08-ديسمبر-2023
متظاهر يحمل صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن مرسومة باللون الأحمر لتقليد الدم، خلال مسيرة لدعم الشعب في قطاع غزة، في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، في 26 أكتوبر 2026.

نابلس. 26 أكتوبر 2023

الترا فلسطين | فريق التحرير

كشفت مجلة بوليتيكو الأمريكية، نقلًا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منحت "إسرائيل" حتى نهاية العام لإنهاء حربها على حماس. 

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن  قد أكد خلال زيارته للاحتلال هذا الأسبوع، على هذا الموعد لإنهاء العدوان على غزة، بحسب بوليتيكو، فيما قال نائب مستشار الأمن القومي جون فاينر أمام منتدى أمني، يوم أمس الخميس، إن الإدارة لا تفرض موعدًا نهائيًا صارمًا على "إسرائيل" لإنهاء عملياتها العسكرية.

رغم ضغط واشنطن لإنهاء الحرب على غزة، إلا أن هناك تخوفات أمريكية من محاولة الاحتلال فتح جبهة حرب جديدة في الجنوب اللبناني.

وأكد مسؤول إسرائيلي كبير تحدثت إليه صحيفة "بوليتيكو"، وسمح له بعدم الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة نصحت تل أبيب بعدم اجتياح غزة، وأضاف أن "إسرائيل" دخلت الأنفاق والمستشفيات رغم معارضة الإدارة الأمريكية. 

وكان تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أوضح أن الأمريكيين يضغطون لأن تكون نهاية الاجتياح البري الكبير خلال شهر كانون ثاني/يناير القادم، أي بداية عام 2024، إلا أن الإسرائيليين يؤكدون حاجتهم لوقت أطول من ذلك.

ومايزال موضوع إنهاء حرب غزة 2023 محل خلاف بين إدارة جو بايدن وحكومة الاحتلال، هذا رغم التأييد الأمريكي المفتوح لهدف إسرائيل المعلن بالقضاء على حركة حماس، ورغبة إدارة بايدن بأن لا تخرج حماس من هذه الحرب منتصرة. وبحسب مسؤولين أمريكيين تحدثوا للصحيفة، فإن إسرائيل ليس لديها مصلحة في الحديث عن "اليوم التالي للحرب"، لأنها لا تريد إرسال رسالة بأن القتال يقترب من نهايته.

ورأت "يديعوت" أن التقديرات السائدة في "إسرائيل" بأن السبب وراء ذلك يعود إلى دخول الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي، إضافة إلى رغبة الأمريكيين في التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والسعودية.

: طبعت أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل بالطلاء الأحمر على الأرض مع وجوه الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال مظاهرة لدعم فلسطين في 29 نوفمبر 2023 في ميديلين، كولومبيا.
الضغط الأمريكي على تل أبيب من أجل إنهاء الحرب يعود إلى قرب بدء الحملة الانتخابية لبايدن.

 

حزب الله والجبهة الشمالية

قالت بولتيكيو إن المسؤولين الأميركيين عملوا بلا كلل أيضًا لمحاولة ضمان عدم امتداد الحرب في غزة إلى لبنان، خوفًا من "توسع الصراع للمنطقة بأكملها"، وتمثل ذلك بإرسال واشنطن مجموعتين من حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط ​​لردع إيران وحزب الله.

ولكن هذا قد يكون على وشك التغيير، لإن "إسرائيل" قد تقرر مهاجمة حزب الله، خاصة بعد تصريحات وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، الأربعاء الماضي، التي توعد فيها بإبعاد "حزب الله" إلى ما وراء نهر الليطاني جنوب لبنان، سواء بترتيب سياسي دولي أو بتحرك عسكري. 

واعتبرت المجلة أن هذا "أعظم اختبار للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية"، خاصة أن هناك تاريخًا لرفض تل أبيب الانصياع لطلبات واشنطن العسكرية، كما حدث عام 2007، عندما تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت نظيره الرئيس جورج دبليو بوش، بعد أن رفض البيت الأبيض طلبه باستهداف محطة نووية سورية مشتبه بها. ثم مضى أولمرت قدمًا على أي حال، وأمر بشن غارة جوية على المفاعل.

ولطالما كان غالانت من المندفعين عندما يتعلق الأمر بحزب الله، بحسب المجلة، وأشارت تقارير صحفية إسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول إلى أنه وبعض القادة العسكريين ضغطوا على بنيامين نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر للموافقة على توجيه ضربة استباقية للبنان. ومع ذلك، كان نتنياهو "غير متشجع"، ويرجع ذلك جزئيًا إلى توسلات المسؤولين الأمريكيين، الذين يخشون من استدراج إيران، "مما قد يقلب المنطقة بأكملها رأسا على عقب".

ولكن، بحسب المجلة، فإن كل هذا قد يتغير نتيجة للضغوطات التي يتعرض لها بنيامين نتنياهو من سياسيي وسكان المستوطنات الشمالية ممن تم إجلاؤهم، ورغبتهم في العودة إلى مناطق "آمنة".