14-يناير-2024
100 يوم من العدوان.. إبادة جماعية وتهجير وتحذيرات أممية

صورة من سديروت تظهر الدمار في شمال قطاع غزة | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | فريق التحرير

دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه المئة، مخلفًا ما يُقارب 24 ألف شهيد ارتقوا في ألفي مجزرة إسرائيلية، وآلاف المفقودين، وعشرات آلاف الجرحى، إلى جانب دمار غير مسبوق في البنية التحتية والمؤسسات الرسمية والأهلية، وسط أحاديث إسرائيلية عن "تهجير غزة"، وتحذيرات أممية من انهيار القطاع الصحي في قطاع غزة، ومستقبل كارثي في حال استمرار العدوان.

يقدر عدد الشهداء والمفقودين بأكثر من 30 ألف، و70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء

وأعلنت وزارة الصحة، يوم الأحد، أن عدد الشهداء في قطاع غزة ارتفع إلى 23 ألفًا و968 شهيدًا، و60 ألفًا و582 جريحًا، مبينة أن 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء. ومايزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. ويقدر عدد الشهداء والمفقودين بأكثر من 30 ألف.

وأفادت وزارة الصحة بأن جيش الاحتلال قتل 337 شخصًا من الكادر الصحي، واعتقل 99 آخرين في ظروف قاسية، كما تعمد استهداف 150 مؤسسة صحية، وأخرج 30 مستشفى و53 مركزً صحيًا عن الخدمة وتدمير 121 سيارة إسعاف.

وبحسب مكتب الإعلام الحكومي، فإن بين الشهداء 45 شهيدًا من الدفاع المدني، و117 شهيدًا صحفيًا.

وأجبر جيش الاحتلال نحو مليوني فلسطيني على النزوح من منازلهم، أكثر من نصفهم تكدسوا في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، وبينهم من نزحوا أكثر من مرة نتيجة توسع نطاق العدوان تدريجيًا، وهم يعيشون في ظروف قاسية، حيث تنعدم مياه الشرب والكهرباء ولا يتوفر الطعام والخبز إلا بصعوبة شديدة، وعلى ذلك فإنهم يعانون من مخاطر المجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة.

وأوضح مكتب الإعلام الحكومي أن 400 ألف شخص أصيبوا بأمراض معدية، وهناك 6,200 إصابة بحاجة للسفر للعلاج لإنقاذ الحياة، في حين لم يسافر سوى 707 جريحًا فقط.

وأسفر العدوان الإسرائيلي عن تدمير 69 ألف و300 وحدة سكنية كليًا، و290 ألف وحدة سكنية جزئيًا، إضافة إلى 200 موقع أثري وتراثي.

أسفر العدوان الإسرائيلي عن تدمير 69 ألف و300 وحدة سكنية كليًا، و290 ألف وحدة سكنية جزئيًا، إضافة إلى 200 موقع أثري وتراثي.

كما أدى العدوان إلى تدمير 95 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و295 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، و145 مسجدًا تدميرًا كليًا، و243 مسجدًا تدميرًا جزئيًا، إضافة إلى تدمير ثلاث كنائس.

وتكرر انقطاع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي، وآخر ذلك انقطاعها لثلاثة أيام متتالية، ومازالت متواصلة حتى يوم الأحد 14 كانون ثاني/يناير، وقد استشهد الموظفان في شركة الاتصالات "بالتل"، نادر أبو حجاج وبهاء الريس، وقد قتلا إثر استهداف سيارة تابعة للشركة بقذيفة إسرائيلية، أثناء محاولتهما إصلاح خلل نتج العدوان الإسرائيلي في خانيونس جنوب قطاع غزة.

ماذا تقول الأمم المتحدة؟

وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، قال إن الموظفين الأمميين الذين زاروا شمال قطاع غزة قالوا إن "المشهد كان مروعًا بشكل لا يوصف، حيث تركت الجثث ملقاة في الطرقات، وأشخاص يظهرون عليهم علامات المجاعة يوقفون الشاحنات بحثًا عن أي شيء يساعدهم على البقاء على قيد الحياة".

وقبل أيام، حذر مارتن غريفيث من انهيار القطاع الصحي في قطاع غزة، وأن هذا يعني أن النساء الحوامل لن يستطعن وضع المواليد، والأطفال لن يستطيعوا الحصول على اللقاحات، والمرضى والجرحى لن يستطيعوا الحصول على العلاج، يعني أن الناس سيموتون. ويواصل غريفيث تكرار دعواته إلى "وقف الحرب فورًا".

من جانبه، المفوض العام لوكالة الغوث والتشغيل "أونروا" فيليب لازاريني، قال إن المئة يوم الماضية كانت بمثابة 100 عام لسكان غزة، حيث شهدت غزة "الموت الجماعي والدمار والتشريد والجوع والخسارة والحزن".

وأكد فيليب لازاريني، أن الفلسطينيين تعرضوا لأكبر تهجير منذ عام 1948 بسبب القصف"، مؤكداً أن معظم سكان غزة، بما في ذلك الأطفال، سيحملون الجروح الجسدية والنفسية الناجمة عن الهجمات مدى الحياة.

فيليب لازاريني: المئة يوم الماضية كانت بمثابة 100 عام لسكان غزة.. مارتن غريفيث: المشهد في غزة مروع بشكل لا يوصف

وأوضح لازاريني، أن جيش الاحتلال ألقى على قطاع غزة 65 ألف طن من المتفجرات خلال 100 يوم، طالت الأحياء السكنية ومراكز الإيواء والمستشفيات والبنية التحتية وكل شيء من حجر وبشر.

أمام هذا المشهد كله، خرج رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو عشية اليوم المئة من العدوان، وقال: "لن يوقفنا أحد، لا لاهاي ولا أي شخص آخر"، مؤكدًا استمرار العدوان على قطاع غزة، رغم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.

ويترقب الفلسطينيون والعالم القرار الذي ستصدره محكمة العدل الدولية في الدعوى، وإن كانت ستقبل الدعوى وتصدر قرارها بوقف العدوان على قطاع غزة للاشتباه بارتكاب إسرائيل جرائم حرب، أو إن كانت سترفض الدعوى من أساسها.