13-يونيو-2019

في كل عامٍ تحتفي وسائل الإعلام الإسرائيلية بذكرى "عملية أوبرا" التي نفذها سلاح الجو في جيش الاحتلال، لتدمير المفاعل النووي العراقي بتاريخ 7 حزيران/يونيو 1981.

مراجعة الأدبيات المتعلقة بهذه العملية التي أوردتها وسائل الإعلام ومراكز البحث في ما يتعلق بآلية اتخاذ القرار مهمةٌ لمن يريد تكوين انطباعٍ حول سلوك القيادة السياسية الإسرائيلية في اللحظات الحرجة. لكن الأهم من ذلك، اكتشافك بدون عناءٍ معلوماتٍ هامة لا تكاد تجد حيزًا يليق بها في ذهن القارىء العربي، بدءًا من حقيقة أن المفاعل العراقي لم يُشكل خطرًا عسكريًا فعليًا على إسرائيل يُبرر الدخول في مخاطرةٍ متعددة الأوجه في سبيل تدميره. أما الأمر الآخر فهو تعاون إيران الشاه ثم إيران الخميني في تدمير المفاعل العربي الأول.

إجماع إسرائيلي من المستويات العسكرية والاستخبارية والعلمية أن المفاعل النووي العراقي لم يُشكل خطرًا عسكريًا على إسرائيل

البروفسور أريه ناؤور الذي كان سكرتيرًا للحكومة الإسرائيلية لحظة اتخاذ قرار شن الغارة على مفاعل تموز، أكد في الشهادة التي أدلى بها أن كل المستوى المهني العسكري والاستخباري والعلمي كان يعارض ضرب المفاعل، وقال: "كل قادة الوحدات التي كانت ضالغة بهذا الملف بدءًا من رئيس الموساد ورئيس استخبارات الجيش والمدير العام لجنة الطاقة النووية، كل هؤلاء عارضوا هذه عملية بشكل قاطع".

اقرأ/ي أيضًا: أسرار "الموساد" في إيران وقرب المفاعل النووي العراقي

أما البروفسور عوزي إيفين، المتخصص بالشؤون النووية في جهاز الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش، فقدم في شهادته تفسيرًا علميًا لما ورد في شهادة البروفسور ناؤور، إذ نفى بما لايدع مجالاً للشك الادعاء بأن المفاعل العراقي كان يشكل خطرًا على إسرائيل، وقال: "وضعوا أمامي ملفًا سمينًا جدًا تضمن كل ما تملكه منظومتنا الاستخبارية حول المفاعل الذي بُني في تلك الأيام في العراق، وقالوا لي افحص ذلك وقل لنا ما تعتقد حول ذلك".

وتابع، "بعد أسبوعٍ من العمل في التدقيق والبحث في الوثائق، توصلت إلى استنتاجٍ بأن هذا المفاعل لا يُشكل خطرًا على إسرائيل، وليس بالإمكان بناءُ قنابل نووية بداخله. لقد كتبت ذلك وقدمته للمسؤولين عني، ثم طلبوا إجراء فحصٍ إضافيٍ فأقاموا لجنة إضافية مكونة من أشخاصٍ آخرين ودققوا مجددًا في الوثائق والاستنتاج الذي توصلت إليه، وكانت النتيجة أيضًا أن هذا المفاعل لا يشكل خطرًا على إسرائيل".

آنذاك، استعرضت الحكومة الإسرائيلية المخاطر الناجمة عن شن الغارة على المفاعل النووي، قائد سلاح الجو افترض عدم عودة كل الطيارين المشاركين في الهجوم، واحتمالية أن يلحق أذى باتفاقيةالسلام مع مصر، والخوف من عقوباتٍ دوليةٍ وهجماتٍ مضادةٍ ينفذها العراق، ومن تدخلٍ سوفيتيٍ لصالح بغداد، وبالرغم من كل ذلك أصر بيغين على تدمير المفاعل.

المفاعل العراقي كان سيُحدث طفرة اقتصادية وعمرانية وطبية، وهذا لم ترغب به إسرائيل

شهادة البرفسور عوزي ايفين، يؤكد صحتها العالم النووي العراقي حامد الباهلي، في سلسلة حلقات تلفزيونية قدمها حميد عبد الله وبثتها قناة الفلوجة العراقية، بل إن الباهلي يُفسر إصرار إسرائيل على تدمير المفاعل العربي الأول بأن المفاعل كان سيحدث طفرة اقتصادية وعمرانية وطبية وفي مجال الطاقة الكهربائية، يقطع العراق من خلالها شوطًا كبيرًا من التقدم في الطاقة الذرية التي ستزود العراق بطاقةٍ كهربائيةٍ هائلة، وهذه ستنعكس آثارها الإيجابية في كل مجالات الحياة، وبالطبع فإن ذلك لا يصب في مصلحة إسرائيل التي تعاونت مع إيران الشاه وإيران الخميني، كما قالت صحيفة "كالكيست" العبرية.

صحيفة "كالكليست" العبرية، نشرت احتفاءً بذكرى تدمير المفاعل العراقي تقريرًا مطولاً حمل عنوان، "أوبرا: عندما تعاونت إيران وإسرائيل لتدمير المفاعل العراقي". وبحسب التقرير، فإن المعلومات الاستخبارية والصور الجوية التي التقطتها طائرة فانتوم إيرانية كانت حيوية لتخطيط الغارة الإسرائيلية.

وأضافت الصحيفة، "قبل عملية أوبرا، جرى جمع معلوماتٍ استخباريةٍ بشكل متواصلٍ من جانب إيران وبدعمٍ من الموساد، إيران وإسرائيل تعاونتا استخباريًا بشكلٍ متواصلٍ حتى الثورة الشيعية عام 1979، ولكن بحسب التقديرات فقد تم تبادل معلوماتٍ بين إسرائيل وإيران فيما يتعلق بالمفاعل النووي العراقي".


اقرأ/ي أيضًا: 

آثار منهوبة من العراق في متحف إسرائيلي بالقدس

أسرار المخابرات الإسرائيلية في كتاب.. ماذا جاء فيه؟

إسرائيل تصدر التمور والسلاح والعراق