02-ديسمبر-2023
طفلة تحمل صورة للأسير محمد العارضة بعد الهروب الكبير من سجن جلبوع - Yousef Masoud/ Getty Images

طفلة تحمل صورة للأسير محمد العارضة بعد الهروب الكبير من سجن جلبوع - Yousef Masoud/ Getty Images

تعيش عائلة الأسير محمد العارضة أحد أسرى "نفق الحرية" قلقًا غير مسبوق على حياة ابنها الذي تمكنت من زيارته آخر مرّة في سجن عسقلان الإسرائيلي قبل يوم من أحداث السابع من أكتوبر، وهو اليوم الذي انقلبت فيه الأحوال داخل السجون، وبات الأسرى منذ نحو ثلاثة أشهر يتعرّضون لقمع غير مسبوق، أدّى لاستشهاد عدد منهم.

المعلومة اليتيمة التي التقطتها عائلة محمد العارضة (41 عامًا) منذ نحو ثلاثة أشهر، أنّ مصلحة سجون الاحتلال نقلته من عزل سجن عسقلان إلى عزل سجن بئر السبع 

وتمكّن الأسير محمد العارضة صباح يوم 6 أيلول/ سبتمبر 2021 برفقة الأسرى: أيهم كممجي، محمود العارضة، مناضل انفيعات، يعقوب قادري، وزكريا زبيدي، من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع شديد التحصين والحراسة، عبر نفق، قبل أن يعيد الاحتلال اعتقالهم بعد أيام، وأصدرت محكمة الاحتلال حكمًا إضافيّة على حُكمه الأول بسجنه خمس سنوات أخرى، ورفاقه الأسرى.

ومنذ إعادة اعتقاله، تواصل إدارة سجون الاحتلال نقل العارضة من عزل إلى آخر كل 6 أشهر، علاوة على انتهاكات أخرى تمارس بحقه.

تظاهرة في مدينة الناصرة للإشادة بأسرى نفق الحرية من جلبوع - AHMAD GHARABLI/ Getty Images
تظاهرة في مدينة الناصرة للإشادة بأسرى نفق الحرية من جلبوع - AHMAD GHARABLI/ Getty Images

يقول أحمد العارضة شقيق الأسير محمد لـ "الترا فلسطين"، إن سلطات الاحتلال سحبت كل شيء من محمد، ولم تبق معه في عزله إلّا بعض ملابسه، وفي هذه الظروف الصعبة نحن نتخوّف بالفعل على حياته.

وتابع العارضة لـ"الترا فلسطين"، أن شقيقه تعرّض لاعتداءات متكررة طوال تواجده في العزل الانفرادي، وخضع لممارسات قاسية جدًا، وصادر الاحتلال كتبه ومؤلفاته، وعزله عن العالم الخارجي، علاوة على التفتيش اليومي المستفز.

وأفاد العارضة، بأن العائلة تتابع أخبار صفقات التبادل، ولديها آمال كبيرة بأن يتم الإفراج عنه، بعدما وعدت المقاومة في وقت سابق بالإفراج عن أسرى "نفق الحرية".

وكانت مؤسسة مهجة القدس، كشفت في تقارير سابقة لها، أنّ الأسير المعزول العارضة، يتعرّض للتهديد بالقتل من السجناء الجنائيين الإسرائيليين، ما يشكّل خطرًا حقيقيًا على حياته.

Majdi Fathi/ Getty Images
Majdi Fathi/ Getty Images

ومحمد قاسم أحمد عارضة من مواليد 3 سبتمبر/ أيلول 1982، في بلدة عرابة جنوب جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وقد درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس بلدة عرابة. وبعدما التحق بمدرسة عرابة الثانوية، اعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية قبل أن يحصل على شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) في يناير/ كانون الثاني عام 2000.

واعتقلت قوات الاحتلال محمد العارضة في 16 مايو/ أيار 2002، بعد حصار مشدّد ضربته حول المبنى الذي كان يتخفّى فيه بمدينة رام الله، وحُكم عليه بالسجن ثلاث مؤبّدات وعشرين سنة بتهمة الانتماء والعضوية في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، والمشاركة في عمليات للمقاومة ضد قوات الاحتلال.

وأثناء اعتقاله، حصل محمد العارضة على دورات عديدة في تخصصات دينية وسياسية وثقافية، إلى جانب حصوله على شهادة بكالوريوس في علم التاريخ من جامعة الأقصى في غزة، وحصوله كذلك على شهادة ماجستير مهني في إدارة الأعمال تخصّص إدارة مؤسسات من جامعة القاهرة في مصر، وأنهى حفظ القرآن الكريم.

وبعد عمليّة طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام يوم 7 أكتوبر واستهدفت مواقع عسكرية ومستوطنات في غلاف غزة، أسفرت عن أسر نحو 250 من الإسرائيليين وحملة جنسيات مختلفة، تجدد آمال العائلات الفلسطينية بتحرر أبنائها من سجون الاحتلال.

وخلال 7 أيام من الهدنة المؤقتة بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي، تحرر 240 من الأطفال الأسرى والنساء بواقع 71 أسيرة بينهن إسراء جعابيص، و169 طفلًا.