05-ديسمبر-2023
خطة أمريكية لمستقبل غزة بعد الحرب: قوة دولية أولاً ثم إعادة السلطة الفلسطينية

تدعم الإدارة الأمريكية مواصلة الحرب على غزة لرغبتها في تدمير حماس | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

وضعت الإدارة الأمريكية خطة متعددة المراحل لتنفيذها بعد انتهاء حرب غزة 2023، تصل في نهايتها إلى إعادة السلطة الفلسطينية للحكم في قطاع غزة، وفقًا لتقرير نشره موقع "بوليتيكو" الأمريكي، الثلاثاء.

الخطة المقترحة تقوم على مراحل متعددة بمجرد انتهاء القتال، إذ ستكون هناك عملية إعادة إعمار، وقوة دولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، تليها سلطة فلسطينية تتولى زمام الأمور على المدى الطويل

وبحسب "بوليتيكو"، فإن مسؤولين أمريكيين ينظرون إلى هذا الحل باعتباره "أفضل الخيارات السيئة" لمنطقة دمرت فيها الحرب البنية التحتية، ويتوقعون أن تؤدي الخطة إلى "مسار تصادمي" بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية، إذ يرفض المسؤولون الإسرائيليون وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو أي دور للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة في المستقبل.

وأوضح الموقع، أن الخطة المقترحة تقوم على مراحل متعددة بمجرد انتهاء القتال، إذ ستكون هناك عملية إعادة إعمار، وقوة دولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، تليها سلطة فلسطينية تتولى زمام الأمور على المدى الطويل، يُصاحب ذلك زيادة المساعدات المتعلقة بالأمن، والسماح بدور أكبر لمنسق الأمن الأمريكي "الذي لديه سجلٌ حافلٌ في تقديم المشورة لقوات الأمن الفلسطينية" بحسب وصف معد التقرير.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن: "في النهاية نريد أن يكون لدينا هيكل أمني فلسطيني في غزة بعد الصراع". إلا أن المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا للموقع أكدوا أن الأفكار "ناشئة" وتخضع للعديد من المتغيرات وفقًا للتطورات. وتوقع المسؤولون أن يستمر القتال العنيف بين المقاومة في قطاع غزة وجيش الاحتلال عدة أسابيع أخرى على الأقل.

وأشار تقرير "بوليتيكو" إلى أن أي استراتيجية تضعها الولايات المتحدة لمستقبل غزة تواجه العديد من العقبات، بما في ذلك الشكوك الإسرائيلية حول نجاحها من جهة والإحباط العربي من جهة أخرى، هذا رغم أن جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة يتفقون أن واشنطن ستلعب دورًا حاسمًا في مرحلة ما بعد الحرب.

وقال مسؤول أمريكي للموقع، إن الدول العربية بدت في البداية مترددة أو غير راغبة في توفير قوات للعمل في قطاع غزة في المسقبل، ولكن بعضها في المحادثات الأخيرة بدت أكثر انفتاحًا على الفكرة. أما إدارة بايدن، فتستبعد إرسال قوات أمريكية إلى قطاع غزة.

وأضاف، أن إحدى الأفكار التي تم تداولها هي مطالبة دولة الإمارات بالمساعدة في إعادة بناء المرافق الصحية أو تدريب موظفي الخدمة المدنية. كما أن الأمم المتحدة، يواصل المسؤول كلامه، "يمكن أن تلعب دورًا في غزة في مرحلة ما بعد الحرب، على الأقل على الجبهة الإنسانية".

وأوضح، أن المجهول الكبير الآن هو ما سيتبقى من قوة حركة حماس في قطاع غزة، "فحتى لو كانت أعداد من بقي من الحركة قليلة، إلا أن امتلاكها للأسلحة يُمكن أن يغير بشكل كبير حسابات الدول التي تفكر في إرسال قوات لغزة".

وأشار إلى أن أحد الأسباب الرئيسية التي جعت جو بايدن ومساعديه يمتنعون عن الدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم هو دعمهم للهدف الإسرائيلي المعلن من الحرب، وهو تدمير حركة حماس، "لأن واشنطن تعتبرها عقبة رئيسية أمام حل الدولتين".

وبينما يقول الموقع إنه لم يتمكن من الحصول على تعقيب من السلطة الفلسطينية حول موقفها من الخطة، فإن مسؤولاً إسرائيليًا علق عليها بالقول إن "الفجوة بين الولايات المتحدة وإسرائيل أصغر بكثير مما تراه العين".

وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن إدارة بايدن وحكومة نتنياهو تتفقان على أن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي لا تستطيع حكم غزة، "وقد يكون ممكنًا اختيار شخص للقيام بعملية تنشيط أو إصلاح لتصبح قادرة على ذلك، لكننا مازلنا لا نجري مناقشات حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه هذا الإصلاح بالضبط" حسب قوله.

أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، أنه لا وجود تقريبًا لأي حديث داخلي في إدارة بايدن عن تقييد المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل كوسيلة للضغط عليها

ووفقًا لتقرير "بوليتيكو"، فإن مسؤولين في الإدارة الأمريكية يؤكدون أن المسؤولين الأمريكيين لم يستطيعوا جعل المسؤولين الإسرائيلين يناقشون بطريقة جدية أو مفصلة كيف ستبدو غزة بعد الحرب. ويشعر بعض المسؤولين في واشنطن بالقلق من أن محاولة تحديد نقطة نهاية حرب غزة 2023 ستصبح مع مرور الوقت نقطة خلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة، فالأمر لا يبدو وكأن شخصًا ما سيطلق صافرة ويضع الجميع السلاح.

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، أنه بالرغم من الخلاف حول نهاية الحرب واليوم التالي لها، "لكن لا وجود تقريبًا لأي حديث داخلي في إدارة بايدن عن تقييد المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل كوسيلة للضغط عليها للموافقة على بعض الأفكار الخاضعة للنقاش في واشنطن".