قالت سناء سلامة زوجة الأسير وليد دقة لـ "الترا فلسطين" إن الساعات القادمة حاسمة ومهمة جدًا، فهو يمكث الآن تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، بعد استئصال جزء من رئته اليمنى في عملية جراحية خضع لها في مستشفى "برزيلاي".
زوجة الأسير وليد دقة، سناء سلامة تتحدّث لـ "الترا فلسطين" عن آخر التفاصيل بخصوص صحة وليد الذي يمكث في العناية المكثفة، وعن تفاصيل الحملة المطالبة بإطلاق سراحه..
وداخل غرفة العناية المكثفة في مستشفى "برزيلاي" في مدينة عسقلان، وتحت حراسة اثنين من عناصر شرطة الاحتلال، يمكث الأسير وليد دقة (60 عامًا) تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، بعد تشخيص إصابته بمرض التليف النقوي، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، تطور لديه عن سرطان الدم اللوكيميا.
اقرأ/ي أيضًا: وليد دقة: عن الحب الذي يسمح للمسافة بالانحسار
وبحسب سناء سلامة في حديثها لـ "الترا فلسطين" فإن المستشفى لا يُطلعهم إلا معلومات عامة جدًا عن وضع وليد عبر الهاتف، ويكتفي بالقول إنه في حالة "مستقرة، ولا يوجد تغييرات منذ الأمس، ولا يوجد سخونة يمكن أن تعقد الأمور".
وتمكنت سلامة يوم أمس الأربعاء هي وابنتها الطفلة ميلاد من زيارة وليد عند السابعة صباحًا قبل خضوعه للعملية، ولمدة 10 دقائق "كنّا عنده أنا وميلاد، وكان واعي ومدرك، وتحدثنا معه وقام بإضحاك ميلاد ومداعبتها".
وفي شهر شباط/ فبراير 2020 أنجبت سلامة طفلتها الوحيدة ميلاد عبر نطفة محررة من زوجها الأسير وليد دقة، أحد أقدم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وحول مدى معرفة ميلاد وضع والدها الصحي، تقول سلامة "ميلاد تتحدث حول الموضوع، بالأمس خلال الزيارة قالت لوالدها إنها ستحضر له حقيبة أدواتها الطبيّة التي تلعب بها، كي تقوم بعلاجه وإعطائه الإبرة، وقد ردّ عليها بالموافقة، وأنه لن يسمح للمستشفى بعمل أي إجراء، وأنه سيعتمد عليها فقط. وأضافت: "تعرف ميلاد أن والدها مريض، وقبل أي زيارة له، أقوم بتهيئتها حول الموضوع".
سناء سلامة: وليد لم يبدأ العلاج من مرضه الأساسيّ
أمّا عن تطورات مرضه الرئيس التليف النقوي، أفادت سلامة، أن وليد لم يبدأ بالعلاج حتى الآن من مرضه الأساسي، ولم يأخذ أي أدوية، لأن هذا المرض يثبّط جهاز المناعة، وهو بحاجة الآن إلى كل المناعة والقوة في هذا المرض الجديد الذي جرى فيه استئصال جزء من الرئة اليمنى أمس.
وأوضحت، أن المرض الأساسي لديه، لا يعالج إلا بخضوعه لعملية زراعة نخاع، وأوّلًا يجب أن يخرج من الخطر الفوري الذي يحدث به الآن، بسبب التلوث الذي أصابه وأدخله في دائرة الخطر الشديد، واستدعى استئصال جزء من الرئة.
وناشدت سلامة الجهات السياسية بالتحرك العاجل لإطلاق سراح وليد بعد 38 سنة في الاعتقال لدى الاحتلال وقالت إن "عليهم واجب أخلاقي ووطني، ويجب أن يتحركوا بكل قوة".
اقرأ/ي أيضًا: وليد دقة.. أوديسة الزمن الموازي
وأشارت إلى أنّ العائلة أعلنت عن حملة لإطلاق سراح الأسير وليد دقة، وقد لمست تضامنًا واسعًا ومحبة كبيرة لوليد، وإضافة للجهود الرسمية والحقوقية الأخرى يمكن الوصول إلى نتيجة.
ويوم الأربعاء، أصدرت عائلة وليد دقة بيانًا صحفيًا، قالت إن التدهور الخطير الذي ألمّ به بدأ في 20 آذار/ مارس 2023 نتيجة سياسة الإهمال الطبي لغرض القتل المتعمّد في سجون الاحتلال.
وبينت العائلة، أن وليد يحتاج عناية صحية مكثفة من ناحية الرئتين والكلى والدم، كما يحتاج، من ناحية أخرى، إلى إجراء عملية زرع نخاع بالغة الحساسية، تقتضي بيئة علاجية لا يتوفر الحدّ الأدنى منها في ظل ظروف الأسر، والحراسة المشددة عليه التي تمارسها إدارة السجون.
وطالبت العائلة في بيانها المستوى السياسي الرسمي الفلسطيني، والعربي، ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والإقليمية والدولية بالعمل لأجل الإطلاق الفوري لسراح الأسير وليد دقة لتلقي العلاج في مستشفى بلا قيد، وتتوفر فيه الشروط اللازمة لإنجاح العمليات الطبية التي يحتاجها في ظل حضور عائلته.
كما طالبت بتشكيل عاجل لفريق طبي من العائلة ومؤسسات الأسرى والمؤسسات الحقوقية لزيارة وليد، وكسر ما يمارس على حالته من تعتيم طبي.
نادي الأسير: وليد دقة شكّل من زنزانته الصغيرة، منارة وطنية، وفكرية للإنسانية
من جانبه، حمّل نادي الأسير، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة الأسير وليد دقّة. وقال في بيان له، "إنّ مطلبنا الوحيد اليوم هو التدخل العاجل والفوري، ومن كافة المستويات الوطنية، والدولية، بضرورة الإفراج عن الأسير دقّة، بحيث يتلقى العلاج والرعاية حرًّا، وبجانبه عائلته، بعد كل سنوات أسره البالغة 37 سنة.
وأكّد نادي الأسير، مجددًا أنّ مصير وليد دقّة اليوم هو مصير كافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وعلى الحركة الوطنية الفلسطينية، أن تستعيد دورها الأساس في هذه القضية، على طريق تحريرهم، ونجدد اليوم سؤال أسرانا المستمر عن مصيرهم إلى متى؟
وأضاف النادي، أنّ الأسير دقّة شكّل من زنزانته الصغيرة، منارة وطنية، وفكرية للإنسانية، وعلى مدار 37 عامًا من الأسر، واجه منظومة السّجن بكل أدواتها، ومنها جريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)، التي أوصلته إلى هذه المرحلة الصحيّة الخطيرة، وإلى جانبه المئات من الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الذين يواجهون هذه الجريمة على مدار الساعة.