21-أكتوبر-2023
نتنياهو غولدا مائير

الترا فلسطين | فريق التحرير

فاجأت عملية طوفان الأقصى جهاز استخبارات الاحتلال، وتعالت أصوات إسرائيلية تنتقد أداء حكومة نتنياهو وفشل الجدار الأمني، الذي يفصل قطاع غزة عن غلافه، بتحقيق أهدافه المطلوبة. 

وفي حين يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللوم على هجوم حركة حماس، إذ وجد استطلاع للرأي أن 86% من الإسرائيليين يعتبرون الهجوم المفاجئ هو فشل لـ "قيادة البلاد"، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها الفشل الاستخباراتي بدعوات لاستقالة رئيس الوزراء.

فشل "إسرائيل" في توقع هجوم حرب أكتوبر  أدى إلى إقالة العديد من القادة العسكريين الرئيسيين، بمن فيهم رئيس أركان الاحتلال ديفيد العازار.

قبل 50 عامًا ويوم واحد بالضبط من طوفان الأقصى؛ وقعت سلسلة من الأحداث المماثلة بشكل مخيف على المسرح العالمي: حرب أكتوبر. 

في عام 1973، وسط توترات حادة حول "إسرائيل" وفلسطين، نفذت قوات التحالف العربي بقيادة مصر وسوريا هجومًا مفاجئًا، ونجحت في طرد الاحتلال، لبعض الوقت، من مرتفعات الجولان المحتلة وشبه جزيرة سيناء.

كتبت مجلة The Intercept، أن المخابرات الإسرائيلية آنذاك لاحظت الحشد العسكري المصري، لكنها ظنته مجرد تدريبات عسكرية، وهو خطأ كررته المخابرات الإسرائيلية الأسبوع الماضي.

كما قالت المجلة إن تقريرًا رفع عنه السرية عام 2000، كشف فشل الاستخبارات الأمريكية أيضًا بتوقع الهجوم المصري، على الرغم من العلامات "الوفيرة"، ففي عام 1973، كان روبرت غيتس، الذي عمل آنذاك محللًا في وكالة المخابرات الأمريكية المركزية، كان يقدم تقريرًا حول عدم احتمالية نشوب صراع عسكري في الشرق الأوسط في اللحظة التي علم فيها بحرب أكتوبر. 

وأكد كاتب المقال، في The Intercept، أنه بالنسبة لمؤرخي الاستخبارات، فإن حرب أكتوبر 1973 أصبحت مرادفًا للـ "فشل الاستخباراتي"، نقلًا عن تقرير أصدره مركز وكالة المخابرات المركزية حول الحرب.

غولدا مائير، التي كانت تتقلد منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، تلقت انتقادات كبيرة بسبب فشل حكومتها بتوقع الهجوم وتجاهل التحذيرات، وهذا الفشل الاستخباراتي لازم حزبها وحكومتها. 

مجلة The Intercept: حكومة بينيامين نتنياهو سوف تواجه انتقادات حادة بعيد انتهاء حرب غزة 2023.

وقدمت لجنة أغرانات الإسرائيلية وقتها تقريرها المؤقت إلى الحكومة في 2 أبريل/نيسان 1974، التي أُنشئت للتحقيق في أسباب فشل "إسرائيل" في توقع الهجوم، وعدم استعدادها لخوض قتال في بداية الحرب. أثار التقرير غضبًا شعبيًا واسعًا، كما وثق مركز التعليم الإسرائيلي، ما أدى إلى إقالة العديد من القادة العسكريين الرئيسيين، بمن فيهم رئيس الأركان ديفيد العازار.

لم يورط التقرير غولدا مائير بشكل مباشر، لكن الانتقادات العلنية تصاعدت ضدها وضد وزير جيش الاحتلال آنذاك موشيه ديان في الأيام التي تلت صدوره، ومع تزايد الانتقادات ضد الحكومة، واجهت غولدا مائير صعوبة متزايدة في الحفاظ على ائتلافها الذي هدد حكم حزب العمل، حسب مصادر إسرائيلية. 

ويذكر مركز التعليم الإسرائيلي أنه في 10 أبريل/نيسان  1974، وبعد أسبوع من النقاش العام والمكثف والاتهامات المتبادلة، أعلنت غولدا مائير استقالتها في اجتماع لحزب العمل، وذلك بعد شهر واحد فقط من تشكيل الحكومة الإسرائيلية الـ16 في أعقاب انتخابات ديسمبر /كانون الأول 1973.

حرب أكتوبر والانتقاد الذي يتعرض له رئيس الوزراء الإسرائيلي، يشيران إلى أنه ليس من البعيد أن يواجه بنيامين نتنياهو المصير ذاته، إذ لايزال يواجه هجومًا متكررًا بسبب تجاهله التحذيرات حول عملية طوفان الأقصى ، والتي أكدتها صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية. 

المعلومات التي تقدمها الاستطلاعات تشير، كما ينقل تقرير The Intercept، إلى أن حكومة بينيامين نتنياهو سوف تواجه انتقادات حادة بعيد انتهاء حرب غزة 2023، ما يعني اضطراره إلى تقديم استقالته.