09-مارس-2024
5 شهور على حرب غزة

طفل يطل من تحت ركام منزل دمرته غارة إسرائيلية في دير البلح | epaimages

الترا فلسطين | فريق التحرير

مع إتمام الحرب على قطاع غزة شهرها الخامس، خصصت فضائياتٌ إسرائيلية مساحة من بثها لمناقشة ما وصلت إليه هذه الحرب سياسيًا وعسكريًا، وسط اعترافات بفشل استخباري  وتراجع كبير في التفاؤل تجاه أهداف الحرب واحتمالية تحقيقها وحتى في شرعية مواصلتها.

الترا فلسطين يستعرض في هذا المقال أبرز ما ورد في تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية للحرب على قطاع غزة.

يحزكيلي: يحيى السنوار مازال يقود الحرب والمفاوضات، وهذا بحد ذاته أحد أكبر الإخفاقات الاستخبارية، فطريقة الاتصال التي يستخدمها السنوار من "مخبئه الحصين" سوف يتم تدريسها لسنوات طويلة

محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد، قال إن إسرائيل بعد خمسة شهور من الحرب، بينها ثلاثة أشهر ونصف في الحرب البرية، مازالت تراوح مكانها في جنوب قطاع غزة وحتى شماله، بعدما كان الجيش الإسرائيلي قد أظهر بداية "سريعة وحاسمة" حسب وصفه في شمال قطاع غزة، و"سيطر" على مدينة غزة التي تبلغ مساحتها أربعة أضعاف مساحة خانيونس.

وأضاف ألون بن دافيد، أن الجيش الإسرائيلي بعد خمسة شهور من الحرب نجح فقط في إنقاذ ثلاثة أسرى أحياء من بين 134 أسيرًا، بينما الثمن الذي يدفعه الجيش في المقابل يتزايد، إذ بلغ عدد القتلى منذ بدء الحرب البرية (وفق الإعلان الرسمي) 247 جنديًا.

وتابع: "نحن نقترب من نقطة يتوجب فيها على إسرائيل الحسم، إما مواصلة مطاردة يحيى السنوار أو استكمال احتلال قطاع غزة وإبادة حماس. وفي حال انتظرنا أكثر من اللازم قد نجد أنفسنا بدون قتل يحيى السنوار وبدون إعادة المخطوفين وبدون إبادة حماس، يعني بدون الانتصار في الحرب".

وفي حديث للقناة 13، قال الضابط الرفيع في جهاز الشاباك ليئور أكرمان، إن "يحيى السنوار يقود حربًا نفسية ضدنا، وهو يدرك أنه عندما يصمت يكون الجميع بانتظار كلمة منه، وتكون إسرائيل في حالة من التوتر".

من جانبه، محلل الشؤون الفلسطينية في القناة 13 تسفيكا يحزكيلي، قال إن يحيى السنوار مازال يقود الحرب والمفاوضات، وهذا بحد ذاته أحد أكبر الإخفاقات الاستخبارية، معتبرًا أن طريقة الاتصال التي يستخدمها السنوار من "مخبئه الحصين" سوف يتم تدريسها لسنوات طويلة، "فحماس لديها منظومة اتصالات بديلة، ولم يكن لدى استخبارات إسرائيل معلومة بشأنها".

القناة 12 الإسرائيلية في تغطيتها لمرور خمسة شهور على الحرب، عرضت تحليلاً لمراسلها للشؤون العسكري نير دفوري، الذي قال إن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي صادق قبل 10 أيام على الخطط العملياتية لتنفيذ هجمات برية على مخيم البريج ومخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وعلى رفح أيضًا، وهذه الخطط الآن على طاولة الحكومة.

في المقابل، القناة 14 الإسرائيلية، وهي من وسائل الإعلام الموالية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، واصلت منح الهواء للهجوم على رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وهذه المرة كان الهجوم على لسان اللواء احتياط يفتاح رون تال، القائد السابق لسلاح اليابسة، الذي قال "إنها تقريبًا فضيحة، أن ﻻ يأتي رئيس اﻷركان إلى الكابينت ويضرب على الطاولة قائلاً أنا أطلب البدء بالهجوم على رفح، وفي حال لم نهاجم رفح بريًا فإننا ليس فقط لن ننتصر، بل سنُهزم في الحرب".

وعلى شاشة القناة ذاتها، تحدث المعلق السياسي يعقوب باردوغو عن استنتاج توصل إليه المستوى السياسي الإسرائيلي بأنه دون الهجوم على رفح فإن هناك تهديدًا وجوديًا ﻹسرائيل، حيث توجد أربع كتائب لحركة حماس، والمستوى السياسي يُصرّ على إبادتها، وفق قوله.

هيئة البث الإسرائيلية "كان"، في تغطيتها لانقضاء 5 شهور من الحرب، تناولت مسألة تمسك حركة حماس بمطالبها الأساسية في صفقة التبادل، وادعى معلقها للشؤون العسكري روعي شارون أن أحد أسباب هذا التمسك بالمطالب هو التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة والضغط الأمريكي المتصاعد على حكومة نتنياهو، واعتقاد يحيى السنوار أن هذا الضغط قد يؤدي لتباطؤ الحرب أو وقفها.

وقال روعي شارون، إن يحيى السنوار، يعتقد أن بحلول رمضان هناك فرصة لتوحيد الساحات خاصة في الضفة الغربية والقدس، وربما زيادة التصعيد في الساحة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله، وهذا هو السبب الثاني الذي يجعله يعتقد أن هذا "هو الوقت الملائم للتشدد في مواقفه".

من جانبه، المذيع في القناة 13 أودي سيغال قدم إيجازًا لمسار العلاقة بين إدارة جو بايدن وحكومة نتنياهو على مدار شهور الحرب الخمسة، مبينًا أن عدة توترات وقعت في هذه الفترة، إضافة إلى تغير موقف إدارة بايدن، بدءًا من الدعم المطلق، مرورًا بمحاولات الوساطة المكثفة، وصولاً إلى الانتقادات الشديدة لسلوك إسرائيل في غزة.

ورأى المعلق السياسي للقناة رفيف دروكر، أن جو بايدن بدأ يشعر باليأس من السلوك الإسرائيلي، في حين أن مسؤولين آخرين يمضون أبعد منه بكثير، وجو بايدن هو الذي مازال يوقفهم.

وقال رفيف دروكر: "الإعلان عن إقامة ميناء يهدف لنقل السيطرة على إيصال المساعدات الإنسانية من إسرائيل للأمريكيين، وبالتالي لن يكون بإمكان إسرائيل وقف الدعم الانساني لقطاع غزة".

وتوقع دروكر أن يصدر في بريطانيا قريبًا قرارٌ بفرض قيود على تصدير السلاح إلى إسرائيل، منوهًا أن بريطانيا قلصت تصدير السلاح إلى إسرائيل بالفعل، ولكنها لم توقف التصدير، كما أن ألمانيا "وربما غالبية الدول الأوروبية أو جميعها ستمضي في نفس الاتجاه" حسب قوله.