقّهم من عمليات تعذيب وإذلال على مدار الوقت وذلك من خلال الأصوات التي تصدر من القسم والاقتحامات المتواصلة من قبل قوات القمع المدججة بالسلاح والكلاب البوليسية.

وبيّنت الهيئة والنادي أنّه ورغم النداءات والمطالبات التي وجهناها لكافة المؤسسات الدولية بمستوياتها المختلفة، لوقف جريمة الإخفاء القسري، لم تلق آذانا صاغية، ورغم محاولات بعض المؤسسات على الصعيد القانوني لكسر التعتيم المستمر على مصيرهم، خاصّة أن الاحتلال عمل بكل ما يملك على تطويع القانون لترسيخ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة.