28-مارس-2021

صورة أرشيفية - gettyimages

أظهرت معطياتٌ نشرتها وزارة الصحة فارقًا كبيرًا جدًا في العدد الإجمالي لعملية التطعيم بين الأرقام المعلن عنها يوم الخميس والأرقام التي تم إعلانها السبت.

عدد المواطنين المطعمين يوم الجمعة تضاعف 14 مرة عن الأيام السابقة، رغم أنه يوم إجازة رسمية

وبحسب التقرير الوبائي الذي نشرته الوزارة ظهر يوم أمس (السبت)، فإن عدد المواطنين المطعمين بلغ 64.103 ألف مواطن، رغم أن العدد ظهر يوم الجمعة كان 33.534 ألف مواطن، ما يعني أنه خلال يوم الجمعة (إجازة رسمية) ارتفع عدد المواطنين المطعمين بفارق 30.569 ألف مواطن، 29,243 منهم في الضفة الغربية فقط.

اقرأ/ي أيضًا: 3 تحديات تواجه نشر التطعيم في فلسطين

وبالعودة للمعطيات الواردة في تقارير وزارة الصحة، الأسبوع الماضي، يتبين أن هذا العدد من الجرعات ليس اعتياديًا، ففي اليوم الأول من حملة التطعيم تم تسجيل 1291 جرعة فقط في الضفة، بينما يوم الخميس ارتفع عدد الجرعات التي تم التطعيم بها (في الضفة) إلى 2,763 جرعة. ما يعني أن عدد الجرعات المسجل أنه تم التطعيم بها يوم الجمعة تضاعف 14 مرة عن الأيام السابقة، رغم أنه يوم إجازة رسمية.

يوم الخميس، 25 آذار/مارس الجاري، تواجد الترا فلسطين بحدود الساعة 12:40 ظهرًا في مديرية صحة رام الله، وشاهدنا موظفي الوزارة يبلغون كل من يصل بعد هذا الوقت بعدم وجود لقاحات، وأن عليهم العودة يوم الأحد، ما يؤكد أنه لا يتم تطعيم أي شخص يومي الجمعة والسبت.

أكد موظفون في مديرية صحة رام الله ظهر يوم الخميس أن الجرعات نفدت، وأن التطعيم لا يتم يومي الجمعة والسبت

أجرينا اتصالات مع مسؤولين في وزارة الصحة بحثًا عن توضيح للجهات التي تلقت هذه المطاعيم، لكن لم يرد على اتصالاتنا سوى مدير الخدمات الطبية المساندة أسامة النجار، وهو عضو في لجنة الوبائيات، وقد أجاب على سؤالنا بأنه لاحظ الزيادة في الأرقام، وأنها ربما تكون نتيجة خطأ.

اقرأ/ي أيضًا: 7 إجابات رئيسة حول فعالية لقاح كورونا وخطورته

طلب النجار منا الحصول على توضيح من الناطق باسم الوزارة كمال الشخرة، إلا أن هاتف الأخير مغلقٌ حتى لحظة نشر هذا التقرير.

وكانت وزارة الصحة أعلنت يوم الأربعاء 17 آذار الجاري أنها تسلمت 37440 ألف جرعة من لقاح فايزر، و24 ألف جرعة من لقاح استرازينيكا. لكن منذ اليوم الثاني لحملة التطعيم يؤكد مواطنون رافقوا ذويهم في عملية التطعيم أن اللقاح المستخدم هو استرازينيكا فقط. وهذا ما أكده لنا طواقم التمريض في مديرية رام الله يوم الخميس.

النجار: ربما حدث خطأ في الأرقام (..) ولقاح فايزر للحالات التي لديها مشاكل في المناعة

ولدى سؤالنا النجار عن أسباب منح لقاح استرازينيكا فقط، أجاب، "كان في توجه أن لقاح الفايزر يقدم لحالات بعض المرضى الذين لديهم مشكلة في المناعة، وهو أفضل شيء (فايرز) أن يعطى لهذه الحلات، وأن يعطى للطواقم الطبية".

اقرأ/ي أيضًا: خوف من المستشفيات في زمن كورونا واتهامات بالتقصير والإهمال

ورصد الترا فلسطين تجاوزات (موثقة لدينا) في التطعيم يوم الخميس الماضي، من بينها أن سيدة حضرت إلى مديرية الصحة وسألت عن التطعيم، وكان ذلك بعد صرف المواطنين بدعوى انتهاء الجرعات المتوفرة، وصرحت للمسؤول بأن عمرها 55 سنة عندما سألها عن ذلك، ولم يتم صرفها رغم أن اللقاحات في المرحلة الأولى لفوق 75 سنة، بل طلب منها الانتظار كي تأخذ اللقاح إذا بقي منه شيئًا.

من جانبه، تحدث الخبير في الرعاية الصحية شداد عبد الحق لـ الترا فلسطين عن سير عملية التطعيم في أسبوعها الأول، قبل القفزة في عدد الجرعات التي أعلنت عنها الوزارة السبت. يؤكد عبد الحق، أن عملية التطعيم في الشق الإجرائي بطيئة، إذ لا يجوز أن يبقى التطعيم في مركز واحد في كل محافظة، بل يجب أن تكون سريعة ومتشعبة، وأن يتم نشر أكبر عدد من مراكز التطعيم في المدن والقرى.

خبير رعاية صحية: عملية التطعيم في الشق الإجرائي بطيئة، والفئات التي لها الأولوية فضفاضة

وأكد عبد الحق أنه لا يوجد لديه أي تحفظ تجاه لقاح استرازينكا، لكنه شدَّد على وجوب أن تقوم وزارة الصحة بتوضيح أكبر حول الفئات التي أعلنت عنها من حيث الأولوية في أخذ اللقاح، واصفًا ما تم الإعلان عنه بأنها "فئات فضفاضة".

اقرأ/ي أيضًا:  شبهات "تجاوز" لإجراءات الوقاية من كورونا في المستشفيات

وأضاف، "عندما نتحدث عن مرضى السرطان يجب أن نحدد هل المريض الذي يعالج بالكيماوي أم الإشعاع أم كل الحالات، وهل هناك تقييد أم لا، وهل يشمل المرضى الحاليين أم المتعافين منهم، أو الطرفين".

وتابع، "بخصوص مرضى الكلى، هل المقصود مرضى زراعة الكلى؟ أم مرضى غسيل الكلى؟ أم مرضى الفشل الكلوي ما قبل الغسيل".

وأشار عبد الحق إلى أن هذه المشاكل "سوف نواجهها في الفئات الأوسع عندما نصل إلى تطعيم الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى تفاصيل أكثر".

خبير رعاية صحية: تم وضع بعض الفئات ضمن أولويات التطعيم دون أي سند علمي

رصدنا يوم الخميس في مديرية صحة رام الله أيضًا، حضور شخص مع والدته التي تنوي القيام بعملية قلب مفتوح بعد أيام كي تأخذ اللقاح، في البداية تم الرد عليه بأنه الجرعات انتهت ويجب أن يعود يوم الأحد، لكن عندما أصرَّ ابنها طلب منه الانتظار.

وعندما علم الموظف المسؤول عن التطعيم أن السيدة ستخضع لعملية قلب مفتوح رفض تطعيمها، خوفًا من أن يكون الطعم مضرًا بها، لكنه وافق أخيرًا أمام إصرار نجلها، بشرط أن يتم التطعيم على مسؤولية نجلها.

وأظهر شداد عبد الحق تحفظه على وضع بعض الفئات ضمن أولويات التطعيم دون أي سند علمي، مثل رجال الدين وكوادر المحافظات والصحافيين ورجال الأمن على "حواجز المحبة"، قائلاً: "الأكثر عرضة للفايروس  


اقرأ/ي أيضًا: 

أوبئة غيرت وجه الحياة في فلسطين

الكارنتينا: تاريخ الحجر الصحي في فلسطين