13-سبتمبر-2022
JAAFAR ASHTIYEH/Getty

JAAFAR ASHTIYEH/Getty

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مقالًا، الثلاثاء، جاء فيه أنّ "إسرائيل" قد تعمد إلى تقليل مداهماتها في الضفة الغربية، لمنع السلطة الفلسطينية من الانهيار. وكتب المحلل العسكري الإسرائيلي "عاموس هرائيل" في مقال مشترك مع "يانيف كوبوفيتش" أنّ التوتّر المتزايد بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية لا يتعلق فقط بزيادة عدد الهجمات وحوادث إطلاق النار في الضفة الغربية، ولكن أيضًا في الرسائل المتبادلة بين الطرفين.

رغم الحديث عن تقليل المداهمات في نابلس وجنين تحديدًا، إلّا أن قادة أمنيين وعسكريين إسرائيليين يرجّحون تنفيذ عملية واسعة النطاق قبل الانتخابات الإسرائيلية  

وأشار كاتبا المقال إلى أنه في الأيام الأخيرة، انتقد رئيس أركان جيش الاحتلال "أفيف كوخافي" ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" رونین بار، علنًا، عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الميدان.

وجاء في المقال أنّ الرئيس محمود عباس ألقى "خطابًا عدوانيًا" في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، حذّر فيه من قطع العلاقات مع "إسرائيل". وفي 23 أيلول/ سبتمبر الجاري سيتحدث عباس مرّة أخرة أمام الجمعية العامة، وثمة حالة ترقّب على الصعيدين السياسي والأمني لما سيقوله. ورأى كاتبا المقال أنّ عباس غالبًا ما يستخدم منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة لمهاجمة "إسرائيل"، وقالا إن تصريحات "أبو مازن" يتم ترجمتها أحيانًا إلى أفعال في الشارع الفلسطيني، مثلما حدث في أيلول/ سبتمبر 2015، عندما اندلعت موجة عمليات إطلاق نار وطعن ودهس في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، ولم تنحسر إلا بعد نصف سنة.

والتصعيد الحاصل في الضفة الغربية يثير قلقًا أمريكيًا ومصريًا وقطريًا وإماراتيًا وفقًا لمقال "هآرتس" الذي أشار إلى أن جميع هذه الدول تشارك الآن في جهود التهدئة. وخلال الأسبوع الماضي، زارت باربرا لايف، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية. وخلال اللقاءات معها، قدّم رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بمن فيهم رئيس "الشاباك" رونين بار، بيانات عن الزيادة الكبيرة في الهجمات منذ شهر آذار/ مارس الماضي.
 
وفي رام الله التقت المسؤولة الأمريكية بحسين الشيخ، أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات، فيما تجنّب الرئيس عباس الاجتماع مع لايف مباشرة، لشعوره بالإحباط من عدم رغبة إدارة بايدن التدخّل لدفع العملية السياسية.

مقال هآرتس: امتناع  الرئيس عباس عن الاجتماع بمساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط إهانة متعمّدة للإدارة في واشنطن 

ورأى كاتبا المقال في "هآرتس" أنّ امتناع  الرئيس عباس عن الاجتماع بمساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط إهانة متعمدة من جانبه للإدارة في واشنطن، رغم أنّ مسؤولين فلسطينيين برروا عدم حدوث اللقاء بذريعة اكتظاظ جدول أعمال عباس، وفقًا للصحيفة الإسرائيلية. 

ولفتت "هآرتس" إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترصد "تزايد" ضلوع عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في اشتباكات مسلحة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء دخولهم لتنفيذ اعتقالات في جنين ونابلس ومخيماتها، والقرى المحيطة. وتشعر "إسرائيل" بقلق أكثر، مما يجري في نابلس، المدينة الأهم في الضفة الغربية، والمحاطة بكثير من المستوطنات، ما يعني أنّ أي تدهور أمني إضافي في المدينة سينعكس على تلك المستوطنات. 

وترى الصحيفة نقلًا عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أن ثمة خيارين أمام جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك"، يتمثل الأول بمساعدة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على استعادة المسؤولية الأمنية في مدن شمال الضفة الغربية (نابلس وجنين). أما الثاني فيتمثّل بالوقوف على الحياد ومشاهدة انهيار السلطة، على نحو تجد فيه "إسرائيل" نفسها مجبرة على ملىء الفراغ الناشئ، وتشير إلى أنّ النقاش المحتدم داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية يتمحور حول إذا ما كان يتوجّب مواصلة تنفيذ عمليات الاعتقال في شمال الضفة الغربية بنفس الكثافة التي كانت تجري فيها خلال الأشهر القليلة الماضية.

 ولا يخفي بعض المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين أنه لا مفرّ من تنفيذ عملية واسعة النطاق خصوصًا في جنين، ربما حتى قبل إجراء الانتخابات في "إسرائيل" والمقررة في الأول من تشرين ثان/ نوفمبر المقبل. 

 "إسرائيل" تساهم في زيادة شِدّة النيران، عبر الإصرار على مواصلة تنفيذ عمليات اعتقال كل ليلة

وتبيّن الصحيفة الإسرائيلية أن ثمة من يعتقد من بين قادة المنظومة الأمنية أن "إسرائيل" تساهم في زيادة شِدّة النيران، عبر الإصرار على مواصلة تنفيذ عمليات اعتقال كل ليلة، والاستمرار في تعريف ذلك على أنه جزء من "عملية كاسر الأمواج" التي بدأت في أعقاب سلسلة عمليات إطلاق النار داخل الخط الأخضر في نهاية آذار/ مارس الجاري. 

وأشارت إلى أنه في المشاورات التي تجريها قيادات القوى الأمنية الإسرائيلية جرى طرح توصيات بأن من الأفضل تقييد دخول قوات الجيش للمناطق الفلسطينية المكتظة خلال المستقبل القريب، وتجنّب الاحتكاكات العنيفة غير الضرورية.