06-نوفمبر-2023
gettyimages

نشرت صحيفة "هآرتس"، تحليلًا لمعلقها العسكري عاموس هرئيل حمل عنوان "الصبر الأمريكي قد ينفذ بشأن العملية البرية في غضون أسابيع قليلة"، وقال فيه: "ليس لدى إسرائيل وقت غير محدود لمحاربة حماس، كما أن مجال المناورة المتاح من بايدن يتقلص"، كما شكك المقال بصحة معطيات نشرها أحد كبار الضباط عن العدوان البري على قطاع غزة.

واستهلت الصحيفة المقال التحليلي، بالإشارة إلى أنه: "رغم أن القتال يتركز في قطاع غزة، إلا أن المخاوف من التصعيد على الحدود اللبنانية تجددت ليلة الأحد. في فترة ما بعد الظهر، أطلق حزب الله صاروخًا مضادًا للدبابات على صهريج مياه بالقرب من كيبوتس يفتاح في الجليل الأعلى. وقُتل الذي كان يقود الناقلة. ردًا على ذلك، هاجمت طائرة مُسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي مركبة على الجانب اللبناني"، مما أدى إلى استشهاد جدة وأحفادها الأطفال.

رغم تأكيد التقرير على الدعم الأمريكي الواسع، إلّا أنّه يشكك في إمكانية استمراره بشكلٍ طويل على نفس النهج القائم

أما بالنسبة لقطاع غزة، ووفقًا للصحيفة: "ففي نهاية اليوم 30 للحرب، من الأفضل ألا نخدع أنفسنا. ليس لدى إسرائيل وقت غير محدود لمحاربة حماس في قطاع غزة. وحتى عندما يتحدث رئيس الوزراء ووزير الأمن ومسؤولون آخرون عن حرب ستستمر طالما كان ذلك ضروريًا، ووعدوا بالقضاء على حكم حماس وقتل يحيى السنوار، لا يمكن تجاهل عواقب الحرب على الساحة الدولية تمامًا. حتى بالنسبة للولايات المتحدة، الداعم الأكبر لإسرائيل، والتي قدمت مساعدات سياسية وعسكرية غير مسبوقة، هناك اعتبارات أخرى يتعين عليها أن تأخذها في الاعتبار".

وأوضحت الصحيفة أن: "الرسائل من الرئيس الأمريكي جو بايدن والبنتاغون ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي زار إسرائيل في نهاية الأسبوع، تدور حول ذلك. هل يفقد الأمريكيون صبرهم وينسحبون إلى حد ما من دعمهم الذي لا هوادة فيه للتحرك الإسرائيلي ضد حماس؟ يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن هذا الأمر يتعلق أكثر بالتوقيت. والجواب، وفقًا لبعض التقديرات، هو بين عيد الشكر (23 تشرين الثاني/ نوفمبر)، وعشية عيد الميلاد (24 كانون الأول/ ديسمبر)".

ويضيف التحليل: "الإدارة الأمريكية منزعجة، بعد المحادثات الأخيرة مع إسرائيل، مما تعتبره واشنطن غيابًا خطيرًا لخطة عمل حقيقية. ويرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ فترة طويلة مناقشة الوضع النهائي الذي يطمح إليه في نهاية الحرب. وهو يركز على الوعود بتدمير حكم حماس، لكنه لا يوضح كيف ينوي تحقيق ذلك، في حين أن معظم جهود الجيش الإسرائيلي تتركز الآن على شمال قطاع غزة".

وأشارت الصحيفة إلى أنه: "على الرغم من أن بايدن أظهر مشاعر لا هوادة فيها لصالح إسرائيل بعد 7 أكتوبر، ودعم تصريحاته بإرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة، إلا أن لديه أيضًا ساحة سياسية داخلية يجب أن يأخذها في الاعتبار. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، ستطرح أسئلة حول إمكانية التدخل الأمريكي في حرب أخرى في الشرق الأوسط، قد يكون مجال المناورة المتاح للرئيس الأمريكي أضيق. وتزداد هذه المشكلة عمقًا، في ضوء الاستطلاع غير المشجع لبايدن الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز وانتفاضة الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي بسبب مقتل مدنيين فلسطينيين في غارات الجيش الإسرائيلي في غزة. ودعم بايدن لإسرائيل يجعل الأمر صعبًا، بالنسبة له بين الشباب وبين السود واللاتينيين، وهي المجموعات الأكثر تشككًا في أدائه".

ورأت الصحيفة أن: "دخول القوات الإسرائيلية إلى العملية البرية في قلب مدينة غزة يزيد بشكل كبير من مخاطر الأخطاء. أولًا، أثناء إنقاذ القوة التي تحتاج إلى مساعدة جوية، فقد يتعرض العديد من المدنيين للأذى. وثانيًا، بسبب كثافة المناطق التي يجري فيها القتال، إذ يصاب المزيد من المدنيين، والعدو الآخر لخطط الجيش الإسرائيلي هو الطقس، فالظروف المعيشية في قطاع غزة، بسبب الحرب، صعبة للغاية، والشتاء لم يصل بعد إلى المنطقة، ولكن في غضون أسابيع قليلة، قطاع غزة، سيغرق في الوحل أيضًا بسبب الدمار الواسع النطاق. وفي ظل هذه الظروف، سيكون من الصعب الحفاظ على البنية التحتية العاملة للمياه والصرف الصحي. ولا تزال العديد من جثث السكان مدفونة تحت الأنقاض. قد تتطور هنا أزمة ستشمل أيضًا تفشي الأمراض المعدية - ويتفاقم خطر ذلك في ظل الاكتظاظ الهائل في الجزء الجنوبي من القطاع، والذي تم إجلاء جزء كبير من سكان الشمال إليه".

لكن الصحيفة تشير إلى رؤية إسرائيلية أخرى تناقض التفاؤل الرسمي الإسرائيلي بشأن تقدم العملية البرية، إذ "قدم اللواء احتياط جيورا آيلاند توقعات متشائمة يوم الثلاثاء فيما يتعلق بتقدم العملية البرية"، وقال في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية: "لا نرى أي بوادر انكسار في حماس. نراهم ينفذون عمليات منسقة ومعقدة باستخدام الطائرات المُسيّرة ومدافع الهاون والصواريخ المضادة للدبابات. هؤلاء ليسوا أفرادًا يقاتلون من أجل حياتهم، بل منظومة ناجحة يمكنها  نقل القوات من مكان إلى آخر، ويسيطرون على ما لا يقل عن 80% من تحت الأرض ويعرفون كيفية الرد بسرعة على ما نقوم به. لا تزال غزة أكبر منطقة محصنة في العالم".

ويشكك بالتلميح المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، بالمعطيات الرسمية الصادرة عن الجيش بشأن إنجازات العدوان على غزة، ويقول: "من ناحية أخرى، وفي ما يبدو أنه محاولة لرفع الروح المعنوية الوطنية، ادعى مسؤول عسكري كبير للصحفيين أنه حتى الآن قُتل حوالي 20 ألف فلسطيني في هجمات الجيش الإسرائيلي، معظمهم مسلح".

ويعلق على ذلك بالقول: إن "الجزء الأول غير صحيح، بحسب تقديرات الجانب الفلسطيني، التي تتحدث عن نصف هذا العدد، رغم وجود المئات تحت الأنقاض، أما نسبة المسلحين إلى المدنيين، فإنه، حتى في العمليات الأصغر في قطاع غزة، كان أكثر من نصف القتلى عادة من غير الضالعين بالقتال".