الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
هل أصبحت "عصا إسرائيل السحرية" لعنة عليها؟ سؤالٌ طرحه المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل في مقال نشرته الصحيفة، الثلاثاء، حول شركة "NSO" الإسرائيلية التي أنتجت برنامج "بيجاسوس" الذي يُمكنه تشغيل كاميرا الجوال والمايكروفون والوصول إلى البيانات الموجودة عليه وتحويل الهاتف وبشكل فعال إلى ما يشبه جاسوسًا في الجيب.
"إسرائيل" الآن تخشى من احتمال استهداف الولايات المتحدة الأمريكية لصناعة السايبر الهجومي الإسرائيلية برمتها
وجاء تقرير "هآرتس" بعد قرار وزارة التجارة الأمريكية، الشهر الماضي، إضافة شركة "NSO" إلى قائمة الشركات التي "تتعارض أنشطتها مع المصلحة الوطنية للبلاد"، بناءً على أدلة بأن الشركة طورت برامج تجسس لحكومات أجنبية، استخدمت لإيذاء المسؤولين الحكوميين والصحفيين ورجال الأعمال والنشطاء والأكاديميين وموظفي السفارات.
وتأسست شركة "NSO" عام 2010 على يد الإسرائيليين شاليف هوليو وعمري لافي، للعمل في مجال التكنولوجيا الفائقة، انطلاقًا من مدينة "هرتسيليا" القريبة من "تل أبيب".
وقال هرئيل في مقاله، إن "إسرائيل" الآن تخشى من احتمال استهداف الولايات المتحدة الأمريكية لصناعة السايبر الهجومي الإسرائيلية برمتها، فالعقوبات التي فرضتها إدارة بايدن ضد الشركة الإسرائيلية فاجأت إسرائيل، وهي شهادة إضافية الى المستوى الخطير الذي بلغته العلاقات بين الدولتين. كما تتخوف المنظومة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية بأن يعرض موظفو الشركة الآخذة في الانهيار خدماتهم لشركات أجنبية، وفقًا لهرئيل.
وكشفت صحيفة "كالكيسيت" الاقتصادية العبرية، الإثنين، أن شركة "NSO" -التي يحدق بها خطر الإفلاس- تدرس إمكانية إغلاق القسم الذي يقوم بتطوير برنامج التجسس بيغاسوس، وحتى بيع الشركة برمتها.
واعتبر هرئيل، أن "دبلوماسية السايبر الإسرائيلية تقف أمام لحظة تحطمها، مثل أمور اخرى في عصر نتياهو، فالانطلاقة الجوهرية في علاقات إسرائيل مع الدول العربية والإسلامية وتوسيع دائرة صداقتها كان بفضل صناعة الهايتك المتقدمة"، منوهًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو قام في الكثير من الحالات بتسويق تكنولوجيا سايبر هجومية لأصدقائه الجدد، بفضلها اخترقوا خصوصية صحافيين ومعارضين لهم، وبفضلها أقيمت علاقاتٌ استخباريةٌ إسرائيليةٌ مع تلك الدول، وهذا مهد الطريق أمام صفقات بيع تقنية التجسس "بيجاسوس".
وكانت "هآرتس" نشرت تحقيقًا صحافيًا في العام الماضي، كشفت فيه أن حكومة الاحتلال توسطت لتنفيذ صفقات بيع برمجيات تجسس بين شركة "NSO" ودول خليجية على رأسها دولة الإمارات، مؤكدة أن أكبر أرباح هذه الشركة تأتي من أربع دول خليجية.
اقرأ/ي أيضًا: