12-أغسطس-2023
Getty Images

يستعد لاعبو نادي "الوحدات" الأردني لحزم حقائبهم والطيران إلى دولة الإمارات، لمواجهة "شباب الأهلي" الإماراتي، المتورّط في التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

المباراة المقررة الثلاثاء المقبل بين "الوحدات" الأردني و"الأهلي" الإماراتي المُتهم بالتطبيع أحدثت جدلًا واسعًا، وغضبًا لدى الجمهور، دفع 5 أعضاء إدارة للاستقالة

وأوقعت قرعة ملحق دوري "أبطال آسيا" نادي "الوحدات" في مواجهة مباشرة مقررة الثلاثاء المقبل (15 آب/ أغسطس)، مع الأهلي الإماراتي الذي يضم في صفوفه اللاعب مؤنس دبور من الداخل الفلسطيني، الذي يلعب مع المنتخب الإسرائيلي. النادي الإماراتي ذاته، كان أقام مباراة ودية مع نادي "عيروني - طبريا" الإسرائيلي.

ورغم الجدل الواسع لدى مشجّعي المارد الأخضر، إلا أن مجلس إدارة النادي قرر في جلسة رسمية خوض المباراة، وأصدر بيانًا صحفيًا برر فيه موقفه، ما دفع بخمسة من أعضاء مجلس إدارة "الوحدات"، وتحت الضغط الجماهيري للاستقالة، رغم أنهم كانوا صوّتوا لصالح المشاركة، قبل ذلك.

نادي الوحدات المعروف بـ شعبيته الواسعة لدى الفلسطينيين، وارتباطه العاطفي مع القضية الفلسطينية، وخروجه من رحم المعاناة في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في الأردن، أصدر بيانًا برر فيه موقفه بالمشاركة: "حفاظًا على كينونته، وسعيًا لإحباط كل ما شأنه أن يسعى إلى تحييد شمس هذا الصرح الرياضي، وسعيًا لعدم زجّ الأردن بأي شيء من شأنه التسبب بالإحراج لهذا الوطن على صعيد السياسة الخارجية مع الأشقاء العرب".

وأضاف النادي في بيانه "آخذين بعين الاعتبار تقديم مصلحة النادي فوق كل شيء، وعدم جرِّه إلى مستنقع ضحل لا مفر منه، في حال عدم المشاركة في هذه المباراة التي فرضت علينا وليست بمحض إرادتنا".

وعلم "الترا فلسطين" أن التأشيرات صدرت بالفعل للاعبي "الوحدات" للسفر إلى الإمارات، ومن سيتغيّب عن المواجهة الكروية ثلاثة لاعبين فقط، اثنان بسبب الإصابة، ولاعب سوري.

وكان رئيس نادي الوحدات بشار حوامدة قد أصدر هو الآخر بيانًا أكد على موقفه بأنه مع المشاركة، وقال فيه "أنا لن أكون إلا أنا، رافضًا للتطبيع، رافضًا للخنوع، رافضًا للشعبويات، ولأنني أمثّل هذا النادي الكبير بجماهيره المحترمة الشريفة، ولأنني لا أقبل أن أكون ممثلًا بارعًا صاحب شعارات برّاقة واهمة. سأقف في صف النادي وليس بصف المصالح الشخصية".

نادي الوحدات معروف بشعبيته الواسعة لدى الفلسطينيين، وارتباطه العاطفي مع القضية الفلسطينية

وأوضح: "من السهل أن آخذ قرارًا بالانسحاب ودخول التاريخ ببطولة مزيّفة على حساب النادي، وتسجيل موقف شخصي آني، لكن أرى أن مصلحة الوحدات أهم مني، ومن كل مجلس الإدارة".

وأضاف "من منطلق أن اللعب مع مطبِّع ليس تطبيعًا، وانتصارًا لأهلنا في فلسطين، وخاصة الفلسطينيين في مناطق الـ48، أدعو للمشاركة في أضيق حدودها دون مراسم ولا سلام ولا كلام، وإلغاء اتفاقية التوأمة السابقة مع النادي المضيف، وعدم الانسحاب بل مواجهة الموقف بكل شجاعة بعيدًا عن الشعبويات".

وكان "الأهلي الإماراتي" أعلن في 12 تموز/ يوليو الماضي، تعاقده مع اللاعب مؤنس دبور الذي يحمل الجنسية الإسرائيلي، والقادم من نادي "تي اس جي هوفنهايم" الألماني. وخاض النادي الإماراتي في أواخر تموز/ يوليو الماضي مباراة مع "عيروني طبريا" الإسرائيلي في صربيا، انتهت بالتعادل.

وقال الصحفي الأردني المختص بالشأن الرياضي، صالح الراشد لـ "الترا فلسطين" إن الآراء في الأردن توزّعت بين من يرى أنّ اللعب مسموح على اعتبار أن التعامل مع المطبّع ليس تطبيعًا، وبين من يرى أنّ اللعب مع المُطبّع يعد تطبيعًا بالفعل. وإثر ذلك، اجتمع مجلس إدارة نادي الوحدات، ووافقوا على المشاركة جميعًا (عددهم 11 عضوًا).

وأضاف: بعد ذلك استقال 5 أعضاء ممّن كانوا يرفضون المشاركة في البداية، وعدّلوا رأيهم وصوتوا في الاجتماع لصالح المشاركة، ولكن بسبب ضغوط جماهيرية عليهم بعد الموافقة على القرار، تقدّموا باستقالتهم من إدارة النادي للخروج من المأزق أمام قواعدهم الجماهرية، ومن المحتمل أن يستقيل عضو سادس أيضًا، وفي حال حصل ذلك، فسيتم حلّ مجلس الإدارة كاملًا.

ويقلل الراشد من تبعات حل مجلس الإدارة وتعيين لجنة تسيير أعمال، فيما يخصّ المشاركة في المباراة أمام "الأهلي" الإماراتي، لأنّ لجنة تسيير الأعمال لا تستطيع تغيير قرار مجلس الإدارة المنتخب، وبالتالي فإن الاستقالات الحالية لن تؤثّر على مجريات المشاركة في المباراة المقبلة.

ويرى الصحفي الراشد الذي يؤكد أنّه يقف بشكل حاسم ضدّ التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، أنه "لا يجوز ترك الساحة خالية للمطبّعين، وبحسب الأصوات الرافضة للمشاركة فإنّ عددًا كبيرًا من الأندية العربية مُطبّعة إذا واجهت النادي الإماراتي، وبالتالي هذه قاعدة غير منطقية"، على حدّ قوله.

 "اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل": الأهلي الإماراتي غارق في التطبيع مع "إسرائيل"

اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل"، أوسع ائتلاف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات وقيادة حركة المقاطعة (BDS)، حسمت الموقف وأكدت في بيان صحفي على "رفض مشاركة الوحدات في مباراة مع نادي شباب الأهلي الإماراتي التطبيعي ضمن ملحق بطولة دوري أبطال آسيا الثلاثاء المقبل".

وأكدت حركة المقاطعة أنّ "النادي الأهلي الإماراتي غارق في التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي بسبب قيامه بلعب مباراة "ودية" مع نادٍ إسرائيلي صهيوني عيروني - طبريا".

وتوجّهت حركة المقاطعة بتحية إلى "الموقف الشعبي الفلسطيني والأردني الموحّد ضدّ التطبيع، والذي نرى أصداءه ما بين مشجعي ولاعبي نادي الوحدات وبعض أعضاء الهيئة الإدارية في النادي، فضلًا عن شخصيات فنية وسياسية اعتبارية وجماهير الشعبين الأردني والفلسطيني والنقابات المهنية، والحراكات الشعبية التي تقف كلها وقفة واحدة صارمة رافضة للتطبيع بأشكاله، بما فيها الرياضي".

عقوبات وأزمة ماليّة

وبحسب ما نشرته مواقع رياضية متخصصة، فإن نادي "الوحدات" يمر بضائقة مالية كبيرة، وتكاد مديونيّته تقترب من مليوني دينار أردني، ويتوقع أن تعود المشاركة في البطولة الآسيوية على النادي بفوائد مالية.

ويشار إلى أنه في حال اعتذر "الوحدات" عن المشاركة في المباراة مع "الأهلي" الإماراتي، فإن أبرز العقوبات التي سيتعرض لها من الاتحاد الآسيوي دفع غرامة تفوق 20 ألف دولار، إلى جانب حرمانه من البطولات الآسيوية لمدة عامين.