الترا فلسطين | فريق التحرير
قالت عفاف المدهون (44 عامًا) من غزة، إنها تشعر بحالة من الصدمة بعد اقتطاع جزء كبير من مخصصها الذي صرفته وزارة التنمية الاجتماعية صباح الثلاثاء، بعد تأخير لنحو أربعة أشهر.
نظّم عدد من منتفعي الشؤون الاجتماعيّة في غزة، وقفة احتجاجية رافضة لتقليص مخصصاتهم
وحاولت عفاف الأمّ لثلاثة أطفال أيتام، إخفاء دموعها بعد استلامها مبلغ 370 شيقل فقط. وأوضحت لـ "الترا فلسطين" أنها تنتظر مستحقّات "الشؤون" منذ عدة أشهر لتتمكن من سداد إيجار البيت وتوفير احتياجات أطفالها كع اقتراب المدارس، وعندما حان موعد الصرف تفاجأت بصرف هذا المبلغ الزهيد.
"والله حرام.. والله ظلم".. أنا "بستنى في قبضة الشؤون من السنة للسنة، وعليّ ديون".. ▶️ فيديو | احتجاجات على تقليص مستحقّات 18 ألف أسرة غزّية تتلقى معونات من "الشؤون الاجتماعية".
📷 عبد الكريم سموني #غزة
🔰 تابعوا قناة الترا #فلسطين على تيليغرام: https://t.co/kNLyhu2OKp pic.twitter.com/v3B7UVXmbt
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) August 15, 2023
وجاء تقليص المخصصات في حين أعلن الاتحاد الأوروبي أنه قدم 22 مليون يورو للسلطة الفلسطينية، لدفع المخصصات الاجتماعية من خلال البرنامج الوطني للتحويلات النقدية الذي يستفيد منه 71،162 أسرة فلسطينية ضعيفة، مضيفة أن هناك 37.774 ألف أسرة أخرى تغطيها ميزانية حكومة السلطة الفلسطينية.
وقالت ماريا فيلاسكو، نائبة ممثل الاتحاد الأوروبي، "إن الاتحاد الأوروبي مايزال ملتزمًا بدعم نظام الحماية الاجتماعية الفلسطيني، حتى في ظل الأزمة المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية"، مبينة أن برنامج التحويلات النقدية واجه عقبات مالية غير مسبوقة أكدت ضرورة تضافر الجهود بين الشركاء لضمان استدامة النظام الفلسطيني للمخصصات الاجتماعية.
وأكدت ماريا فيلاسكو، أن "الحماية الاجتماعية هي حق جوهري يشكل احترامه مسؤولية جماعية لأصحاب المسؤولية لحمايته، بحيث يتم ضمان وصول الخدمات الأساسية للجميع".
الاتحاد الأوروبي: قدمنا 22 مليون يورو للسلطة الفلسطينية، لدفع المخصصات الاجتماعية من خلال البرنامج الوطني للتحويلات النقدية الذي يستفيد منه 71،162 أسرة فلسطينية ضعيفة
ونظم عدد من منتفعي الشؤون الاجتماعيّة وقفة احتجاجية أمام بنك فلسطين غرب غزة، احتجاجًا على تقليص مخصصاتهم، فيما أشعل عدد من المنتفعين المحتجين الإطارات المطاطية غضبًا على تقليص المخصصات.
المسن خضر الغول (75 عامًا) بدا في حالة غضب بعد استلامه هو الآخر مبلغ 370 شيقلًا، متسائلًا بحرقة: "لمين هدول؟ وإيش بدي اعمل فيهم؟".
وأضاف: أنا مريض سرطان، وكفيف وليس لدي أولاد، وهذا المبلغ لا يكفي لتلبية احتياجاتي الأساسية وشراء الأدوية الخاصة بحالتي.
الشاب المريض عادل حسب الله (40 عامًا)، قال إنه كان يتلقى مخصصًا بقيمة 750 شيقلًا، لكنه تفاجأ اليوم، وبعد أشهر من تأخر صرف المخصصات بخصم 400 شيقل.
وأضاف بلهجة غاضبة: صاحب المنزل بانتظاري لسداد إيجاب البيت، ولدي خمسة أطفال بحاجة إلى شراء كسوة المدارس، وهذا المبلغ لا يفي بأقل التزاماتي وحاجة بيتي.
وناشد حسب الله المسؤولين بأن يشعروا بهم، متسائلًا: "إيش اسوي.. أنام في الشارع انا واولادي؟".
من جانبه، وصف المتحدث باسم الهيئة العليا للمطالبة بحقوق الفقراء ومنتفعي الشؤون الاجتماعية صبحي المغربي، الاستقطاعات التي طالبت مخصصات الشؤون الاجتماعية بـ "المجزرة مكتملة الأركان".
وقال خلال مؤتمر صحفي، "إن الحكومة الفلسطينية في رام الله، ووزير ماليتها شكري بشارة ارتكبوا مجزرة بحق الأسر الأكثر فقرًا، والنساء الأكثر هشاشة، وذوي الإعاقة وكبار السن والمرضى".
وأضاف: بينما كانت تلك الأسر تنتظر بفارغ الصبر لحظة صرف شيكات الشؤون تفاجأنا بتقليص قيمة الدفعة إلى ما يعادل مائة دولار لأكثر من 17 ألف أسرة.
وتابع المغربي، كان من المفروض أن تصرف الحكومة مساهمتها لدفعة أغسطس/آب 2023 لما مجموعه أكثر من 17 ألف أسرة بما قيمته 23 مليون شيقل، إلا أنها صرفت ما نسبته %28 في المئة من المبلغ بواقع 6 مليون شيقل، بمتوسط 365 شيقل لكل أسرة، حيث كانت أغلب الأسر تحصل على مبالغ تصل ما بين 750 - 1800 شيقل.
وذكر "أن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي أوفوا بالتزاماتهم وصرفوا كامل الدفعة لتلك الحالات وعددها أكثر من 57 ألف أسرة تقريبًا. وطالب المغربي "السلطة الفلسطينية بالكف عن العبث في قوت الفقراء، ووضعهم على رأس أولوياتها، وتحمل المسؤولية الكاملة".
وأعلن وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد مجدلاني، أول أمس الأحد، صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية للأسر الفقيرة في الضفة وغزة اليوم الثلاثاء دون تحديد قيمتها.
