20-مارس-2024
حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا

حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا

الترا فلسطين | فريق التحرير 

فند تحقيق لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشهيدين الصحفيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا بأن الهجوم عليهما كان "ردًا على تهديد مباشر"، بعد أن اتهمهم بأنهم ينتمون لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.  

واعتمد التحقيق على تحليل الفيديوهات التي التقطها ثريا باستخدام طائرة بدون طيار "الدرون"، وذلك بعد استرداد اللقطات من بطاقة ذاكرة من مكان الهجوم وإرسالها إلى شركة إنتاج فلسطينية في تركيا. ولم تظهر اللقطات أي جنود أو طائرات أو معدات عسكرية إسرائيلية أخرى. 

قال صحفيون فلسطينيون إن "إسرائيل" لم تصدر أي حظر أو قيود رسمية على الطائرات بدون طيار، التي وصفوها بأنها أدوات قوية لنقل حجم الدمار الذي خلفته الحرب

كذلك اعتمد التحقيق على شهادة 14 شاهدًا وصحفيًا كانوا متواجدين بالمكان. 

ووجدت الصحيفة أن كلا الشهيدين قد مرا عبر نقاط التفتيش الإسرائيلي في طريقهما إلى الجنوب في وقت مبكر من الحرب؛ وقد تمت الموافقة على مغادرة الدحدوح لغزة، وهو الذي يعتبر أمر نادر جدًا ومن غير المرجح أن يُمنح لـ"مسلح" معروف. 

 وأظهرت المقاطع التي التقطها ثريا مراسلين يرتدون سترات صحفية زرقاء وهم يقومون بمسح كتلة من الأسلاك والخرسانة المشوهة. وأطفال يشاهدون الرجال وهم ينتشلون جثامين الشهداء، فيما يقوم عمال الدفاع المدني بتغطية الجثامين بالبطانيات ويحملونها بعيدًا.

وتتضمن اللقطات 38 مقطعًا وتستمر لمدة تزيد قليلاً عن 11 دقيقة. ويظهر ثريا في بعض الأحيان وهو ينظر إلى جهاز التحكم في الطائرة بدون طيار ويتيح للآخرين النظر إلى الشاشة، وأظهر للحظات المناظر الطبيعية في الشمال الغربي والجنوب الغربي من المبنى المتضرر، على بعد حوالي ميل في كل اتجاه، ولا تظهر في اللقطات أي قوات أو طائرات أو معدات عسكرية إسرائيلية أخرى.

حمزة الدحدوح
حمزة الدحدوح (اليسار) مع شقيقه الشهيد محمود (اليمين)

وقال ويليام جودهيند، وهو باحث في Contested Ground، وهو مشروع بحثي يتتبع التحركات العسكرية في صور الأقمار الصناعية، لصحيفة واشنطن بوست، إنه لم يعثر على أي علامة على وجود "مركبات مدرعة، وشاحنات عسكرية، ومعاقل، وسواتر، و/أو نقاط إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون". وحدد نقطة تفتيش تابعة للاحتلال على بعد حوالي نصف ميل شمال غرب موقع إطلاق الطائرة بدون طيار، لكنه قال إنه من غير الواضح ما إذا كانت لا تزال قيد الاستخدام.

وتطرقت الصحيفة أيضًا للوثيقة التي نشرها الاحتلال ومؤرخة في يونيو/حزيران 2022 تحمل شعار واسم لواء القدس، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، وظهر اسم الدحدوح بجانب بند بقيمة 224 دولارًا. وذكر الجيش الإسرائيلي وثيقة ثانية في البيان، يُزعم أنها تسمي ثريا كنائب قائد فرقة في كتيبة القادسية التابعة لكتيبة مدينة غزة التابعة لحماس، لكنه لم يعلن عن الوثيقة ولم يستجب لطلبات عديدة لمراجعتها. ورفض جيش الاحتلال أيضًا الإجابة على أسئلة أخرى حول الوثائق. 

مصطفى ثريا
الشهيد الصحفي مصطفى ثريا

وقال إريك سكاري، مؤرخ وباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة أوسلو والذي كتب كتابًا عن تاريخ الجهاد الإسلامي في فلسطين: " قد يكون الأمر حقيقيًا، لكن لا شيء قدمه الجيش الإسرائيلي حتى الآن يؤكد ذلك"، مضيفًا أن  استخدام اللغة، وخاصة صياغة المناطق الجغرافية، كان غير عادي، كما هو الحال مع مزيج النص الإنجليزي والعربية في وثيقة يفترض أنها مخصصة للاستخدام الداخلي.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن، في بيان له، إن طائراته "حددت وأصابت إرهابيًا كان يقود طائرة تشكل تهديدًا لقوات الجيش". 

إحدى اللقطات التي صورها مصطفى ثريا
إحدى اللقطات التي صورها مصطفى ثريا | واشنطن بوست

وفي اليوم التالي، بدا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يتراجع عن موقفه: "كل صحفي يموت، إنه أمر مؤسف"، وقال لشبكة NBC ، إن الطائرة بدون طيار جعلتهم يبدون وكأنهم "إرهابيين".

وفي بيان جديد بتاريخ 10 يناير، قال الجيش الإسرائيلي إن الطائرة بدون طيار شكلت "تهديدًا فوريًا" للجنود القريبين، على الرغم من أن الغارة حدثت بعد حوالي 15 دقيقة من توقف الثريا عن التسجيل، وشاركت الصحيفة لقطات الثريا مع الجيش الإسرائيلي وسألت عما إذا كان بإمكانها تحديد أي لحظات تشكل فيها الطائرة بدون طيار تهديدًا لقواتها، فأجاب جيش الاحتلال: "ليس لدينا ما نضيفه".

إحدى اللقطات التي صورها مصطفى ثريا
إحدى اللقطات التي صورها مصطفى ثريا | واشنطن بوست

وجاء في بيان 10 كانون الثاني (يناير) أيضًا أن إدارة المخابرات العسكرية الإسرائيلية أكدت أن دحدوح وثريا عضوان في الجهاد الإسلامي وحماس على التوالي.

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، إن تبرير الجيش الإسرائيلي للضربة يتناسب مع "نمط من ردود الفعل التي حددناها حتى قبل هذه الحرب"، وهي "التهرب من المسؤولية، وإلقاء اتهامات الإرهاب على الصحفيين". 

وقال صحفيون فلسطينيون إن "إسرائيل" لم تصدر أي حظر أو قيود رسمية على الطائرات بدون طيار، التي وصفوها بأنها أدوات قوية لنقل حجم الدمار الذي خلفته الحرب.