30-أغسطس-2023
RONALDO SCHEMIDT/ Getty Images

RONALDO SCHEMIDT/ Getty Images

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

أظهرت معطيات نشرتها صحيفة "معاريف" أن مجموعات يهودية متطرّفة نفذت خلال الشهرين المنصرمين 40 هجومًا ضدّ السكان المسيحيين في القدس المحتلة. وأشارت إلى أنّ اضطهاد المسيحيين تمارسه الشرطة الإسرائيلية بالتواطؤ مع المعتدين، لافتةً إلى أنه في إحدى المرّات تم منع آلاف المسيحيين من تأدية طقوسهم على جبل طابور.

مجموعات يهودية متطرّفة نفذت خلال الشهرين المنصرمين 40 هجومًا ضدّ السكان المسيحيين في القدس المحتلة. واضطهاد المسيحيين تمارسه الشرطة الإسرائيلية بالتواطؤ مع المعتدين

ونشرت الصحيفة مقالًا مطوّلًا لمعلّقها السياسي "ران إديليست حمل عنوان: "موجة الهجمات على المسيحيين يجب أن تكون أيضًا موضع اهتمام منظمي الاحتجاجات".

ولفت إيدليست في مقاله إلى أنه في الشهرين الأخيرين، وقع نحو 40 هجومًا عنيفًا ضد السكان المسيحيين في القدس وحدها، وتشمل مجموعة الهجمات تحطيم شواهد قبور، واقتحام الكنائس، والطلب من كاهن ألماني إزالة الصليب عن صدره عندما رافق مغنية ألمانية في زيارتها لحائط البراق. كما اقتحم بعض اليهود كنيسة على جبل صهيون، وعندما طُلب منهم المغادرة قاوموا وصرخوا "جبل صهيون ملك للشعب اليهودي"، مضيفًا "هذا ليس كفاح المسيحيين فقط، بل هو كفاح كل من لا تشبه دولته إسرائيل، دولة نتنياهو".

وفسّر المعلق السياسي المخضرم تصاعد الهجمات ضد المسيحيين في القدس وبقية المدن والقرى الفلسطينية داخل الخط الأخضر، بالقول: "الحكومة الإسرائيلية الحالية عازمة على خلق هوية يهودية إسرائيلية جديدة. وهي تدوس في طريقها كل أولئك الذين لا يصطفون مع اليهودي الجديد وفقاً للترتيب التالي: الفلسطينيون، ثم المهاجرين الباحثين عن عمل، واللاجئون، والسود، والإسرائيليون الصفر الديمقراطيون الليبراليون، والهدف الأخير: المسيحيون. الشعب المسيحي والعادات والرموز المقدسة، وكل ذلك من الإفرازات السامة لحكومة اليمين، ففي شهر أيار/ مايو الماضي شارك نائب رئيس بلدية القدس آريه كينغ في مظاهرة عاصفة أمام مؤتمر للمسيحيين انعقد في وسط المدينة".

وجاء في المقال أن "المنفذين ليسوا أشخاصًا هامشيين وخارج دائرة صنع القرار في إسرائيل"، مضيفًا أنه "في السنوات السابقة، كانت الحرب ضد المسيحيين تتم من قبل مجموعات يهودية هامشية وحاخامات هامشيين. وهكذا أيضًا جرى التطرّق إلى إحراق كنيسة الخبز والسمك على شاطئ بحيرة طبريا في ذلك الوقت. ومنذ انتخاب الحكومة، وخاصة منذ تعيين أعضاء الجناح المتطرف في المجتمع الإسرائيلي وزراء وأعضاء كنيست في مناصب بالغة التأثير، بدأ سباق محموم لقمع أنشطة الديانات الأخرى، بما في ذلك المسيحية. القدس هي قلب الخلاف بين اليهود والمسيحيين الفلسطينيين".

واستشهد المعلق السياسي للصحيفة بأمثلة لتواطؤ شرطة الاحتلال مع المعتدين على المسيحيين ومقدساتهم، إذ جرى الإفراج عن رجل يهودي حطم تمثالًا للسيد المسيح بحجة أنه مجنون. كما جرى وصف اقتحام مجموعات يهودية لكنيسة في حيفا بأنه "فعل غير جنائي". وعلّق كاتب المقال على ذلك قائلًا: "دومًا، عندما يتشبع الهواء بالسم الجماعي، سيتم العثور على المجنون وقد كسر تمثالًا للسيد المسيح عند مدخل كنيسة، وورد أنه دخل إلى مستشفى للأمراض النفسية. وكلما اقتحمت مجموعة من اليهود المتشددين كنيسة في حيفا بدعوى أنها قبر قديس يهودي. وردُّ الشرطة المعتاد هو "في معظم الحالات يكون السلوك مثيرًا للاشمئزاز ولكنه لا يصل مستوى الفعل الإجرامي".

وتروي الصحيفة قصة اضطهاد المسيحيين التي تنفذها أذرع حكومة الاحتلال لمنع المسيحيين من أداء أحد طقوسهم الدينية بالقول: "لقد تم تحطيم الرقم القياسي للمعاملة السيئة قبل نحو ثلاثة أسابيع، عندما منعت الشرطة آلاف الأشخاص من تسلق جبل طابور في الجليل كجزء من احتفال ديني عادي. وقدّر منظم الفعالية نيابة عن وزارة الداخلية والمجلس المحلي أن أكثر من 3000 مؤمن من خارج إسرائيل حضروا احتفالات هذا العام، بما في ذلك من اليونان ورومانيا وصربيا". 

ووفقًا للصحيفة العبرية: "تتجمع مئات السيارات والباصات مثل كل عام في شهر آب/ أغسطس عند سفح جبل طابور للصعود إلى الكنيسة في أعلى الجبل، وحسب اعتقادهم تجلى السيد المسيح في المكان. وكان في استقبالهم أمر موقّع من قائد المنطقة يمنعهم من صعود الجبل، ومتحدث باسم طواقم الإطفاء يحذرهم من مشاكل تتعلق بالسلامة. فمن ناحية، يعد هذا غباءً حكوميًا في مواجهة هيئة دولية تمثل 349 كنيسة في جميع أنحاء البلاد العالم، بما في ذلك حوالي 590 مليون شخص. في المقابل، زعيم المسيحيون الأرثوذكس في "إسرائيل"، هو البطريرك ثيوفيليوس الثالث، الذي لم يُسمع صوته لسبب ما منذ طرد أتباعه من جبل طابور الكنيسة اليونانية. إنه يقوم بفحص الإجراءات القانونية، ينوي المحامي ديك الكشف عن التسلسل القيادي الذي أصدر أمر إغلاق الجبل".