بواسطة لوح تزلج مهترئ مصنوع من الفلين المقوى، شارك الشاب محمد أبو غانم (24 عامًا) إلى جانب هواة ركوب الأمواج، في فعالية هي الأولى من نوعها، تقام لهذه الرياضة المائية في بحر قطاع غزة.
يفتقر راكبو أمواج بحر غزة لأدوات تُمكنهم من ممارسة الرياضات البحرية، في ظل المنع الإسرائيليّ لدخولها إثر الحصار المفروض على القطاع منذ عقد ونصف
ورغم السعادة البالغة التي شعر بها أبو غانم بعد مشاركته في الفعالية التي نظمتها الاتحاد الفلسطيني للتجديف والشراع، إلا أنه بدا مستاءً من عدم توفّر أبسط الأدوات الخاصة بهذه الرياضة بسبب الحصار الإسرائيلي.
ويضيف أبو غانم أثناء جلوسه على الشاطئ، أنه نجح في شراء لوحي تزلج قبل أعوام بسعر مضاعف عن السعر الحقيقي، إلا أنهما لم يعودا صالحين لممارسة رياضة ركوب الأمواج بعد تعرضهما لكثير من الكسور.
وأشار الشاب العشريني الذي تعلم هذه الرياضة قبل 13 عامًا من والده، بإصبعه إلى خمسة شقوق وكسور تعرض لها لوح ركوب الأمواج الخاص به، مشيرًا إلى أنه قام بإصلاحها بجهد ذاتي نظرًا لعدم توفّر أي ألواح جديدة في قطاع غزة.
وأعرب عن أسفه من أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع مرور كافة معدات هذه الرياضة والملابس الخاصة بها، لافتًا إلى أن بدلة التزلج الخاص به لم تعد تناسب حجمه.
وقال أبو غانم إن منع مرور الأدوات الخاصة بهذه الرياضة يحول دون تطوير مواهبهم في هذه الرياضة المائية، أو تعليمها للشبان الآخرين.
واستخدم المشاركون في الفعالية الرياضية أدوات ركوب أمواج قديمة، لا تتناسب مع البطولات الخاصة برياضة ركوب الأمواج.
ويمارس عدد من الشبان الهواة في قطاع غزة رياضة ركوب الأمواج بواسطة أدوات ركوب قديمة ومهترئة، إلا أنه جرى مؤخرًا تشكيل اتحاد فلسطيني خاصة برعاية هذه الرياضة.
خليل أبو جياب (14 عامًا) كان أصغر المشاركين من بين 15 شخصًا شاركوا في هذه الفعالية، وعلى الرغم من أن أداء أبو جياب كان متواضعًا مقارنة بالشبان الآخرين نظرًا لخبرتهم الكبيرة، إلا أنه بدا واثقًا من قدراته في ممارسة هذه الهواية النادرة في قطاع غزة.
وأعرب أبو جياب عن تمكنه من الحصول على الأدوات الخاصة بممارسة هذه الرياضة، والتي من شأنها تطوير مهاراته وصولًا إلى المشاركة في بطولية عربية ودولية.
من جانبه أكد خلدون أبو سليم رئيس الاتحاد الفلسطيني لرياضة الشراع والتجديف أنّ الاتحاد يسعى إلى احتضان هواة الرياضات البحريّة في غزّة، خاصة فئة الشباب والسيدات من الذين لا تتوفر لهم الإمكانات اللازمة لتطوير هواياتهم في الرياضات البحرية ورياضة ركوب الأمواج.
وقال أبو سليم في حديث لـ "الترا فلسطين"، إن هذه الفعالية الأولى التي ينظمها الاتحاد لركوب الأمواج، معربًا عن أمله من أن يشاهد العالم هذه المواهب من غزة ويقوم بدعمها.
وأشار إلى أن الاتحاد والذي تم تشكيله قبل نحو عام، يعاني من قلة الإمكانيات، إذ لا يتوفر قوارب مخصصة لرياضة التجديف ولا أندية أو مراكز للتدريب. وذكر أن الهدف النهائي للاتحاد هو تأسيس منتخب فلسطيني، قادر على تمثيل فلسطين محليًا وعربيًا في مجال الرياضات البحرية، والتي تشمل رياضة التجديف، وركوب الأمواج، والتزلج على الماء.
وبين أن بلدية غزة قامت بتوفير مقر للاتحاد على شاطئ بحر مدينة غزة، وسيجري خلال الفترة القادمة إنشاء أكاديمية للتجديف لأول مرة على مستوى فلسطين، بهدف خلق نواة وجيل مبدع من الشباب والفتيات حتى يكونوا لاعبين مميزين، للمشاركة في المنتخب الفلسطيني المرتقب.