أغلقت قوة مشتركة من الأجهزة الأمنية صباح الإثنين، مركز "عصفور فلسطين الثقافي" في مدينة قلقيلية، وصادرت مقتنياته، بعد حملة مضايقات كبيرة تعرض لها المركز خلال الأشهر الماضية.
إغلاق مركز "عصفور فلسطين الثقافي" في قلقيلية من قبل الأمن الفلسطيني، سبقه إغلاق مراكز "آساد" و"بيسان"
وقالت الدكتورة زهرة خدرج مديرة المركز في حديث لـ "الترا فلسطين" إن قوة مكوّنة من 17 مركبة أمن أغلقت مداخل الشوارع المؤدية إلى المركز، قبل أن تقوم باقتحامه وتفتيشه ومصادر مقتنياته من كتب و"مراوح" ومكبّر صوت وثلاجة مياه، ومن ثم إغلاق البوابة الخارجية بقضبان معدنيّة.
وأشارت خدرج إلى أن إغلاق أجهزة الأمن لمركزها الثقافي جاء امتدادًا لسلسلة مضايقات وملاحقات تعرّض لها منذ افتتاحه منتصف العام الماضي.
وتابعت خدرج أنه وبعد ثلاثة أسابيع فقط من افتتاح المركز، تم استدعاؤها من قبل "الأمن الوقائي" و"المخابرات" ثلاث مرات، وإخضاعها للتحقيق حول نشاطات المركز وأهدافه. وشددت على أن مركزها الثقافي مرخّص رسميًا لدى وزارة الاقتصاد كمركز ثقافي، كون بعض النشاطات التي ينظمها مدفوعة، وبيّنت أن المركز مهتم بإحياء مناسبات وطنية ودينية، وتنظيم نشاطات أطفال ومخيمات صيفية.
وقالت خدرج إنها تتعرض لحملة تشويه وتحريض كبيرة من قبل الأجهزة الأمنية التي استدعت عددًا من العاملين في المركز وحققت معهم، إضافة إلى ممارسة ضغوط كبيرة على ضيوف المركز ودفعهم للاعتذار عن تقديم محاضرات وحضور لقاءات.
زهرة خدرج مديرة مركز فلسطين الثقافي في قلقيلية: هناك محاربة لكل إنسان مثقف لا يغرّد وفق ما تهواه الجهات الرسمية المسؤولة
وذكرت أن النائب العام قام مؤخرًا باحتجاز أوراق الترخيص الرسمية التي تخص المركز للتضييق عليها، لافتة إلى أن هذه الأوراق والمستندات مثبته في المحكمة.
وأضافت: "من الواضح أن هناك محاربة لكل إنسان مثقف في المجتمع، لا يغرّد وفق ما تهواه الجهات الرسمية المسؤولة".
وأوضحت أن إغلاق مركزها لم تكن الحالة الأولى، مشيرة إلى إغلاق عدد من المراكز الثقافية سابقًا، كمركزي "آساد" و"بيسان".
"محامون من أجل العدالة" : الإغلاق يأتي في إطار نهج الملاحقة الذي تمارسه الأجهزة الأمنية ضد المجموعات الثقافية والحقوقية الناشطة في الضفة
من جانبه قال مدير مركز "محامون من أجل العدالة" مهند كراجة في حديث لـ "الترا فلسطين" إن إغلاق مركز عصفور فلسطين الثقافي، إجراء غير قانوني، كون أن المركز مرخّص بصورة رسمية، وأوضح أن الإغلاق يأتي في إطار نهج الملاحقة الذي تمارسه الأجهزة الأمنية ضد المجموعات الثقافية والحقوقية الناشطة في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية أغلقت خلال العامين الماضيين أربعة مراكز ثقافية، وشدد على أنه لا يوجد أي سند قانوني لهذه الإغلاقات التي تأتي في إطار ملاحقة العمل السياسي والنقابي والحقوقي الذي يمارسه بعض الأفراد غير المحسوبين على السلطة.
