02-يناير-2018

كشف عاموس هرئيل، المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عن ما قال إنها جهود بذلها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان، من أجل تأجيل المبادرة إلى تنفيذ حرب على حركة حماس في قطاع غزة، وذلك في مقال له نشرته "هآرتس" يوم أمس الأحد.

واستهل هرئيل مقاله بالتشكيك في المزاعم الإسرائيلية بأن حماس خاضعة لتأثير الردع الإسرائيلي، قائلاً: "يجب التشكيك في التصريحات الإسرائيلية بشأن استقرار ردع الجيش الإسرائيلي في مواجهة حماس في قطاع غزة. فالردع يبقى فعالاً حتى اللحظة الغامضة التي يتوقف فيها عن العمل، وغالبا ما يحدث ذلك في توقيت يفاجئ القادة ورجال المخابرات معاً، والمعطيات البيانات الميدانية تثير الشكوك حول صحة الردع الإسرائيلي الحالي في غزة".

محلل عسكري لصحيفة "هآرتس" يشكك في الردع الإسرائيلي للمقاومة في غزة، ويتحدث عن 4 أسباب دفعت نتنياهو وليبرمان لتأجيل الحرب على غزة

وأشار هرئيل إلى إطلاق 40 صاروخاً وقذيفة هاون من قطاع غزة، على مدى ثلاثة أسابيع ونصف، منذ إعلان ترامب بشأن القدس في بداية شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، مضيفاً، "هذا يُظهر أنه لو أن حماس كانت تخشى إسرائيل، فإنها الآن على ما يبدو لا تخاف بما فيه الكفاية. "

اقرأ/ي أيضاً: توقعات إسرائيلية: ماذا عن الحرب وأبو مازن في 2018؟

وبيّن هرئيل، أن نتنياهو وليبرمان، وبدعم من قادة الجيش و"الشاباك"، يسعيان حالياً لتأجيل إمكانية المواجهة العسكرية قدر الإمكان لعدة أسباب، أولها، أنهما ليسا متأكدين من النتائج التي من الممكن أن تحققها إسرائيل من خلال الحرب. وتابع، "يبدو أن ليبرمان، على النقيض من تصريحاته خلال أيام المعارضة، لم يعد مقتنعاً أنه بدلاً من حماس، سيكون هناك حتماً بديل أفضل لإسرائيل".

ثاني الأسباب، وفق رؤية هرئيل، هو اعتقاد نتنياهو وليبرمان و"الشاباك"، أن إطلاق حرب على غزة قد يعيق أعمال بناء النظام المضاد للأنفاق في محيط غزة، وأن الجهود المبذولة لكشف الأنفاق الهجومية التي تنطلق من غزة صوب التجمعات العسكرية والسكانية الإسرائيلية تحقق نتائج إيجابية، والأفضل أن يمضي العمل في هذا الاتجاه لأن الحرب قد تعيقه.

أما السبب الثالث، فهو أن نتنياهو وليبرمان يدركان حجم الضرر الذي سيلحق بمكانة إسرائيل في حال اندلاع حرب جديدة، في قلب منطقة مكتظة سكانياً، "ولكن ذلك لا يعني أنهما لن يبادرا لحربٍ إن لحق أذى بالمدنيين الإسرائيليين (المستوطنين) جراء إطلاق الصواريخ أو قذائف الهاون" وفق قول هرئيل.

تريد إسرائيل أن تبقى أنظار العالم الآن متجهة إلى احتجاجات الإيرانيين، وتعلم أن حرباً على غزة ستصرفها عن ذلك، ما يعني أنها خسرت مرتين

رابع الأسباب التي تحدث عنها هرئيل يتعلق بالصلة بين إيران وغزة، فيقول: "هذا الأسبوع، واجهت القيادة الإيرانية أخطر تهديد لسلطتها بعد فشل الثورة الخضراء (الاحتجاجات الإيرانية التي فشلت في عام 2009)". ويضيف، "على خلفية ذلك، تطرأ مصلحة إسرائيلية واضحة تكمن في عدم حرف أنظار العالم عن مشاكل الإيرانيين. ففي حال تحول انتباه وسائل الإعلام الدولية عما يجري الآن في شوارع مدينتي طهران وقم، إلى الأحداث على السياج الحدودي في غزة، ستكون إسرائيل قد خسرت بذلك مرتين."


اقرأ/ي أيضاً: 

محلل إسرائيلي: حماس مستعدة للحرب مقابل..؟

"الهدوء مخادع".. "الشاباك" أحبط 400 عملية هذا العام

"الشاباك" يكشف عن اعتقال خلية خططت لعمليات