23-سبتمبر-2022
gettyimages

gettyimages

قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم الجمعة، إنه تم تسليم طلب رسمي إلى الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تنفيذ قرار الجمعية العامة رقم 181 الصادر في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 والذي ينص على تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، بالإضافة إلى القرار رقم 194 الذي ينص على حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من بلادهم خلال النكبة.

السلطة الفلسطينية لن تقبل الاستمرار بالوضع الراهن

وأضاف عباس أن السلطة الفلسطينية لن تقبل الاستمرار بالوضع الراهن، الذي يقوم على التزامها بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل عام 1993، في ظل أنها الطرف الوحيد الذي لم يلتزم بها وأن الاتفاقيات لم تعد قائمةً على أرض الواقع بسبب خرق "إسرائيل" المستمر لها. دون أن يفوت الفرصة من أجل الدعوة إلى جولة جديدة من المفاوضات مع إسرائيل، مشيرًا إلى التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن وخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الذي ألقي يوم أمس في الأمم المتحدة وأعلن فيه التزامه بحل الدولتين، معتبرًا أن جدية هذه المواقف تختبر بالتوجه إلى مفاوضات فورية.

وعدد عباس القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة، مشيرًا إلى صدور مئات القرارات دون تنفيذ، مطالبًا بتنفيذ قرارٍ واحدٍ منها، وهو القرار 181 و194 المرتبط فيه.

واستعرض عباس خلال خطابه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى المجموعات اليمينية الإسرائيلية مطالبًا بإعلانها منظمات إرهابية، بالإضافة إلى الحملة الإسرائيلية على المناهج في مدينة القدس ومحاولتها فرض مناهج جديدة مزورة على مدارس المدينة، والاستيطان المستمر في الضفة الغربية قائلًا: "تقوم (إسرائيل) بحملة مسعورة لمصادرة أراضينا وزرعها بالمستوطنات الاستعمارية ونهب مواردنا، وكأّن هذِه الأرض فارغة وليس لها أصحاب، تمامًا كما فعلت عام 1948. كما تقوم بإطلاق يد الجيش والمستوطنين الإرهابيين الذين يقتلون أبناء شعبنا الفلسطيني في وضح النهار، ويسرقون أراضيهم ومياههم ويحرقون ويهدمون بيوتهم، ويجبرونهم على دفع ثمن الهدم، أو يجبرونهم على هدمها بأيديهم ويقتلعون أشجارهم، كل ذلك بحماية رسمية".

واعتبر عباس أن الممارسات الإسرائيلية السالفة تساهم في تقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية بإشارته إلى إن "إسرائيل لم تُبقِ لنا شيئًا من الأرض لنقيم دولتنا المستقلة في ظل هجمتها الاستيطانية المسعورة، فأين سيعيش شعبنا بحرية وكرامة؟ أين سيُقيم دولته المُستقلة ليعيش بسلام مع جيرانه؟".

وتطرق عباس في خطابه إلى اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، قائلًا: "تقتل إسرائيل أبناء شعبنا بدون حساب، كما فعلت مع الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي قتلت برصاص قناص إسرائيلي، وهي تحمل الجنسية الأمريكية، والتي نطالب بتحقيق العدالة لها، ومع ذلك أجزم أن أمريكا لن تُحاكِم قتلتها من الجيش الإسرائيلي". متطرقًا للدعم الأمريكي الموجه إلى "إسرائيل" منتقدًا هذا الدور بقوله "ما يُثير الدهشة أن دولاً مثل الولايات المتحدة الأمريكية تدعي أنها الحامية للقانون الدولي ولحقوق الإنسان، تُقدم الدعم اللامحدود لإسرائيل، وتحميها من المساءلة والمحاسبة، وتُساعدها على المُضي قُدماً في سياساتها العدوانية، وفي ازدرائها للمجتمع الدولي بأسره، وما كان بمقدور إسرائيل أن تفعل ذلك دون غطاء أو دعم من هذه الدول".

هذا وعبّر عباس عن استعداده لعقد انتخابات رئاسية وتشريعية مؤكدًا على أن السلطة لم تقم بإلغاء الانتخابات، ولكن "إسرائيل" تمنعها من خلال منع حدوثها في القدس، كما جرى في كل الانتخابات السابقة.