منذ حوالي الشهر ونحن نتابعُ غزة جمعةً جمعة، نشاهدها تنتفض بشكلٍ جديد وفي عددٍ مهول ضمن مسيرات العودة الكبرى، الجميع ينتفض، ولا أظن أحدًا منّا ينسى لون السماء الأسود بعد حرق الكاوشوك في ثاني جمعة.
جاءت هذه الجُمُعات باسم مسيرات العودة الكبرى والتي انطلقت بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض 30 آذار/ مارس لصنعِ تكتيكٍ جديد في إدارة الصراع مع الاحتلال عبر أفكار ناتجة عن مبادراتٍ شبابية.
عرض فيلم "بيسان" التي انتشلها الشهيد الصحفي ياسر مرتجى من تحت الأنقاض، ومناقشة أهميّة وآفاق مسيرات العودة، خلال ندوة في معهد الدوحة
استشهدَ إلى اليوم في هذه المسيرات 44 فلسطينيًا، ومنهم كان ياسر مرتجى (31 عامًا)، الشهيد الصحفي كان يغطي الأحداث على الحدود ونقاط الاشتباك مع الإسرائيليين حيث استشهد في الجمعة الثانية.
اقرأ/ي أيضًا: فيديو | غزة حزينة.. ياسر مرتجى شهيدًا
يوم السبت (28 نيسان/ ابريل) نظّمت مجموعة "الروزنا الشبابية" ونادي فلسطين في معهد الدوحة للدراسات العليا، إضافة إلى الصالون السياسي التابع لبرنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية في المعهد، عرضًا لفيلم "بيسان" الذي يحكي قصة الطفلة بيسان التي انتُشِلَت من تحت ركام منزلها في حرب غزة 2014، ووثقَ إنقاذها ياسر الشهيد، تلا ذلك جلسةٌ نقاشية مع الإعلامي تامر المسحال، والباحث محمد العيلة.
يحكى الفيلم قصة الطفلة بيسان، وجاء اختياره لأنّ ياسر هو من وثَّقَ وصوَّرَ انتشالها من تحت الركام بعد أن قضت 9 ساعات متواصلة دونَ أن يجدها أحد بعد مجزرة حيّ الشجاعية 2014. وبعد عرض الفيلم عُرضَ مقطعٌ قصير يصوَّر لحظة استشهاد ياسر وجزء من تشييع جثمانه.
اقرأ/ي أيضًا: فيديو | ساقي الثوّار..
سرد الإعلامي تامر المسحال مجموعةً من الأمثلة حول الصعوبات وأشكال الموت التي يتعرض لها الصحفيون في غزة وحول إشكالية عدم وجود حق تلقي العلاج أو صعوبة حتى الانتقال خارجها لتلقيه، حيث يتوفى الأطفال والجرحى حين يصل موعد الانتقال للعلاج.
وقال الصحفي المسحال إنّهم سيبدأون التحقيق في اغتيال ياسر الذي كان يبعد عن الجدار الفاصل لحظة قنصه برصاصة من النوع المتفجّر، أدّت لانفجار تدريجيّ في الأعضاء؛ الكبد، الطحال، والكلى إلى أن انفجر الشريان الأورطي. وأشار إلى مزاعم وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، حين ادّعى أنّ ياسر كان يطيّر آلة تصوير، رغم أن الفيديوهات والصور نفت هذه المزاعم.
وتحدث المسحال عن حالة المأساة الإنسانية ووجود الصحفي في مواجهة هذه الأقدار والقصص المؤلمة التي تواجههم في حالات الحروب، وأعطى أمثلة عن كيفية التعامل معها وعن صعوبة الحالات، مثل صعوبة تبليغ الأهل بوفاة أحد أطفالهم. وشرحَ صعوبة الوجود في غزة من حصارٍ استمر لأكثر من 10 سنوات.
اقرأ/ي أيضًا: صور | مقاومة سلميّة في غزة.. إليكم أدواتها
أمّا الباحث في معهد الدوحة محمد العيلة، فقدّم شرحًا موسعًا عن مسيرات العودة الكبرى في غزة، وقال إنّ الفصائل بمجموعها تبنت وأدارت المسيرات التي تمركزت في خمس نقاط اشتباك رئيسة داخل قطاع غزة، وتحدّث عن أهمية آليات المقاومة الشعبية ودورها المختلف في قلبِ موازين القوى وتحييد القوة العسكرية لما سيصاحبها من ردود فعل وضغوط دولية على إسرائيل.
وشرحَ العيلة عن مميزات هذه المسيرات بكونها تتبع أسلوبًا جديدًا ومختلفًا بكونها في البداية هي نقطة توافق فلسطيني-فلسطيني وفلسطيني-إقليمي، ومن خلالها تعاد تشكيل سردية القضية الفلسطينية دوليًا، وتحارب تزييف الوعي العربي حول القضية الفلسطينية لوقف تسارع التطبيع العربي، كما سببت مشكلةً داخل إسرائيل والدول المساندة لها لطريقة تعامل جيش الاحتلال مع المتظاهرين السلميين.
اقرأ/ي أيضًا: مسيرات العودة: مشاهد لا تُنسى.. صور وفيديو
كما تحدّث العيلة عن ما تعنيه هذه المسيرات سياسيًا، وأثرها على الوضع في غزة، من حيث استخدامها كأداة للضغط وفك الحصار عن طريق توجيه الغضب تجاه إسرائيل، وضرورته كأداة ضغط لعدم نقل السفارة الأمريكية للقدس، وأشار إلى ضرورة التروي في قراءة نتائج المسيرات لأنها ستكون بعيدة المدى على الصعيد السياسي الدولي، وحتى على صعيد الأفراد وصولًا للجيل الناشئ.
وبيّن أنّ لهذه المسيرات أثرٌ في إحياء روح الوطنية على مختلف الأجيال، وتحديدًا الجيل الفلسطيني الجديد، بالإضافة للتحول الفردي والحزبي من إدارة الصراع عبر أحادية أدوات المقاومة إلى تبني المقاومة الشاملة متعددة الأدوات والآليات.
[[{"fid":"71697","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":380,"width":507,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]
[[{"fid":"71698","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":380,"width":507,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]
[[{"fid":"71699","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"3":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":380,"width":507,"class":"media-element file-default","data-delta":"3"}}]]
[[{"fid":"71700","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"4":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":380,"width":507,"class":"media-element file-default","data-delta":"4"}}]]
اقرأ/ي أيضًا:
فيديو | "طفل البصل".. أيقونة أخرى لـ مسيرات العودة
مسيرات العودة.. هل تُذيب جليد 70 سنة لجوء؟