الترا فلسطين | فريق التحرير
كشف التلفزيون الإسرائيلي "كان"، اليوم الثلاثاء، أن جيش الاحتلال ومخابراته أعدوا خطة "اليوم التالي" للحرب على غزة، وتهدف إلى إيجاد بديل "مدني" سيحكم قطاع غزة بعد "القضاء على حماس"، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يرفض اتخاذ قرار بهذا الشأن انطلاقًا من اعتبارات سياسية حزبية.
تقترح الخطة العسكرية - الاستخبارية إدخال قوة عمل متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة دول أوروبا الغربية والدول العربية "المعتدلة" -المطبعة- وعناصر حكومية وإدارية فلسطينية إلى غزة
وربطت "كان" بين الأقوال التي جاءت على لسان وزير جيش الاحتلال في مؤتمره الصحفي مساء أمس الاثنين، وبين إصرار نتنياهو على عدم إقرار الخطة التي شارك في بلورتها بشأن مستقبل غزة.
وقالت القناة إن وزير الجيش يوآف غالانت وجه انتقادًا غير مبطن لنتنياهو فيما يتعلق بتفاصيل "اليوم التالي"، وهذه ليست المرة الأولى. كون القضية في غاية الأهمية للمنظومة الأمنية وأيضًا للمستوى السياسي، وأيضًا للأميركيين الذين يضغطون على إسرائيل لاتخاذ قرار بهذا الشأن.
وذكر مراسل القناة السياسي أن تصريحات غالانت خلال المؤتمر الصحفي تشير إلى أن العمل العسكري يفرض على العمل السياسي الدفع قدمًا ببديل مدني يضمن "القضاء على حماس في غزة".
وصرح غالانت في المؤتمر إلى أن "الإنجازات العسكرية يجب أن يُضاف لها خطوات سياسية، وحماس لن تحكم القطاع لكن جهات مدنية".
وأكد مراسل القناة وجود خطة أعدها غالانت وجيش الاحتلال لمستقبل قطاع غزة، ويرفض نتنياهو طرحها على المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية "الكابينت" للمصادقة عليها.
وأضاف المراسل أن الخطوة جاهزة متوقفة منذ شهر تقريبًا، وحتى الآن لم يتخذ نتنياهو أي قرار بهذا الشأن أو في يخص أي خطة أخرى، ولم يطلب مصادقة المجلس الوزاري المصغر عليها، وذلك خشية تداعيات سياسية حزبية، كون الكثير من الوزراء في الكابينت يعارضون ذلك.
وتقترح الخطة العسكرية - الاستخبارية إدخال قوة عمل متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة دول أوروبا الغربية والدول العربية "المعتدلة" -المطبعة- وعناصر حكومية وإدارية فلسطينية إلى غزة، على أن تقدم إسرائيل معلومات لتوجيه العمليات المدنية للقوة متعددة الجنسيات.
وتنص الخطة أيضًا أن الدول العربية "المعتدلة" ستتولى مسؤولية إعادة إعمار قطاع غزة اقتصاديًا وماليًا، وأن إسرائيل ستقوم بتفتيش جميع البضائع التي تدخل قطاع غزة، وفق آلية ستضعها بالتنسيق مع مصر والإمارات، إضافة إلى مراقبة الحدود بين قطاع غزة والأراضي المصرية بوسائل تكنولوجية ومادية.
وتحدث يوآف غالانت عن الانتقال من المرحلة الثانية الحالية إلى المرحلة الثالثة من العدوان على قطاع غزة، وهذا، وفقًا له، سيتضمن الانتقال إلى أسلوب جديد للقتال، "يقوم على تنفيذ الغارات والتدمير تحت الأرض والهجمات الجوية والبرية والهجمات الخاصة، والعمل خاصة في جنوب قطاع غزة بهدف القضاء على قيادة حماس وتحرير الأسرى" حسب قوله.
والخطة التي تحدث عنها يوآف غالانت تخالف موقف الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة في الائتلاف الحكومي، خاصة حزب الصهيونية الدينية بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وحزب القوة اليهودية بقيادة وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، إذ تدفع هذه الأحزاب باتجاه تشجيع هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة وإعادة بناء المستوطنات هناك بعدما تم إخلاؤها في إطار خطة "فك الارتباط" التي نفذها ارئيل شارون، رئيس الوزراء الأسبق، قبل 20 عامًا.