08-يونيو-2024
المهندس في بلدية غزة عاصم النبيه

المهندس في بلدية غزة عاصم النبيه

لا يبالغ عاصم النبيه حين يقول إنّه حقًّا نسي نفسه، بمعنى أنه لم يعد يتذكر أيَّ إنسان كانَ قبل الحرب، نسي خططه وطموحاته، نسي أسلوبه ونمط حياته اليوميّ في الطعام والنوم والعمل والحياة الاجتماعية، لم يعد يعرف إذا ما كان الشخص الذي هو عليه الآن يشبه الذي كانه قبل الحرب، لقد نسي إلى درجة أنّه لم يعد لديه مرجع يقارن نفسه فيه، وفق تصوّره، باستثناء مرجع واحد ما يزال يتذكره وهو شعوره بالحُبّ للنساء اللّاتي في حياته.

يعمل المهندس عاصم النبيه في بلدية غزة، وكان ومن معه قبل الحرب يحاولون التفكير خارج الصندوق، إلّا أنّ الصندوق ما عاد موجودًا، ولم يبق بيدهم حيلة سوى ابتكار طرق من المستحيل

عاد النبيه إلى غزة قبل الحرب بشهرين، وهو باحث دكتوراه في المراحل الأخيرة، ثم أعاد اكتشاف كثير من الأشياء، تبيّن له أنه "قضى" أوقاتًا جميلة خارج غزة، بعد أن كان يظن أنّه عاشها، وهناك فرق، ما اتّضح له أنه لم يعش تلك الأوقات الحلوة إلا في غزة، ويحقّ لأصدقائه أن يستغربوا من قوله لهم: "لم أكن بخير كما أنا عليه الآن، أعيش أفضل فترة في حياتي"، وكذلك، هو من قال: "كأنّ أجسادنا منقوعة في الحزن دهرًا".

مدينة غزة، الأجمل في العالم كما يراها عاصم النبيه.
مدينة غزة، الأجمل في العالم كما يراها عاصم النبيه.

خلطة غريبة من المشاعر بين هذه وتلك، وقد تبدو متناقضة أو مشوّشة أحيانًا، ولربما كل إنسان "على وجه غزة" انتابته فيما مضى من شهور قاتلة.

"لا يأسَ ولا كلّ" -وهذا واحد من تعابيره- هو كالنحلة يتنقّل بين القنوات العربية والغربية ليتحدث عن تأثير أزمة قطع إمدادات الوقود عن غزة على مختلف القطاعات لا سيما المياه.

عاصم النبيه يعد الطفلة جودي بالاحتفال بعيد ميلادهما
عاصم النبيه يعد الطفلة جودي بالاحتفال بعيد ميلادهما

المدينة المنكوبة التي كساها الحزن لم تسلبه روح الأمل والطفولة في داخله، إذ نجده يقطع وعدًا لطفلة اسمها جودي "إذا ربنا سلّمنا" كما قال، بالاحتفال معها بعد الحرب بعيد ميلادهما، وكان قد حمل "جودي" في ليلة من ليالي القصف، واكتشف أن لهما تاريخ الميلاد نفسه، العاشر من أكتوبر.

يوم جاءَ خبرُ استشهاد رفعت العرعير دخلتُ غرفة صغيرة في مكان عملي، وعندما بكيت، خطر لي أن رفعت كان سيطلب مني النهوض لاستئناف عملي، وتأجيل البكاء إلى حين انتهاء الحرب، وهذا ما فعلته وأفعله، كلّما بلغني خبر استشهاد أحد الأحباب

اصطفاء شهداء رحلوا بطريقة بديعة، "يحرّك رغبته في أن يضبط نفسه في ملهاة الحياة" كما فعلوا، فيرفع يديه للسماء التي تحبس غيومُها دموع قهره وغضبه، متضرّعًا: "يا رب أجمل الشهداء لا تعنا على النسيان ولا تُرح ضمائرنا بمرور الأيام، يا ربَ الثأر أجرهِ في عروقنا، فلا يخفت أبدًا".

في فترة حالكة من فترات الحرب، كان حلمه "شربة مياه معدنية" في قاع زجاجة، فإذ بزميل طيّب يجلبها له، لم تكن أكثر من نصف لتر، تقاسمها عاصم مع خمسة أشخاص، وكانت ألذّ شَربة ماء في حياته، وهذا يدخل في نطاق "تربية الحرب" لروحه، إذ صار "حمده أصدق، وشكره أعمق".

عاصم النبيه مهندس يعمل في بلدية غزة
عاصم النبيه مهندس يعمل في بلدية غزة

يلتقط في جولاته اليومية في غزة، صورًا لمشاهد فارقة في الحياة لا يمكن أن تتكرر كثيرًا، ذات مرة وجد شابين "زي الورد" ملقيين في الطريق، بهندامهما البسيط الأنيق، ملطخين بدمائهما، سارع إلى دفنهما في المنطقة الشرقية من أرض السرايا، وكلما مرّ بهما ألقى عليهما التحية، واعتذر لهما ولكلِّ شهيدٍ يعرفه أو لا يعرفه، قدّم روحه من أجل الأرض، ولم يجد له قبرًا يرقد فيه.

قبور شهداء عشوائية على الطريق
قبور شهداء عشوائية على الطريق

ويبدو، أنه سيُشبع أيام المجاعة كتابةً، عن "تساهيل الله وتدابيره في الرزق"، ففي كل يوم قصة تظهر فيها معجزة الله ومَعيته، ودون أي تخطيط أو تفكير من أجل لقمة تسد رمقَ الصغار.

يتّنبه عاصم النبيه لتفاصيل سيكتشف الناس تبعاتها لاحقًا بعد الحرب، ومنها "فقدان الوثائق والمستندات الرسمية وملكيات العقارات والشهادات والأوراق الثبوتية، بالتوازي مع تدمير المرافق الحكومية والأرشيف المركزي للمدينة"، وفي الوقت نفسه يحاول أن يعطي أفكارًا طازجة لأوجه جديدة من المعاناة يجب إثارتها، مثل معاناة المرضي النفسيين في الحرب.

عاصم الذي يُعدُّ شاهدًا، يرى أنّ ما حدث وما يحدث هو "أكثر من إبادة، وأكثر من مذبحة، شيء لا وصف له"، ويرى أيضًا أن ما عاشه الناس في غزة والشمال من صبر وثبات وخوف وموت وفَقد وجوع وعطش وفقر، مستحيل أن يعبّر عنه أحد أو يكتبه أو يفهمه إلّا شخص عاش كل هذا.

ها هنا، رَشقة من الأسئلة الخاطفة يُطلقها الترا فلسطين تجاه الرجل المهموم بالمدينة، المسكون بها، والذي قد يكون الآن مشغولًا بتكسير الحطب.


  • دعنا نبدأ من الأمس.. أي نكهة مرارة حملها ليضيفها إلى أيام الحرب؟

كل يوم في هذه الحرب له نكهة خاصة، وهي طعم النجاة من الموت، ولعلّ الموقف الذي أثرَّ بي يوم أمس هو مكالمة ابنتي الصغيرة وتكرارها لكلمة "بابا تعال، بابا تعال".

  • كم مرة نجوت؟ وأي المرّات كادت تكون القاضية؟

كل يوم يمر هو نجاة من الموت لكل غزة، لكنّي نجوت من موت محقق 4 مرات، أصعبها في تشرين أول/ أكتوبر الماضي 2023 في حي تل الهوى، في استهداف مباشر للمنزل الذي كنت فيه، ضمن حزام ناري قاسٍ جدًا.

  • تدمير المستشفيات وإغلاق الصيدليات التي تبقّت، جعلا المرضى في وضع أعقد وخاصة النساء.. حدّثنا عن لقطة تفطر القلب؟

زرت مرة مستشفى الصحابة الطبي، وبينما كنت أنتظر مقابلة أحد الإداريين، جاءت سيدة حامل في أيامها الأخيرة تُغطّي قدمها المبتورة، لم يكن معها أي أنثى تدخل معها المستشفى فقد فقدت كل قريباتها، لا يمكن أن أنسى ملامح الخوف على وجه تلك الصبية الجريحة والمقبلة على تجربة الميلاد لأول مرة في حياتها دون زوجها ودون أمها، أو حتى قريبة لها.

طبيب رأى ابنه بين الشهداء.. صمت ثم أخرج هاتفه المحمول والتقط صورة أخيرة له ثم عاد إلى عمله
طبيب رأى ابنه بين الشهداء.. صمت ثم أخرج هاتفه المحمول والتقط صورة أخيرة له ثم عاد إلى عمله

  • احكِ لنا تفصيلة واحدة ليست مألوفة تخص ظروف دفن الشهداء؟

لطالما حظيت المرأة لدى المجتمع الفلسطيني بمراعاة خاصة عند الدفن، حيث لا يحملها إلّا أقاربها ولا يدفنها إلا أقرب الناس لها، من المحزن أن النّساء من أكثر الفئات التي كانت عرضة للظلم في هذه الحرب، هن لم يحصلن حتى على أدنى مراعاة في دفن جثامينهن.

  • تعيش زوجتك وأطفالك حاليًا في ماليزيا.. إلى أي حد يصبح الفراق وقت الحرب أثقل؟

 افتراق العائلة حتمًا يمثّل أزمة للطرفين، فمن وجهة نظري الحياة أقصر من أن يبتعد المرء عن عائلته لأيام فكيف بأشهر! من ناحية أخرى تعيش زوجتي وأطفالي حالة من القلق المستمر خاصة أنه لا يوجد أفق لنهاية هذا البؤس في حرب تستهدف كل شيء في قطاع غزة.

تعتمل بداخلي مشاعر متناقضة، تمامًا كما وصفتِ هذه الحالة، لكن عمومًا أشعر بطمأنينة تنبع من إيماني بالنصر، ويقيني بأحقيّتنا وعدالة قضيتنا.

  • أصبحت تقوم تقريبًا بدور الصحفي أو الناشط في مواقع التواصل.. وهذه "مَهمة خطرة" أليس كذلك؟

تعلّمنا في الهندسة أنّ على المهندس مسؤولية اجتماعية وهي خدمة المجتمع في أي مجال، ولأن بلدية غزة تقوم بمهام خدماتية تعتمد على المجالات الهندسية، فإن خلفيتي الهندسية والإعلامية ساعدتني كثيرًا للعمل في لجنة الطوارئ وإدارة قطاع العلاقات العامة والإعلام في هذه الفترة الحسّاسة.

  • "إسرائيل" تحارب العاملين في المجالات الخدماتية.. كيف استمررت في العمل في ظروف تهدد حياتك؟

لم يكن لديّ خيار سوى الاستمرار، رغم المخاطرة العالية جدًا، خاصة في الأيام الأولى من الحرب، كنت دائمًا أنظر إلى مجتمعي الصامد الثابت، وأذكّر نفسي أنني يجب أن أستمر في خدمته لأنه يستحق أكثر من ذلك.

وإني لأتعجب من زملائي في البلدية الذين ما زالوا صامدين، كل واحد منهم أنموذج للصبر والثبات واليقين. أذكر أن أحد الزملاء حوصر أثناء اجتياح مستشفى الشفاء الأخير، وبقي لأكثر من أسبوع دون طعام، وعندما خرج جاء مباشرة إلى مقر لجنة الطوارئ، حتى قبل أن يأكل أي شيء.

  • قلتَ إن الحرب ترّبيك، علّمتك قيمة رُبع رغيف من الخبز وآخر حبّات الأرز في الطبق.. تجربة قاسية أكلتم فيها خبز الأعلاف، إلى درجة أنّك تمنيت أن "يصبح رمل غزة طحينًا".. كيف مضت تلك الأيام؟

مشكلتي في تلك الفترة كانت مع الأطفال كأبناء وبنات أخواتي، لأن الكبار يمكن أن يفهموا لماذا تحدث المجاعة، لكن كنت أشعر بالقهر والألم والبكاء أحيانًا، عندما أرى نظراتهم لأنواع غريبة عليهم من الخبز مضطرين لتناوله من شدة الجوع.

خيارة ليست عادية.. مهربة من جنوب القطاع لشماله أكلها 11 شخصا في عائلة عاصم بكل سرور
حبّة خيار "مهرّبة" من جنوب القطاع لشماله أكل منها 11 شخصًا في عائلة عاصم
رغيف ساخن أهداه شاب أصم لعاصم
رغيف ساخن أهداه شاب أصم لعاصم

لا يمكن أن أنسى نعم الله الكثيرة في تلك الفترة، خاصة عندما كنت أزور أمي فتناولني بعض قطع الخبز، أو الطعام الذي بالرغم من كميّته القليلة إلا أنه كان لذيذًا بشكل لا يصدق.

  • هذه الحرب أخذت أعزّ أصدقائك. الحزن على "الخلّ الوفي" ما هيئته؟

كان رشدي السراج أول الأصدقاء المقرّبين الذين رحلوا، وهو الذي بكيت حقًّا لرحيله، لكن الحرب لم تعطنا الوقت الكافي لكي نحزن ونبكي كل الأحباب الذين فقدناهم.

زيت الزيتون له قيمة كبيرة عند رفعت العرعير وكان هو ما جلبه من بيته بعد انسحاب الاحتلال
زيت الزيتون له قيمة كبيرة عند رفعت العرعير وكان هو ما جلبه من بيته بعد انسحاب الاحتلال

يوم جاء خبر استشهاد رفعت العرعير دخلت غرفة صغيرة في مكان عملي، وعندما بكيت، خطر لي أن رفعت كان سيطلب مني النهوض لاستئناف عملي، وتأجيل البكاء إلى حين انتهاء الحرب، وهذا ما فعلته وأفعله، كلما بلغني خبر استشهاد أحد الأحباب.

  • من هو رأس الحربة الذي شدَّ على يديك حتى لا تنزح إلى جنوب القطاع؟

تقريبًا لم ينزح أحد من عائلتي نحو الجنوب، الثبات أوّلًا من الله، لكن لا يمكن إغفال أن النساء في عائلتي كن صامدات ثابتات بشكل لا يصدق، ما جعلنا نختار قرار الصمود في الشمال.

وفي المقابل، نزحنا ما يزيد على 10 مرات، رأيت مواقف مشرفة عدة ممن كانوا يعرضون علينا الاستضافة أحيانًا ويقدمون لنا الطعام أحيانًا أخرى، مجتمعنا رائع، بالرغم من بعض الممارسات السلبية.

  • عدتَ من الخارج قبل شهرين من 7 أكتوبر.. هل ندبَ صوتك الداخلي حظك؟

بطبيعة الحال، خطرَ هذا ببالي، لكن سرعان ما أخذت أفكر بمنظور آخر، ربما هي منحة إلهية لكي أشارك في هذه الملحمة التاريخية.

  • وأنت تتجول في شوارع غزة.. هل وصلت إلى مرحلة "تُكلّم فيها نفسك"؟

عندما رأيت المسجد العمري والدمار الذي لحق به لم أعرف ماذا أفعل، تساءلت كيف يمكن لأحد أن يرتكب هذا العمل الشنيع، إلا أن هذا الجيش آلة للخراب والقتل والدمار.

  • أي ركن في بيتك تحنَّ إليه وتتمنى لو أنك تعود فتجده سالمًا منّعمًا، لتجلس فيه وحدك مع قهوتك؟

أحنّ لبيتنا في حيّ التفاح الذي دمرته طائرات الاحتلال تمامًا، كانت غرفتي تطلّ مباشرة على مسجد "ابن سلطان" الذي أيضًا دمروه كليًا، أحنّ لسريري في تلك الغرفة المطلة على المسجد.

  • كان بإمكانك أن تكمل حياتك في ماليزيا، حيث المستقبل المشرق، كيف أقنعك رفعت العرعير بالعودة؟

آمن رفعت بفكرة أن كل شخص أينما كان، يمكن أن يخدم فلسطين، هو لم يضغط عليّ بالرجوع بعد أن انتهيت من الدراسات العليا، لكنّه كان دائمًا يُذّكرني "أنت تعرف كيف تخدم البلد، افعل ما تراه مناسبًا".

  • رحلة البحث عن إنترنت ماذا تحتاج منك؟

تحتاجُ رفيقًا كرفعت العرعير، وقلبًا قويًا للمخاطرة، وطاقة للمشي لمسافات طويلة، وصعود الأماكن العالية للاتصال بشبكات ESIM.

  • بعد الحرب إن بقي لك عُمر.. ماذا يدور في رأسك بشأن ما ستفعله؟

أرغب بالعمل فورًا ضمن مشاريع إعادة إعمار مدينة غزة، خاصة الأماكن الأثرية وتحديدًا مبنى بلدية غزة الرئيس والمسجد العمري الكبير، مدينتنا تحتاج إلى بذل كثير من الجهود، وهو ما أتمنى أن أشارك فيه.

وعد سنعيد بناءها" - البلدة القديمة في غزة بجوار قصر الباشا"
وعد سنعيد بناءها" - البلدة القديمة في غزة بجوار قصر الباشا"

​​​​ومن جهة أخرى، أفكر دائمًا بأهمية تنفيذ مبادرة لتوثيق ما يجري، لأن الأحداث التي نراها يوميًا تحتاج إلى توثيق وتغطية، ولا يوجد ما يكفي من الإعلاميين أو الباحثين للقيام بذلك، آمل أن أتخذ خطوات عملية، لأنه لن يتمكن أحد من توثيق الحرب إلا من عاشها وعايشها.

  • تجمعك أحاديث لطيفة مع الأطفال وضحكاتهم في الأزقة، ماذا تستمد منهم؟

الأطفال هم من يعيدون الضحكة لي، منهم براء ابن أختي هبة الذي لا يزال ضحوكًا، على الرغم مما رآه في الشهور الطاحنة، براء الذي سبق أن سألني "جعان يا خالو كيف أصبر؟".

عاصم مع صغار العائلة
عاصم مع صغار العائلة في غزة.

  •  

    70% من أشجار المدينة اقتُلعت.. هل من شجرة آلمك موتها؟

زرعتُ برفقة جدي مجموعة من الأشجار في أرض لنا في حي التفاح، عنب وتين وزيتون وليمون وغيرها، كلها اقتلعها الاحتلال، لكن يبدو أن شجرة العنب تصر على البقاء لأن هناك فرعًا ما زال حيًا وسيصبح شجرة وارفة يومًا ما.

وردة في تل الهوى لم تتمكن آلة القتل والخراب من قتلها
وردة في تل الهوى بغزة، لم تتمكن آلة القتل والخراب الإسرائيلية من قتلها

  • أخيرًا، وبعد كل ما رأيته.. لو سنحت لك فرصة خارج غزة ولا يفوّتها عاقل.. تُراك تطير؟

حدثَ هذا أساسًا، حصلت على عروض عمل في الخارج قبل الحرب وفي أثنائها. حاليًا لا أفكر إلّا بالعمل من غزة، حتى إذا انتهت الحرب لا يهمني أين سأكون، إلا أني أعلم أنني سأظل في خدمة مدينتي وبلدي؛ بكل تأكيد.

عاصم مع زملائه في العمل ببلدية مدينة غزة
عاصم مع زملائه في العمل ببلدية مدينة غزة