02-يونيو-2023
gettyimages

رفضت هيئات فلسطينية عدة اللقاء الذي يعقد يوم الجمعة والسبت في بيت لحم (Getty)

حذرت عدة هيئات فلسطينية من عقد لقاءات تطبيعية، تجمع بين عائلات شهداء فلسطينيين مع عائلات قتلى إسرائيليين.

قالت حركة مقاطعة إسرائيل "BDS" إنّ "هذا النشاط يتجاوز التطبيع ليصل إلى التماهي مع الرواية الصهيونية الاستعمارية

ويعتزم ما يعرف بـ "منتدى العائلات الثكلى الفلسطيني- الإسرائيلي من أجل المصالحة والسلام"،  عقد لقاءات بين عائلات شهداء فلسطينيين وقتلى إسرائيليين، اليوم الجمعة وغدًا السبت، على أن تستكمل مواعيد اللقاءات في قادم الأيام ضمن جدول معلن.

وبحسب جدول أعمال المنتدى، فإن الباحث في معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي خليل أبو كرش من ضمن المتحدثين في المؤتمر، إلّا أنّه وفي تعقيب لـ"الترا فلسطين"، أعلن انسحابه من المؤتمر وعدم الحضور "لأسباب خاصة".

.

كذلك ورد اسم إحدى فنادق مدينة بيت جالا في بيت لحم، كجهة مستضيفة للمنتدى في الدعوات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الفندق نفى لـ"الترا فلسطين" استضافته للمنتدى، دون معرفة موقع عقد اللقاء.

ومنذ سنوات يعكف "منتدى العائلات الثكلى" على تنظيم منتدى مشابه في مناسبات عدة بمشاركة فلسطينيين وإسرائيليين.

getty

وحول اللقاء، قالت حركة مقاطعة إسرائيل "BDS" إنّ "هذا النشاط يتجاوز التطبيع ليصل إلى التماهي مع الرواية الصهيونية الاستعمارية، التي تعتبر قتلى جيش الاحتلال ’شهداء’، واضعًا الفلسطينيين والإسرائيليين في نفس الكفة ومساويًا بين شهداء الثورة الفلسطينية الذين سقطوا خلال النضال التحرّري ضد الاستعمار الاستيطاني والاحتلال العسكري وقتلى الجيش الإسرائيلي الذين قُتلوا أثناء اضطهاد شعبنا"، وفق بيان سابق للحركة إعادة إرساله لـ"الترا فلسطين".

.

وأضاف البيان "يستغلّ منظّمو هذا النشاط التطبيعي آلام بعض أهالي شهدائنا البواسل دافعين إياهم/ن لمشاركة المنصة مع بعض أهالي القتلى الإسرائيليين للحديث عن شعورهم/نّ بفقدان أبنائهم/نّ، لرسم حالة من الوعي المزيّف الذي يجعل من المستعمرين/ات ضحايا للحكومة اليمينية المتطرفة، ومساواتهم بالفلسطينيين والفلسطينيات، ومحو حقيقة كونهم/نّ جزءًا لا يتجزأ من منظومة الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي".

وتابع البيان، "لا يمكن لهذا الحدث أن يقام سنويًا دون أوراق التوت التي توفّرها مشاركة شخصيات فلسطينية حقوقية وسياسية لا تمثّل سوى نفسها ومصالحها الأنانية، ودون أدنى مراعاة لتجاوزهم/ن كل معايير التطبيع وأكثر".

.

وشدد البيان على أن "مشاركة هؤلاء الفلسطينيين/ات في هذا الحدث التطبيعيّ المشين يشكّل تفريطًا بدماء الشهداء وتعميقًا لجراح شعبنا الفلسطيني الذي يعاني منذ أكثر من 75 عامًا".   

وأضاف أنّ "مشاركة بعض أهالي الشهداء في مثل هذه الاحتفالات والتجمّعات من شأنه أن يُدنّس الإرث الوطني الكفاحي لشهدائنا الفلسطينيين، فما كان شهداؤنا سيقبلون أن يتساوى أهلهم مع أهالي القتلى/القتلة من جيش الاحتلال، وما كانوا ليقبلوا كل هذا التشويه والتزوير للحقائق التي دفعوا أعمارهم ثمنًا لإثباتها، وفداءً لحرية وطننا".

.

من جانبه، قال التجمع الوطني لأسر الشهداء الفلسطينيين، إن "اللقاء الخياني المشؤوم الّذي سيُعقَد في بيت جالا يوم الجمعة الساعة 10 صباحًا لما يُسمّى بـ (العائلات الثكلى)، ما هو إلا امتداد لحالة التساقط التي يُصرّ البعض على حذوها"، وفق بيان صحفي صادر عن التجمع.

وأكد التجمع على رفضه القاطع لمثل "هذه اللقاءات الخيانية، الهادفة إلى الجمع بين عائلات شهدائنا ومن قتلوهم، مِن عائلات قتلى جنود الاحتلال".

كما أكد التجمع أن "الموت، ولو كان واحدًا، فإن كرامتنا من الله الشهادة، ولن نُساوي بين أبنائنا الذين استشهدوا على مذبح الحرية والكرامة والاستقلال، وبين من مات محتلًا ومغتصبًا لأرضٍ ليست له، هذا هو موقفنا، وهذا هو عهد الشهداء، والخزي والعار لكل الخونة والمتساقطين".

بدوره، قال الاتحاد العام لجرحى فلسطين (التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية)، إن "اللقاء المشبوه المزمع عقده في بيت جالا يرقى إلى درجة الخيانة وما هو إلا امتداد لحالة الهبوط والسقوط التي يصر البعض على التمرغ في أوحالها"، وبحسب بيان صحفي صدر عن الاتحاد.

قال التجمع الوطني لأسر الشهداء الفلسطينيين، إن "اللقاء الخياني المشؤوم الّذي سيُعقَد في بيت جالا يوم الجمعة الساعة 10 صباحًا لما يُسمّى بـ(العائلات الثكلى)، ما هو إلا امتداد لحالة التساقط التي يُصرّ البعض على حذوها"

وحذر الاتحاد، من مغبة التمادي "بمثل هذه الأفعال المشينة التي تقود إلى المساواة بين الضحية والجلاد، وهو ما يستوجب رفع الصوت عاليًا لرفض هذه اللقاءات الخيانية والعمل على منعها ولفظ القائمين عليها".