10-سبتمبر-2023
ضابط لبناني صار جاسوسًا لإسرائيل، يتحدّث عن خلاصة تجربته..

ضابط لبناني صار جاسوسًا لإسرائيل، يتحدّث عن خلاصة تجربته..

"وكأنّك تناولت برتقالة، عصرتها، ثم ألقيت قشرها لسلّة المهملات، هذا ما حل بي". هذه خلاصة حياة الضابط اللبناني السابق (وليد) الذي حوّلته "أقذر" وحدات الجيش الإسرائيلي، إلى "دانيال". وهي نهاية لا تختلف كثيرًا عن مصير كثير ممن سبقوه أو عاصروه. وفي شهادات كثيرة صدرت عن هؤلاء "تعبيرات مشابهة"، ربما الإضافة البلاغية لـ "دانيال" تكمن في تشبيه نفسه بالبرتقالة، فيما الأغلبية يشبّهون أنفسهم بالليمونة.

"وكأنّك تناولت برتقالة، عصرتها، ثم ألقيت قشرها لسلّة المهملات، هذا ما حل بي".. ضابط لبناني صار جاسوسًا لإسرائيل، يقدّم خلاصة تجربته بعد أن تنصّل منه مشغّلوه، وسجنوه..  

الحديث هُنا يدور عن "وليد نقوزي"، أحد ضبّاط الاستخبارات في الجيش اللبناني، واستدرجه عناصر وحدة "504" الخاصّة في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، والمسؤولة عن تشغيل وتجنيد الجواسيس في الخارج وفي مناطق السلطة الفلسطينية.

وعن بداية التورّط، يقول وليد نقوزي الملقّب بـ "دانيال" في شهادته للقناة 12 الإسرائيلية، أنّه وأثناء فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، عبر أحد أصدقائه إلى منطقة "المطلة" وهناك "منحوه" 1000 دولار "هدية لأطفاله". يزعم "وليد" أنه رفض اتلام المبلغ في بادئ الأمر، لكنّه خضع لإلحاهم، وفي المقابل كانوا يوثّقون ما يحدث بالتصوير. ويتذكر ذلك بالقول: "في هذه تلك اللحظة أدركت أنهم أوقعوا بي".

وحدة 504.. الموساد الصغير

"وحدة 504"، نالت الكثير من الأوصاف في وسائل الإعلام العبرية، من بينها "جهاز الموساد الصغير"، و"أقذر وحدات الجيش"، وبمراجعة المقابلات التي أجريت مع كبار ضباطها، يتبيّن أنهم لم يتركوا وسيلة تقود لتجنيد شخص كجاسوس إلا استخدموها، بما في ذلك "ممارسة الجنس".

حاليًا، يعيش "دانيال" في حيفا، وصدر أمر يفرض عليه إخلاء منزله خلال الفترة القليلة المقبلة. وخلال المقابلات التي تجريها معه وسائل إعلام عبرية، لا يكف عن تسوّل العون. وفي تقرير بثّته القناة 12، تحدث عن دوره في خدمة الاستخبارات الإسرائيلية أثناء عمله جاسوسًا، وعن الثمن الشخصي الذي دفعه بفراق أسرته في صيدا بلبنان.

وتحدّث الجاسوس السابق في لقائه مع القناة 12، أنه بات يخشى على حياته من مُشغّليه الذين يعرف أسماءهم الحقيقية". وأشار إلى أنه في عام 1996، جرى استدعاؤه إلى "إسرائيل" عبر قبرص، وخضع لدورة تدريبة، وفي طريق العودة عندما همّ بالصعود إلى طائرة العودة، اتصل به مشغّله وأبلغه بضرورة العودة إلى تل أبيب، وهناك أبلغه بأنه يتوجّب عليه نسيان لبنان والبقاء في "إسرائيل" مدى الحياة، وهذا الإجراء للحفاظ على أسرار اطّلع هو عليها، تتعلق بجواسيس آخرين بقوا في لبنان، وليس حرصًا على حياته.

وأضاف الجاسوس، أنه علم أن "أسرته" باتت هدفًا استخباريًا، وأنه تم اعتقال أفرادها، عندها اتصل بالضابط اللبناني الذي كان مسؤولًا عنها للاستفسار عن مصيرها، فأبلغه أنهم باتوا في قبضة المخابرات السورية، انتهى الاتصال، فاعتقله جهاز المخابرات الإسرائيلية (الشاباك).

ويؤكد الجاسوس أن المحادثة التي أجراها كانت مسجّلة لدى الشاباك، مع ذلك أصروا على اتهامه بأنه تحوّل لجاسوس مزدوج، وفي النهاية أدين بتهمة إبلاغ العدو بمعلومة علنية، وقضت المحكمة بحسبه ثلاث سنوات.

بعد قضاء محكوميته في السجن، تحوّل الضابط اللبناني السابق الذي كان يملك شركة في لبنان لتركيب وصيانة مقاسم الاتصالات الأرضية، سخّرها لخدمة الاستخبارات الإسرائيلية، تحوّل إلى عامل في مصنع بحيفا. بعد ذلك عاد "مُشغل" الجاسوس "دانيال" واتصل به مجددًا، وبنى له قصورًا في الهواء مقابل العمل على تجنيد سوريين بعد اندلاع الحرب هناك، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأوهمه بأنه سيتم منحه منزلًا وراتبًا مدى الحياة، لكن، ومثل تجربته الأولى انتهت الثانية، فبعد أربعة أعوام، ترفض الاستخبارات العسكرية "أمان" التعرّف عليه، وطلب منه إخلاء الشقة التي لا يملك ثمنا إيجارها حاليًا.