09-يناير-2020

صوتٌ ضعيفٌ يخرج من الجرحى كلما وصلت الرواتب الحكومية إلى البنوك الفلسطينية، احتجاجًا على المبلغ الذي يصل إلى رصيدهم في البنك بدل راتب.

يتقاضى جرحى فلسطينيون رواتب لا تكفي لتغطية مصاريف علاجهم من إصاباتهم

أحد جرحى الانتفاضة الثانية، تحدث معنا -بعد أن اشترط عدم ذكر اسمه خوفًا من قطع راتبه بالكامل- قائلاً: "راتبي لا يكفي لسد احتياجات أسرتي الأساسية، ولا حتى لتلقي العلاج بسبب الإصابة، وجعي وألمي أعيش معه كل يوم، أحيانًا لا أستطيع النوم"، مبينًا أنه يعاني من نسبة عجز 65% بعد إصابته في قدميه، ولذلك لا يستطيع العمل.

اقرأ/ي أيضًا: كيف سرق الاحتلال ضوء حسان التميمي وأبدله كوابيس

ويوضح، أنه بدأ بتلقي راتب بمجرد إصابته مقداره 300 شيقل، وعند الالتقاء باللجنة الطبية في المرة الأولى يصبح 600 شيقل، وبعدها تحدد اللجنة الطبية نسبة العجز ليصل الراتب في نهاية الأمر إلى 1050 شيقل وأقصى حد قد يصل إليه هو 1300 شيقل.

يخبرنا جريحٌ آخر (ق. ر) أن نسبة عجزه عالية جدًا، وعندما عرض على اللجنة الطبية في المرة الأولى أخبرته بذلك، ولكن اللجنة الطبية تطلبه بشكل دوري وفي كل مرة تحدد له نسبة مختلفة، "وفقًا لمزاج الطبيب المسؤول في اللجنة" حسب قوله.

"الموضوع مهين جدًا، أنا شخص عاجز ولا يمر شهر أو اثنين إلا وأطلب للمثول والعرض أمام اللجنة الطبية، يتعاملون معي بطريقة مهينة وكأنني أشحد منهم، وكل شهر يقللون راتبي وفق مزاجهم، رغم أنني للحظة أتلقى العلاج بسبب إصابتي وتكاليف العلاج مرتفعة جدًا، لمين نروح؟ قولوا لي؟" يقول أحد الجرحى.

كل شهر أو شهرين يُطلب الجريح للقاء مع لجنة طبية، وراتبه لا يبقى ثابتًا بل يتغير حسب رأي اللجنة

ويحتج جرحى على خفض رواتبهم بشكل كبير وواضح، يقول أحدهم: "ليش الجريح بالذات؟ نحن نعاني من آلام الإصابة وآثارها مدى الحياة، نطالب بمساواتنا مع الفئات الأخرى التي قدمت للوطن. مثل الأسرى والشهداء".

اقرأ/ي أيضًا: عين وراد وفرح الفلسطينيين الذي لا يكتمل

ويضيف، "الأسير يأخذ راتبًا منذ اليوم الأول لاعتقاله ولكن الجريح الذي قد يعيل عائلة يأخذ بالبداية مبلغ رمزي، الأسير بعد 5 سنوات يصبح راتبه مدى الحياة فيما الجريح إذا كانت نسبة عجزه دائمة فراتبه قد لا يتجاوز 1000شيقل، الأسير بعد الإفراج عنه يمكنه العمل فيما الجريح لا يستطيع أبدًا".

ويتابع، "الميزة الوحيدة التي قد نستفيد منها هي الإعفاء الجمركي ومع ذلك، نعيش في إذلال ومهانة وأوراق وأبحاث وبالنهاية ممكن يتم رفض الطلب، فيما فنان ما قد يحصل على إعفاء جمركي ببساطة".

يُطالب الجرحى بمساواتهم مع الأسرى في موضوع الراتب

الجريح وراد عديلي الذي فقد عينه برصاصة من جيش الاحتلال، نشر عبر حسابه في "فيسبوك" أن راتبه الذي وصل إلى حسابه بالبنك نهاية الشهر الأخير كان 750 شيقل.

يُبين عديلي، أنه منذ إصابته تراكمت عليه ديون العلاج لتصل إلى 30 ألف شيقل لا يستطيع سدها حتى اللحظة، وبدل زيادة راتبه قاموا بخفضه بسبب زواج ابنته وخروج ابنه من هويته لتجاوزه سن 17عامًا.

ويضيف، "كنت أعمل في مجال البناء ولكن اليوم لا أستطيع العمل لأن رؤيتي أصبحت أضعف، أصبحت عالة على أسرتي بدلًا من أن أساعدهم وأعيلهم، لا أنام الليل لا من الألم ولا من القهر".

مدير مؤسسة أسر الشهداء والجرحى يرفض التعاون مع الترا فلسطين أو الحديث حول هذه القضية في الإعلام

وتابع، "توجهت إلى مؤسسة الجرحى في نابلس بعد أن اتصلوا بي، وبدأوا يسألوني عن عائلتي، وقتها سألتهم إن كان راتبي سيزيد ولكنهم أخبروني العكس، غضبت كثيرًا وصرخت، وقبل أيام اكتشفت أنه قل فعلًا".

"أين العدالة والإنسانية؟ يجب أن يسمونه مخصصًا وليس راتب، طلبت منهم أن يحولوني إلى الشؤون الاجتماعية بدلًا من مؤسسة الجرحى عندها سيتم إنصافي وعائلتي فقط، أطالب بلقاء مع الحكومة لتسمعني فأنا ابن هذا الوطن" يقول ورّاد.

حاولنا التواصل مع خالد جبارين مدير عام مؤسسة أسر الشهداء والجرحى لسماع رده حول استفسارات الجرحى، إلا أنه رفض التعاون معنا أو الحديث إلى الإعلام حول قضية الجرحى والأسرى، معتبرًا أن أي تصريح سيدليه باسم المؤسسة سيحسب ضدهم أمام المحاكم الإسرائيلية.

وأشار أنه في حال كان هناك استفسار حول احتجاجات جريح معين، سيقوم بالرد بشكل شخصي على الجريح نفسه بعد الاطلاع على ملفه، ولكنه لن يبحث ملف الجرحى بشكل كامل.


اقرأ/ي أيضًا: 

جريحات في مسيرات العودة: لنكون أول العابرين

الطفل أحمد: كنت أحكي بوضوح وأكتب بسرعة

أسياخ البلاتين: كتلة لهب في أقدام جرحى مسيرات العودة