08-فبراير-2021

وزير الصحة تقوم بتطعيم أحد أفراد الطواقم الطبية | gettyimages

بدأت تتضح الطريق حول وصول كميات معتبرة من اللقاحات المختلفة إلى فلسطين، وفي ظل الحديث عن دفعات جديدة ستصل قريبًا، وحان الوقت لتوجيه مجموعة من الأسئلة لوزارة الصحة حول بدء عمليات التطعيم الواسعة:

كيف ستتعامل وزارة الصحة مع فكرة جرعتي اللقاح؟

باعتبار أن اللقاح يتكون من جرعتين في الغالب، هناك فلسفتان حاليًا في المجتمع الطبي: الأولى تقول بأولوية إكمال جرعتي اللقاح لكل مريض خلال 21 يومًا، وبالتالي يجب حجز جرعة ثانية مسبقة لكل مريض يتم تطعيمه اليوم. والثانية تقول بإمكانية ترك فاصل زمني بين الجرعتين يمتد حتى 12 أسبوعًا، أي ثلاثة أشهر.

هناك مجموعةٌ من الدول الرائدة تتبنى كلا الطريقتين، استنادًا إلى دليل علمي متراكم و حديث

هناك مجموعةٌ من الدول الرائدة تتبنى كلا الطريقتين، استنادًا إلى دليل علمي متراكم و حديث. المنطق الأول يحاول توفير مناعة مثلى للفئات التي تعاني أعلى معاملات الخطورة في وجه كوفيد 19. والمنطق الثاني يحاول إكساب الحد الأدنى من المناعة للنسبة الأكبر من السكان لوقف الانتشار السريع الحاصل خلال الأشهر الأخير للفايروس.

اقرأ/ي أيضًا: 7 إجابات رئيسة حول فعالية لقاح كورونا وخطورته

ما يحسم الجدل هو تقدير كل سلطة صحية لمستقبل توريد اللقاحات حسب صفقاتها المعقودة مع مختلف شركات الأدوية.

- كيف ستتعامل وزارة الصحة مع المنشآت والمرافق المخصصة لنشر التطعيم؟

يشكل هذا العامل عنق زجاجة عملياتي صحي حقيقي، فحتى الآن تشير الإحصاءات الصحية العالمية إلى أن نشر لقاح كورونا المستجد يكلف السلطات الصحية تجنيد طواقم بشرية تبلغ 3.5 أضعاف تلك الطواقم المسؤولة عن طعم الإنفلونزا. وهذا سيؤخر عمليات التطعيم بشكل ملموس، خاصة أن نقاط انتشار وحجم عيادات الصحة -وهي المقترحة لتقديم الرعاية الصحية ونشر اللقاح- يعتبر محدودًا نسبيًا.

الحلول تكمن في توسيع نقاط تقديم الخدمة الصحية المتعلقة باللقاح، فمثلاً لجأ مركز التحكم بالأمراض الأمريكي لنشر اللقاح إلى ما يزيد عن 6500 صيدلية، ليتولى الصيادلة مسؤولية تطعيم فئات محددة متفق عليها مسبقًا. أو على الجهة الاخرى يمكن افتتاح مراكز كبيرة مخصصة تحديدًا للتطعيم عالية الاستيعاب، مثل تخصيص مدارس معينة لاستقبال الراغبين في تلقي اللقاح.

- كيف ستضمن وزارة الصحة التزام المرضى و تجنب الهدر؟

في ظلّ غياب قاعدة بيانات شاملة للمرضى في فلسطين، كيف ستضمن وزارة الصحة إبلاغ الفئات المستهدفة بكل مرحلة من مراحل التطعيم لحجز موعد؟ وعند حجز الموعد، كيف يمكن التأكيد على الالتزام به تجنبًا لهدر الوقت وهدر الجرعات؟

عدم تلقي الجرعة الثانية بتاتًا يعتبر هدرًا أيضًا للجرعة الأولى التي تلقاها دون أن توفر الحماية المثلى

معلومٌ أن معظم اللقاحات المبردة تخزن على شكل مجموعات من العبوات التي يجب أن يفك تبريدها سوية بصلاحية ساعات محدودة، وبالتالي فإن أي مريض يتخلف عن موعده قد يؤدي إلى ضياع الجرعة المخصصة له سلفًا. حاليًا تعمل الطواقم الصحية في "إسرائيل" بمستويات كفاءة جعلت نسبة الجرعات المهدورة 1/1000 جرعة.

وأخيرًا، كيف ستضمن وزارة الصحة عودة الشخص الذي سيتم تطعيمه لتلقي الجرعة الثانية؟ حيث أن عدم تلقيه الجرعة الثانية بتاتًا يعتبر هدرًا أيضًا للجرعة الأولى التي تلقاها دون أن توفر له الحماية المثلى.

الأكيد، أن الإجابات ليست سهلة، وليست متوفرة مسبقًا أيضًا. فيا ليتنا نفكر بها من الآن.


المصادر:

Single dose administration, and the influence of the timing of the booster dose on immunogenicity and efficacy of ChAdOx1 nCoV-19 (AZD1222) vaccine, 2.2021

Mckinsey & Co , The risks and challenges of the global COVID-19-vaccine rollout, 1.2021

CDC , 2.2021

Ran Blicer, Clalit Research institute, 1.2021


اقرأ/ي أيضًا: 

أوبئة غيرت وجه الحياة في فلسطين

الكارنتينا: تاريخ الحجر الصحي في فلسطين