"بابا أنا بحبك"، "مشتاقة كتير أزورك وأحضنك"، بعبارات كهذه عبّر أبناء أسرى من قطاع غزة، عن حرمان الاحتلال لهم من زيارة آبائهم، فكتبوا رسائلهم على قصاصات ورقية، ووضعوها داخل قوارير زجاجية، وألقوا بها إلى البحر.
نظّمت جمعية واعد للأسرى والمحررين، في ميناء غزة، فعاليّة "حروف عبر الأمواج" بمشاركة أطفال أسرى قطاع غزة الذين يحرمهم الاحتلال من زيارة آبائهم في السجون، وكتبوا رسائل تعبّر عن شوقهم
الطفلة نور الفيراني 13 عامًا، من مدينة رفح جنوب القطاع، محرومة من زيارة والدها الأسير منذ 2019، وتقول إن الاحتلال يتذرّع بوجود منع أمني ضدها كما أبلغ الصليب الأحمر عائلتها.
ويعتقل الاحتلال والد الطفلة نور الفيراني منذ 11 سنة، بعد أن حكمته محكمة إسرائيلية بالسّجن لـ14 سنة. تقول إن رسالتها التي ألقتها في البحر لن تصل والدها، لكنّها رسالة للعالم.
الطفل علي نعمان ريحان 14 عامًا، شارك هو الآخر في فعالية إلقاء الرسائل في مياه البحر، وقال لـ "الترا فلسطين" إن الاحتلال يحرم والده المريض من العلاج، ويمنعهم من زيارته منذ ثلاثة أعوام، دون أي سبب.
ويقضي الأسير نعمان ريحان حكمًا بالسجن 20 سنة، أمضى منها 10 سنوات.
وبحسب مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل، فإن الاحتلال الإسرائيلي يحرم نحو 150 من أطفال أسرى قطاع غزة من زيارة آبائهم لأعوام طويلة بذرائع واهية. وأوضح لـ "الترا فلسطين" أن فعالية إلقاء الرسائل في البحر، هدفها إيصال رسالة تُعبّر عن الواقع الصعب الذي يعيشه أطفال أسرى قطاع غزة وعائلاتهم.
ويلفت "قنديل" إلى أن بعض الأطفال لم يتمكنوا من زيارة آبائهم منذ ولادتهم، فيما لم يتمكن أطفال من زيارة آبائهم من 3 إلى 7 سنوات، بحجج وذرائع واهية كالمنع الأمني، أو أنّ الطفل وُلد عبر نطفة مهربة من داخل السجن (سفراء الحرية).
وتابع: حتى الأطفال الذين يسمح لهم بزيارة آبائهم بين حين وآخر، يتعرضون لتفتيش دقيق ويمنعون من دخول دورات المياه أو تناول الطعام والشراب، ومنهم من يتعرضون للإجهاد والتعب الشديد بسبب تعقيدات وإجراءات الاحتلال خلال الزيارة التي تستغرق 16 ساعة متواصلة، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي.
وقال قنديل إن الاتصالات مع الصليب الأحمر لم تنقطع للمطالبة بالسماح لكافة أطفال الأسرى بزيارة آبائهم، وفي بعض الأحيان تم السماح لعدد محدود من أطفال الأسرى بزيارة آبائهم لمرة واحد فقط، فيما لا يوجد برنامج دوري ومحدد لزيارة الأطفال.
