28-مايو-2023
تشكيك في عدد الحضور الحقيقي لمؤتمر نقابة الصحفيين

تشكيك في عدد الحضور الحقيقي لمؤتمر نقابة الصحفيين

الترا فلسطين | فريق التحرير

أسدل الستار على مخرجات مؤتمر الهيئة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين السابع، الأربعاء الماضي، بفوز "قائمة شهداء الصحافة الفلسطينية" بالتزكية، وإقرار التقريرين المالي والإدارية عن الدورة السابقة التي دامت 11 عامًا، غير أنّ النّقاش يتّسع في صفوف الصحفيين حول قانونية انعقاد المؤتمر ومخرجاته، وسط تشكيك في اكتمال النصاب القانوني لأعضاء الهيئة العامة.

يشكك صحافيون في صحة الأرقام المعلنة للأعضاء الذين حضروا مؤتمر نقابة الصحفيين، ويقولون إن النصاب لم يكتمل أصلًا!

ولم يترشّح لخوض انتخابات نقابة الصحفيين سوى قائمة واحدة مثلت فصائل منظمة التحرير بعد اتفاق بينها على المحاصصة، وقد فازت هذه القائمة بالتزكية دون أي عملية اقتراع. وكانت عدة أجسام صحفية قاطعت المؤتمر، بينها "كتلة الصحفي المستقل"، ثاني أكبر قائمة انتخابية في الدورة السابقة، و"حراك الصحفيين" حديث النشأة، وعدد من الصحفيين المستقلين، عدا عن أجسام صحفية أخرى في قطاع غزة محسوبة على حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

ورغم إعلان نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، اكتمال النصاب القانوني لمؤتمر "الشهيدة شيرين أبو عاقلة"، بمشاركة 1994 عضوًا في الضفة وغزة، من أصل 2622 عضوًا وفق إعلان النقابة، وبنسبة مشاركة بلغت 76 في المئة، إلا أن صور المؤتمر في وقت الذروة أظهرت خلاف ذلك، وسط تقديرات يقول المشككون إنها "مبنية على حقائق ودلائل" بأن عدد الحضور الفعلي من الأعضاء المنتسبين للنقابة لم يتجاوز النصف.

أرقام الأعضاء الحضور أقل من المعلن

وحول إعلان النقابة بأن المؤتمر شهد اكتمال النصاب القانوني بمشاركة 1994 عضوًا في النقابة، قال الصحفي سامر نزال إن عدد الأعضاء المسجلين في سجل النقابة بحسب إعلان النقابة هو 2622، وبالتالي النصاب القانوني يجب أن يكون (النصف+1) وهو 1311 عضوًا.

لكن نزال يفنّد الأرقام التي تحدثت عنها الأمانة العامة للنقابة خلال المؤتمر، بالقول إن الصور التي تم نشرها لقاعة المؤتمر في الضفة الغربية في وقت الذروة (عند الافتتاح) تبيّن بعد فحصها في برامج الذكاء الصناعي بأن عدد الحاضرين فيها حوالي 340، بينما أعلنت النقابة أن عدد الحضور في قطاع غزة هو 570 عضوًا، بمعنى أن مجموع الحضور لا يتجاوز 900-950 شخصًا علمًا أن الحضور وقت الافتتاح ضم شخصيات رسمية واعتبارية.

وتابع نزال في تعقيبه لـ "الترا فلسطين": "للتأكيد على تقديرات أعداد الحاضرين في قاعة المؤتمر، وهي قاعة مسرح الهلال الاحمر في رام الله، وبعد البحث والاستفسار، تبيّن أن المدرج الأرضي يتسع كحد أقصى لـ 630 شخصًا على الأكثر، بينما لم يتواجد في الطابق العلوي أكثر من 10-15 شخصًا، فكيف أعلنت النقابة بأن الحضور 1424 شخصًا في قاعة الهلال الأحمر؟".

وأضاف: "يفترض أن يؤخذ النصاب عند البدء في التصويت على إقرار التقارير المالية والادارية، وعند التصويت على أي قرارات، لكن ما نشرته النقابة من فيديوهات لحظة التصويت (في الجلسة الثانية) كان يبيّن بوضوح أن أعداد الحضور لا تتجاوز نصف العدد السابق، أي 200 عضو على الأكثر، ما يجعل أي تصويت تم في تلك اللحظة باطلًا كون النصاب القانوني غير مكتمل".

ناصر أبو بكر: سنصدر بيانًا توضيحيًا لاحقًا، يتضمن الرد على الملاحظات والاستفسارات

وقال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، لـ"الترا فلسطين"، إنّ الأمانة العامة للنقابة ستصدر لاحقًا، بيانًا توضيحيًا، ترد فيه على كافة الاستفسارات والملاحظات المتعلقة بالمؤتمر العام.

من جهته، قال مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك في تعقيب مقتضب لـ"الترا فلسطين"، إن الهيئة وبالشراكة مع مؤسسات أخرى من المجتمع المدني ستصدر تقريرًا يتضمن ملاحظاتهم على مجمل العملية، بما في ذلك المؤتمر الاستثنائي وما قبله أو بعده.

وكشف دويك أن الهيئة ستتسلم اليوم الأحد، سجل العضوية من الأمانة العامة لنقابة الصحفيين للتدقيق فيه، ومراجعته.

ويرى الصحفي محمد الأطرش من "حراك الصحفيين"، أن ما عقد ليس مؤتمرًا، وإنما مهرجان فصائلي حكومي اجتمعت فيه الأمانة العامة لنقابة الصحفيين القديمة حتى تعيد إنتاج نفسها. وأضاف في حديثه لـ "الترا فلسطين" أن الأمانة العامة السابقة سعت على مدار 8 أشهر لفعل كل شيء يمكّنها من إعادة إنتاج نفسها، من خلال استغلال ملف العضوية، والتعديلات التي طرأت عليه، أو حتى تعديل النظام الداخلي خلال المؤتمر الاستثنائي الذي عقد في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي أتاح لهم الفرصة لإعادة الترشح.

"حراك الصحفيين": الإعلان عن اكتمال نصاب الحضور بحاجة لتدقيق، و"إصلاح النقابة" لم يعد الخيار الوحيد 

وبالتالي يعتقد الأطرش أن هناك إشكاليات كبيرة في الإجراءات التي تمت، وإعلان نقابة الصحفيين عن اكتمال النصاب في المؤتمر كان محل تشكيك بالنسبة لهم، لأن النقابة بمجلس أمانتها الحالي تجاوزت الأنظمة والقوانين، ولم تترك مجالّا لأي ثقة، لذا فإن الإعلان عن اكتمال النصاب بحاجة إلى تدقيق.

وأشار إلى أنهم اطلعوا على التقرير المالي والإداري الذي صدر خلال المؤتمر، ولديهم تساؤلات كبيرة، وبيّن أنهم قدموا هذه التقارير إلى مختصين لقراءتها وتدقيقها بطريقة مهنية.

واعتبر الصحفي الأطرش أن إعادة إنتاج الوجوه القديمة، تكريس لنهج التفرّد والإقصاء والحزبية المقيتة لنقابة يطمح المنتسبون لها بأن تكون مهنية، الأمر الذي سيدفعهم لخيارات أوسع في المرحلة المقبلة، وأن "إصلاح النقابة" لم يعد الخيار الوحيد لديهم.

بدوره قال الصحفي جهاد بركات إنه منذ أن أعلنت الأمانة العامة للنقابة نيّتها إجراء الانتخابات العام الماضي، وهي تحاول الترتيب لهذه الانتخابات بشكل مسبق من خلال حذف النظام الداخلي المعتمد، ونشر نظام داخلي معدل لم تكن قد أقرته هيئة عامة، وبالتالي إدخال الجميع في معضلة شرعية النظام الداخلي، والهيئة العامة ذهبت لحلها من خلال المؤتمر الاستثنائي الذي لم يسبقه نشر سجل الأعضاء على مدار 11 عامًا.

واعتبر الصحفي بركات، أن "عدم نشر السجل وما جرى من تغييرات طوال هذه السنوات ظهر من خلال وجود أناس في المؤتمر الاستثنائي لم يكن النظام الداخلي القديم يسمح لهم بعضوية كاملة في النقابة مثل العاملين في دوائر العلاقات العامة سواء في المؤسسات الرسمية وغير رسمية وفي دوائر منظمة التحرير، وكانوا موجودين، وبالتالي هم صوتوا على النظام الذي يسمح لهم بأن يكونوا أعضاء في النقابة، تخيّل أن شخصًا يصوّت على السماح له بالانضمام إلى النقابة"، وتحدّث عن "مشكلات جوهرية" تخللت المؤتمر، تحديدًا في موضوع التصويت، ودخول أشخاص رغم عدم وجود أسماء لهم على بوابة المؤتمر.

الصحفي جهاد بركات: ما حصل أتاح الوصول إلى هذه الانتخابات التي كان كل شيء فيها جاهزًا لضمان النتائج 

ورأى الصحفي جهاد بركات أن ما حصل أتاح الوصول إلى هذه الانتخابات التي كان كل شيء فيها جاهزًا لضمان النتائج، مع وجود مقاطعة من عديد من الأجسام الصحفية، رغم أنه كان من المفترض أن تبحث الأمانة العامة عن شيء يجمع الصحفيين بدل الذهاب بهذا الشكل، الذي خرج في النهاية بقائمة واحدة بالتزكية وهو ما لا يليق بالصحفيين.

تجدر الإشارة إلى أن رئيسة الاتحاد الدولي للصحافيين (IFJ)، دومينيك برادالييه صرحت لصحيفة "العربي الجديد" أنّ باستطاعة الصحافيين الفلسطينيين المستقلين إنشاء نقابة أو جسم مستقل، عبر التقدّم بطلب للاتحاد الذي يمثل أكثر من 600 ألف عامل إعلامي من 187 منظمة في 146 دولة.