13-أكتوبر-2017

شُبّان يرفعون العلم الفلسطينيّ خلال مسيرة احتجاجيّة على تجريف تل السكن الأثريّ | صورة: محمد عابد (أ ف ب).

لم تتوقف الجرافات عن نهش رمال الموقع المعروف بـ "تل السكن" جنوب مدينة غزة، ولم يعبأ القائمون عليها بمناشدات التوقف عن تدمير الموقع الكنعانيّ الأقدم في الشرق الأوسط والذي يعود تاريخه لخمسة آلاف سنة.

تل السكن الأثري بغزة، من أقدم الآثار الكنعانيّة في الشرق الأوسط، ويعود تاريخه لـ3-5 آلاف عام، لكنّ جهات حكومية لها رأي آخر!

أعمال التجريف في الموثع الأثريّ بدأت حين أقرّت جهات حكوميّة مشروعًا سكنيًا لموظفين حكوميين تعويضًا لهم عن مخصصات ماليّة لم يتلقوها، الأمر الذي أثار أزمة بين عدّة وزارات وجهات رسمية، تبادلت فيما بينها الاتهامات عن المسؤول عن تدمير الموقع الأثريّ. لكنّ كل ذك لم يوقف أعمال التجريف والهدم.

اقرأ/ي أيضًا: علماء آثار يتساءلون عن حقيقة علمانية إسرائيل

هذا الاستهتار بأعظم الأثار الكنعانيّة، دفع نشطاء ومثقفين ومختصين بالآثار، لإطلاق حملة #أنقذوا_تل_السكن، تكللت عصر الجمعة (13 تشرين أول/ اكتوبر)، بتنظيم وقفة احتجاجية انطلقت من أمام بوابة جامعة فلسطين باتجاه الموقع الذي قالوا إنّه "يتعرض لتدمير وتجريف، بغرض استقطاع مساحات منه لتغطية مستحقات كبار الموظفين". نددوا خلالها باستمرار التجريف الذي ظلّ متواصلًا حتى ساعات مساء الجمعة.

 

وكانت صحيفة الرسالة المقرّبة من حركة حماس، نشرت تحقيقًا صحفيًا بعنوان: "من وقّع على تدمير تل السكن الأثري؟!"، أشارت فيه إلى أنّ الموقع الأثريّ الذي بني قبل إقامة الأهرامات في مصر، جرى تخصيصه كموقع أثريّ من قبل وزارة الآثار، ثم جرى تخصيصه لتجمعات سكنيّة.  

وكشف تحقيق الصحيفة التي تتخذ من غزة مقرًا لها، أنّ "تل السكن" يقع شمال مدينة الزهراء، جنوب غزة، واكتشف عام 1998 خلال أعمال تجريف لبناء أبراج سكنية. وأقرّت بعثة فرنسية- فلسطينية مشتركة بأهميته الأثرية.

المنظمة العربية لحقوق الإنسان سبق وأصدرت بيانًا طالبت فيه الجهات المختصة بوقف تجريف تلّ السكن

وعقب اندلاع انتفاضة الأقصى، توقفت أعمال التنقيب فيه، ثم جرى استئنافها بعد انسحاب الاحتلال من مستوطنات قطاع غزة عام 2005. لكنّ البعثة الفرنسية بقيادة خبير الآثار الفرنسي في فلسطين "جون باتيست"، توقفت عن زيارة الموقع، بعد أحداث الانقسام في حزيران/ يونيو 2007، وسيطرة حماس على القطاع.

وعمم الناشطون عريضة طالبوا بالتوقيع عليها، لرفعها لرئيس الوزراء رامي الحمد الله، لوضع حدٍ لأعمال التدمير المتواصلة في المكان الذي يعدُّ أحد المواقع الأثرية الهامة جنوب فلسطين، باعتبار أنّ "تدميره يشكّل خسارة لا تعوض للتاريخ الفلسطيني والإنساني"، طالبوا خلالها بوقف التجريف، وإغلاق الموقع وحمايته لحين انتهاء التحقيق، والمباشرة بتقييم الأضرار وإجراء أعمال تنقيب إنقاذية فورية للحفاظ على ما تبقى من الموقع، وإحالة الواقعة للقضاء واتخاذ كافة الإجراءات القانونية.

اقرأ/ي أيضًا: "عناب الكبير" من عنب البيزنطيين لزيتون فلسطين

وأصدرت وزارة السياحة والآثار، بيانًا أعلنت فيه وقف العمل في موقع تل السكن، الذي يرجع تاريخه إلى العصر البرونزي القديم 3200 قبل الميلاد.

وأكدت الوزارة أنها لن تتوانى في اللجوء إلى كل الأساليب القانونية حال تعرضت هذه الآثار لأي محاولة اعتداء من أي جهة كانت، محذرة كل من يحاول ذلك بأنه سيعرض نفسه المساءلة والملاحقة القانونية.

اقرأ/ي أيضًا: فسيفساء "قصر هشام" تخرج من تحت الرمال

ولقيت قضيّة تل السكن تفاعلًا كبيرًا من قبل النشطاء والمهتمين عبر فيسبوك، نعرض لكم أبرزها:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


اقرأ/ي أيضًا:

عن تاريخ الصيدلة في فلسطين.. صور

الظاهرية.. غنيّة بالآثار فقيرة بالزوّار

"متلازمة الأدراج" تُهلك آثار نابلس