06-ديسمبر-2023
معطيات رسمية: نصف مليون غادروا إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى

إسرائيليون يصلون مطار لارنكا في اليونان قادمين من تل أبيب يوم 12 أكتوبر الماضي | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

أظهرت معطياتٌ من سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية، نقلها موقع "زمن إسرائيل"، مساء الأربعاء، أن 370 ألف إسرائيلي غادروا "البلاد" للخارج منذ عملية طوفان الأقصى يوم 7 تشرين أول/أكتوبر، بينهم نحو 230 ألف فور بداية حرب غزة 2023، والبقية (قرابة 140 ألف) منذ بداية تشرين ثاني/نوفمبر حتى 29 تشرين ثاني/نوفمبر.

بإجراء عملية حسابية بين المغادرين قبل الحرب وبعدها مقارنة بالوافدين (من السكان أصلاً) يتبين أن عدد المغادرين بلا عودة يزيد بنحو 470 ألف شخص عن عدد الوافدين، أي ما يقارب نصف مليون

وبحسب معطيات فإن عدد الوافدين إلى إسرائيل في شهري أكتوبر ونوفمبر كان أكبر من عدد المغادرين، واقترب من نصف مليون شخص، لكن في الواقع كان غالبية الوافدين إليها هم في الأصل من السكان الذين كانوا قد غادروا لقضاء إجازة الأعياد اليهودية في الخارج ثم عادوا لمنازلهم.

وكشف موقع "زمن إسرائيل" أن عددًا كبيرًا من الإسرائيليين كانوا قد غادروا قبل عملية طوفان الأقصى لقضاء الأعياد اليهودية في الخارج، ثم لم يعودوا بعد ذلك إلى "البلاد"، مبينًا أن بإجراء عملية حسابية بين المغادرين قبل الحرب وبعدها مقارنة بالوافدين (من السكان أصلاً) يتبين أن عدد المغادرين بلا عودة يزيد بنحو 470 ألف شخص عن عدد الوافدين، أي ما يقارب نصف مليون، وهو عدد لا يشمل العمال الأجانب والدبلوماسيين الذين عادوا إلى بلادهم أيضًا بعد عملية طوفان الأقصى.

وأكد الموقع، أن حرب غزة 2023 لم توقف الهجرة من الخارج إلى إسرائيل، لكنها قللت منها بشكل كبير. فمنذ يوم عملية طوفان الأقصى، بتاريخ 7 أكتوبر، وحتى تاريخ 29 نوفمبر، وصل إلى إسرائيل ألفي مهاجر فقط، في حين أن معدل المهاجرين الذين يصلون إسرائيل شهريًا منذ بداية العام الحالي بلغ 4500 مهاجر، وهذا يعني أن هناك انخفاضًا بنسبة 70% في نطاق الهجرة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن 300 ألف شخص عادوا إلى إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة 2023 حتى نهاية أكتوبر، إلا أن موقع "زمن إسرائيل" أكد أن هذا الخبر "كاذب"، لأن الذين تداولوه تجاهلوا حقيقة أن العائدين هم أصلاً من سكان إسرائيل وكانوا في الخارج لقضاء إجازة العيد، وليسوا من الإسرائيليين الذين كانوا يسكنون في الخارج وقرروا العودة إليها، أو مهاجرين يهود يرغبون في الالتحاق بالدولة اليهودية.

أزمة الهجرة خارج إسرائيل، بدأت تظهر خلال فترة أزمة الإصلاحات القضائية، التي أحدثت انقسامًا كبيرًا أدى إلى مظاهرات حاشدة في تل أبيب الكبرى وفي القدس أيضًا، قابلتها الشرطة الإسرائيلية بالقمع العنيف.

بالتزامن مع هذه الأزمة، قالت سفارات سبع دول أوروبية لصحيفة "يديعوت أحرنوت" إنها تلقت عددًا غير مسبوق من طلبات شبان إسرائيليين للحصول على جوازات سفرها، وهذه الدول هي: فرنسا ورومانيا والبرتغال وهولندا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا. وفي هذا السياق، جاءت تصريحات دانيال كانمان، الباحث الإسرائيلي الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد، إذ قال إنه "قلق على إسرائيل أكثر من حرب الغفران (حرب 73 ضد سوريا ومصر)، هذا ليس البلد الذي نشأت فيه، هذا ليس البلد الذي سيرغب أحفادي في العيش فيه".

وبحسب إحصاءات لشركات ومكاتب محاماة إسرائيلية تتخصص باستصدار جوازات سفر أجنبية للإسرائيليين، فإن أكثر من مليون يهودي إسرائيلي لديهم جنسية مزدوجة وجواز سفر أجنبي إلى جانب الإسرائيلي، بينهم نصف مليون يحملون جوازات سفر أوروبية، ونصف المليون الآخر يحملون جنسيات أخرى مثل الولايات المتحدة.

ومع إتمام حرب غزة 2023 شهرها الثاني، وتزامن ذلك مع تصريحات مسؤولين عسكريين وفي الحكومة الإسرائيلية بأن الحرب سوف تتواصل لشهور وليس أسابيع، إضافة إلى تقارير في وسائل إعلام دولية بأن إسرائيل ماتزال بعيدة عن تحقيق هدفها المعلن بتدمير حركة حماس، تزداد احتمالية إقبال مزيد من الإسرائيليين على الهجرة للخارج، خاصة الذين يحملون جنسيات أجنبية تؤهلهم للمغادرة دون النظر وراء ظهورهم.

تزداد احتمالية انضمام آلاف الإسرائيليين إلى المهاجرين للخارج، خاصة أن تقديرات جميع الخبراء والمحللين داخل إسرائيل وخارجها تؤكد أن إسرائيل مقبلة على أزمة داخلية عميقة بعد نهاية حرب غزة 2023

وتشير معطيات رسمية إسرائيلية، أن 126 ألف مستوطن كانوا يسكنون في غلاف غزة، وفي المستوطنات المحاذية للحدود بين شمال فلسطين ولبنان، هم الآن في عداد النازحين داخليًا، إذ بدأت عمليات إخلاء هذه مستوطنات غلاف غزة منذ عملية طوفان الأقصى، ثم بدأت عمليات الإخلاء من مستوطنات الشمال بعد عمليات قصف من داخل الأراضي اللبنانية على هذه المستوطنات والمواقع العسكرية فيها.

وأمام استمرار هذا النزوح دون أفق للعودة إلى المستوطنات، تزداد احتمالية انضمام آلاف الإسرائيليين إلى المهاجرين للخارج، خاصة أن تقديرات جميع الخبراء والمحللين داخل إسرائيل وخارجها تؤكد أن إسرائيل مقبلة على أزمة داخلية عميقة بعد نهاية حرب غزة 2023، ليس من ناحية اقتصادية وحسب، بل بسبب عمليات محاسبة المسؤولين عن الفشل الذريع في عملية طوفان الأقصى، واستمرارًا لمعركة كسر العظم بين اليمين واليسار التي تفاقمت في السنة الحالية، بعد وصول اليمين المتطرف بقيادة ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش إلى الحكومة، وإطلاق خطة الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل.