07-أغسطس-2017

أحد أنصار حماس يرفع رايتها خلال مظاهرة في رام الله - صورة أرشيفية (Getty)

كشف مصدر خاص لـ"ألترا فلسطين" تفاصيل توجه قيادات من حركة حماس نحو تأسيس حزب سياسي في الضفة الغربية، وهي القضية التي أثارت لغطًا واسعًا بين أنصار الحركة؛ الذين تباينت ردود فعلهم، بين مؤيد للفكرة على اعتبار أنها إحدى خيارات الحركة للخروج من أزمتها في الضفة، وبين ورافض لها رأى فيها مغامرة غير محسوبة قد تؤدي لحدوث تصدعات في بنية التنظيم.

"ألترا فلسطين" ينفرد بنشر تفاصيل حزب حماس الجديد من بداية التفكير به والمراحل التي مر بها، إلى حين قرر أصحابها العدول عنها

وكشف قيادي حمساوي في منطقة شمال الضفة لـ"الترا فلسطين"، أن فكرة تأسيس حزب سياسي في الضفة لم تكن وليدة اللحظة، لكن اعتبارات عديدة تجمعت مؤخرًا أدت لتسارع الخطوات نحوها.

يقول المصدر: "رأينا في الفترة الأخيرة تهميش الضفة وتفرّد الحركة في غزة بالقرار، وعدم قدرة قيادة الخارج على ضبط الإيقاع العام، وقبل هذا كله التضييق المفروض على نشاطات الحركة والملاحقة الأمنيّة من قبل أجهزة السلطة، هذه الحالة التي بات يشعر بها عدد من نشطاء وقادة الحركة دفعت باتجاه محاولة إنشاء جسم جديد يفتح آفاقًا لحل الأزمة".

وأضاف: "يوجد اليوم تيار واسع من حماس وفتح في الضفة غير راضٍ عن طريقة إدارة المصالحة  الداخلية، وهو مقتنع أن هناك من يعرقل أو يهمل هذا الملف (...) نحن نرى أن التوافق مع كل فتح أولى من المصالحة مع تيار دحلان".

اقرأ/ي أيضًا: ماذا سيغير السنوار في حماس وغزة؟ إجابات إسرائيلية

ويؤكد القيادي الذي رفض الكشف عن هويته، أن توجههم هذا هو حصيلة أفكار شخصية تبادلها وتوافق عليها  عدد من كوادر وقادة الحركة في الضفة، وهي غير مرتبطة بالتحركات الأخيرة لناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء في حكومة حماس قبل الانقسام (الحكومة العاشرة).

ويشدد القيادي  الذي أمضى 12 سنة في سجون الاحتلال ويشغل اليوم منصبًا حكوميًا، على عدم وجود اسم لهذا الحزب ولا نظام داخلي ولا لجان ولا غيره، "وكل الكلام الذي قيل في هذه الإطار لا يغدو عن كونه مجرد مبالغات" وفق قوله.

ورفض القيادي الدعوات التي اعتبر فيها البعض إنشاء حزب سياسي بداية لحدوث انشقاق داخل حماس، قائلا: "كيف يمكن أن ننشق عن جسم غير موجود أصلاً ؟ الكل يعرف أنه لا يوجد تنظيم مركزي للحركة  في الضفة حتى نخرج عليه، ما نطرحه اليوم هو أقرب لوجهة نظر سياسية للخروج من عنق الزجاجة ".

وحول ما نشر مؤخرًا في وسائل الإعلام عن محاولة مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج شق حركة حماس في الضفة، وربط ذلك بالحزب الجديد، قال القيادي: "لسنا خونة، نحن أبناء هذه الحركة، وإذا حاول البعض الترويج بأن هذا الحزب هو بداية انفراط عِقد حماس فهذا شأنه"، نافيًا بشكل قاطع تواصلهم مع أي من قادة الأجهزة الأمنية أو تلقيهم ضمانات من طرفهم، مقابل شق حماس أو إيجاد جسم بديل عنها.

ترى قيادات حمساوية في الضفة أن إنشاء حزب سياسي في الضفة ليس انشقاقًا، وتنفي بشدة أي تواصل مع الأجهزة الأمنية أو قيادات في السلطة

وأكد أن فكرة إنشاء الحزب ماتت في أرضها؛ ولم تخرج عن إطار العصف الفكري بين قيادات محلية في حماس، خاصة بعد عدم موافقة الحركة في الخارج عليها ورفضهم لها والطلب من أصحابها العدول عنها.

ويكمل، "التزمنا بقرار الإخوة في الخارج رغم عدم قناعتنا به، ويمكن القول إن فكرة أنشاء حزب سياسي في الضفة وضعت جانبًا أو أُجلت في الوقت الحالي".

"فكرة إنشاء حزب في وطن تحت الاحتلال عبثية وغير مجدية، مورست في ظروف عربية مختلفة عن الحالة المحلية، وجُرت فلسطينيًا وفشلت بامتياز" وفق رأي الكاتب مصطفى الشنار، وهو محاضر في جامعة النجاح.

ولفت الشنار  خلال حديثه لـ"ألترا فلسطين" إلى أن إنشاء الحزب قد يكون ملاذًا للهاربين والمتساهلين في التعاطي مع الثوابت والقضايا الجوهرية، وعنوانًا للمساومة والابتزاز. واستطرد قائلا: "في المجتمع الفلسطيني لا يوجد قانون أحزاب ينظم الحياة الحزبية، وبالتالي سيبقى الأمر مرهونًا بيد الأجهزة الأمنية وتحت رحمتها، إن رضيت منحت وإن غضبت حلت وحظرت".

ورأى أن إنشاء الحزب السياسي التي طرحها بعض كوادر حماس، وإن كانت في الإطار النظري، "إلا أنها طرح غير مفيدٍ وغير واقعي، مع عدم إغفال أن المبررات التي ساقها أصحابها وجيهة ومحترمة".

وقال الشنار، إن "الأولى في هذه المرحلة البناء على ما تم إنجازه طوال العقود الماضية، لا محاولة خلق يافطات جديدة، خاصة وأننا لم نرَ أي فصيل فلسطيني يدعو إلى تشكيل حزب له في الساحة الفلسطينية (...)، حالتنا بأمس الحاجة إلى منهج التجميع وإعادة البناء لا إلى المزيد من التشظي وخلق أجسام لا فائدة منها".

وأشار إلى أن أي فكرة لا تحظى بموافقة المرجعيات والأطر الحركة والتنظيمية المعتبرة، "فإنها سوف تتحول إلى قضية جدلية تهدم ولا تخدم".


اقرأ/ي أيضًا: 

15 بندًا تلخص وثيقة حماس

حماس رفضت عرضين من أبو مازن وقدمت عرضًا بديلاً

النقاش عن بطش حماس: حلب وغزة والفرق بينهما