03-أكتوبر-2022
موسم قطف البلح في قطاع غزة (Ahmed Zakot/ Getty)

موسم قطف البلح في قطاع غزة (Ahmed Zakot/ Getty)

غابت أجواء البهجة عن وجوه مزارعي النخيل في قطاع غزة، لدى شروعهم بحصاد ثمار البلح، بسبب ضعف الإنتاج وانخفاضه بنسبة الثلث تقريبًا عن العام الماضي، خصوصًا أصناف "الحياني" و"بنت العيش".

تشتهر مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بزراعة أشجار النخيل، وقد اكتسبت اسمها نسبة لذلك 

ويقول مزارعون التقاهم "الترا فلسطين" إنّ تغيّرات المناخ أثّرت سلبًا على عملية تلقيح النخيل، ما أدى لارتفاع نسبة "التشييص" في الثمار، أي عدم نضوجها، وبقائها صغيرة الحجم. 

محمد أبو قاسم صاحب أكبر مزرعة نخيل في دير البلح وسط قطاع غزة، يوضح أنّ عملية التلقيح في العادة تتم خلال شهر نيسان/ ابريل في ظل أجواء لطيفة، إلا أن العملية تأخرت هذا العام بفعل برودة الجو، ما أحدث خللًا في عملية التلقيح.  

ويبيّن أبو قاسم الذي تضم مزرعته قرابة 450 نخلة، أن إنتاج العام الماضي للنخلة الواحدة بلغ حوالي 300 كيلوغرام، لكنّه انخفض هذا العام إلى 200 كيلوغرام فقط.

SAID KHATIB/Getty
SAID KHATIB/Getty

وثمرة البلح ثمرة حسّاسّة، تحتاج إلى ثلاجات مزوّدة بطاقة شمسية للحفاظ على البلح في درجة تبريد (18 تحت الصفر)، ورغم ذلك فإن سلطات الاحتلال تعيق تصدير ثمار البلح عبر المعابر لعدّة ساعات، وهو ما قد يؤدي لفسادها. 

ظروف التّصدير الصعبة واحدة من جملة أسباب أسهمت في تقليص عدد أشجار النخيل في قطاع غزة، مثلما هو الحال لدى أبو قاسم الذي انخفضت أشجار النخيل في مزرعته من 4 آلاف إلى أقل من 500 نخلة، لأسباب يضاف إليها أيضًا انتشار حشرة "سوسة النخيل" والتي تكلف مكافحتها عشرات آلاف الشواقل، وكذلك انقطاع الكهرباء والمياه لساعات طويلة، إضافة لارتفاع أسعار السماد المستخدم في رعاية أشجار النخيل.

ويتراوح سعر "قنو [قُطف] البلح" بين 20 إلى 25 شيقلًا فقط في قطاع غزة، فيما تباع ثمار الشجرة كاملة بمبلغ 100 شيقل فقط، وفقًا للمزارع أبو قاسم الذي يرى أنّ شجر النخيل أصبح عبئًا علينا، وما تبقى من نخيل في البيارة نحافظ عليه كتراث، وذلك بعدما كانت مزرعتنا من أكبر المزارع. 

 مع بدء موسم حصاد البلح، يلجأ عشرات الباعة لعرض الثمار للبيع على المفترقات العامة في قطاع غزة 

أيسر أبو هداف الذي يعمل في مهنة تنظيف وتلقيح النخيل منذ ربع قرن، يصف موسم جني ثمار البلح هذا العام بـ "السيء جدًا". ويقول في حديثه لـ "الترا فلسطين" إن نسبة "الشيص" في ثمار البلح هذا العام مرتفعة جدًا، وتتراوح ما بين 30 إلى 70 في المئة، في مزارع النخيل المنتشرة في قطاع غزة. 

ويشير أبو هدّاف الأب لخمسة أطفال، إلى أنه كان يتقاضى 15 شيقلًا مقابل "تكريم وتلقيح" كل شجرة، لكن مع تراجع الإنتاج هذا العام انخفض العائد المادي إلى 10 شواقل فقط .

Ahmed Zakot/ Getty
Ahmed Zakot/ Getty

 ويبيّن أن مراحل الاهتمام بشجرة النخيل تبدأ بعملية "التكريم" ويقصد بها تنظيف الشجرة وتقليمها، ومن ثم عملية التلقيح، ويتم ذلك خلال شهري نيسان/ ابريل وأيار/ مايو، وفي شهر تموز/ يوليو يحين "موسم القناوة" وهو ربط قنو أو قطف البلح تخوّفًا من كسره وسقوطه، ويبدأ بعد ذلك موسم "هزّ البلح" وقطفه. 

انخفاض الإنتاج  

المتحدث الفني باسم وزارة الزراعة محمد أبو عودة، أكّد بدوره انخفاض إنتاج موسم حصاد ثمار البلح هذا العام بنسبة 35 في المئة تقريبًا، عن إنتاج العام الماضي، بفعل التغيّرات المناخية.

وأوضح في حديثه لـ "الترا فلسطين" أن كمية الإنتاج هذا العام بلغت طنًا و200 كيلو للدونم الواحد، بكمية إنتاج إجمالية بلغت 10 آلاف طن، فيما بلغت العام الماضي 16 ألف طن. 

صنف البلح الحياني هو الأكثر شيوعًا في غزة، وبنسبة أقل صنف "بنت العيش" وجرى مؤخرًا زراعة البلح الأصفر "البرحي"  

وتُقدّر المساحة المزروعة بالنخيل في قطاع غزة بـ 11،500 دونم، منها 8،500 دونم أشجارها مثمرة، و3 آلاف دونم مزروعة بأشجار صغيرة غير مثمرة، بحسب "أبو عودة" الذي يشير إلى أن التغيّرات المناخية التي مرت بها المنطقة، وانخفاض درجات الحرارة خلال فترات التزهير، أدت لتأخير عملية إخراج الأغاريد المذكرة والمؤنثة، وتأخير عملية الإزهار وعقد الزهور، وبالتالي أثّر ذلك على عملية التلقيح والنضج.

Ahmed Zakot/ Getty
Ahmed Zakot/ Getty

وعادة ما يتم تسويق ثمار البلح بثلاث طرق، الأولى ببيع البلح الأحمر بعد قطافه محليًا، والثانية بيعه بعد ترطيبه، أما الثالثة فتتم عبر تخزينه لعدة أشهر بدرجة حرارة منخفضة، ثم طرحه في الأسواق للبيع شتاءً، كما تتم تحويل كميّات قليلة من البلح لبعض الصناعات التحويلية في غزة لإنتاج العجوة والدبس، فيما يتم تصدير بعض الكميات إلى الضفة الغربية في بعض الأحيان، وفق المتحدث الفني باسم وزارة الزراعة.

SAID KHATIB/Getty
SAID KHATIB/Getty