13-أكتوبر-2023
عمال غزة في رام الله حرب غزة 2023

عند مدخل مجمع رام الله الترويحي، يجلس أحد عمال قطاع غزة العالقين في الضفة الغربية، فوق سجادته على الأرض في فناء الساحة، بدا كما لو أنه يجري مكالمة فيديو مع أطفاله وأسرته في غزة.

"ظلت الأمور تحت السيطرة، حتى أعلنت المحافظة والرئاسة تبني كل حاجات عمال غزة، وحينها خرجت الأمور عن السيطرة"، هذا ما قاله (أ. ش). الذي أكد بأن ما يجري هو إهانة للعمال، فالمسؤولين يأتون لالتقاط الصور فقط

هذا العامل وبالرغم من ملامح السعادة على وجهه عندما اطمئن على عائلته من قصف المقاتلات الإسرائيلية، إلا أنه وكغيره من عشرات العمال "مرميين" على الأرض في ساحة المجمع التروحي، فالأعداد في الداخل تفوق الطاقة الاستيعابية، ولا متسع لهم.

أحد العمال كان يرجو شخصًا بدا وأنه مسؤول عن توزيع الفرشات والأغطية، "لماذا أعطيت ذلك الشخص ولم تعطني حتى الآن؟ فأنا انتظر منذ ساعات"، فرد عليه "لأنه كبير في السن"، فأجابه يعني "شايفني صغير؟"، فطالبه بالصبر.

"ظلت الأمور تحت السيطرة، حتى أعلنت المحافظة والرئاسة تبني كل حاجات عمال غزة، وحينها خرجت الأمور عن السيطرة"، هذا ما قاله (أ. ش)؛ منسق إحدى الحملات التطوعية الناشطة في رام الله منذ 10 سنوات.

المتطوع الذي رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية الوضع، أكد بأن ما يجري هو إهانة للعمال، فالمسؤولين يأتون لالتقاط الصور فقط، "وسرد عبارات إنشائية ومن ثم يغادرون".

عمال غزة

وأكد أن إعلان السلطة بتبني جميع احتياجات العمال أوقف الحملات الإغاثية، ولكنها بذات الوقت لم توفر أيًا من متطلبات العمال، مضيفًا أن بعضهم يحتاج لأدوية وآخرين لفراش، ولا يوجد عدد كافٍ من دورات المياه، واصفًا الأوضاع بـ"الفوضوية".

أكد أن إعلان السلطة بتبني جميع احتياجات العمال أوقف الحملات الإغاثية، ولكنها بذات الوقت لم توفر أيًا من متطلبات العمال

تجول فريق الترا فلسطين بين العمال، واستطاع توثيق النقص الحاد في الاحتياجات الأساسية، والذي اضطر العامل أحمد حدايد من خانيونس إلى النوم خارج المجمع، "لا أعرف ما الذي يمكنني فعله، الأعداد كبيرة في الداخل، ولهذا فضلت النوم في الخارج على الأرض بعد أن وفر لي المواطنون فراشًا"، مضيفًا: "قاعدين في العراء بين السما والأرض شو بدنا نساوي".

إلى جانبه كان محمد عمران من خانيونس، رد بأن "الوضع تمام ولكن المكان مكتظ بالعمال"، مما اضطره للنوم في العراء منذ أربعة أيام.

كان يتهامس العمال فيما بينهم بأنه سيتم نقل البعض إلى أريحا، ولكن حتى الآن لا يوجد تنسيق أمني مع الاحتلال، معربين عن استغرابهم من الحاجة إلى تنسيق أمني كي يتوفر لهم مكان، وبأن رغبتهم الحقيقية هي بالرجوع لغزة وليس إلى أريحا.

عمال غزة

هيثم النجار، هو عامل آخر اضطر إلى النوم في العراء منذ الأربعاء الماضي، أما أقاربه الذين وصلوا بعده لم تقدم لهم أي مساعدة بعد، يقول لالترا: "يخلف عليهم الناس ما قصروا"، ولكنه لا يدري متى سيتم نقلهم لمكان آمن ولائق.

يوجد في رام الله والبيرة وبيتونيا أكثر من موقع لإيواء العمال، وعادة يقوم كل عامل بتسجيل بياناته الخاصة فور وصوله للموقع، ويطلب منه التوجه للساحة وانتظار توفير فراش له، ولكن بحسب ما أكده العمال، "قد يستغرق الأمر فترة طويلة"، غير اكتظاظ المواقع وعدم تلبيتها لأدنى الشروط المعيشية اللائقة.