بعد ملاحقات وعدّة محاولات اغتيال، تمكنت قوات إسرائيليّة خاصّة صباح الثلاثاء، من قتل الشاب إبراهيم النابلسي، أحد مسلحي "كتائب شهداء الأقصى" في البلدة القديمة بمدينة نابلس.
19 عامًا فقط، كان عمر إبراهيم النابلسي حين استشهد، لكنّ رحيله ترك أثرًا في الشارع الفلسطيني
جيش الاحتلال الإسرائيلي ذكر في بيان، أنه وفي عملية مشتركة مع جهاز الشاباك تم قتل إبراهيم النابلسي في مدينة نابلس، بعد استهداف منزل تحصّن فيه مع مسلّح آخر (إسلام صبوح) بصواريخ محمولة على الكتف.
▶️ مقطع فيديو نشره الاحتلال، يوثق الاشتباكات التي شهدتها البلدة القديمة في #نابلس صباح اليوم، وأدّت لارتقاء إبراهيم النابلسي ورفيقه إسلام صبوح، ولاحقًا الفتى حسين طه.
✅ تابعوا الترا فلسطين على تيليغرام: https://t.co/kNLyhu2OKp pic.twitter.com/gOtZKu0LUw
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) August 9, 2022
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الشهيد إبراهيم علاء نابلسي (19 عامًا) هو من مواليد تشرين أول/ اكتوبر 2003، وقد أصيب برصاصة من النوع الحيّ في الرأس، ما أدّى لاستشهاده.
من هو النابلسي؟
في بداية شهر شباط/ فبراير الماضي، بدأ اسم إبراهيم النابلسي يظهر على الساحة الفلسطينية، عقب اغتيال قوة إسرائيليّة خاصة ثلاثة مسلحين من كتائب شهداء الأقصى في منطقة المخفية بنابلس، وهم أدهم مبروكة وأشرف مبسلط، ومحمد الدخيل.
تضاربت الأنباء وقتها إن كان "النابلسي" من بين الشهداء الثلاثة سيما وأن المسلحين الثلاثة هم أصدقاء له ومن نفس المجموعة المسلّحة، قبل أن يُحسم الأمر باستشهاد الدخيل.
وفي ذلك اليوم 8 شباط/ فبراير الماضي، خرج النابلسي بسلاحه ليشارك في تشييع جثامين رفاقه الثلاثة، كان يذرف الدموع، فيما الإعلام الإسرائيلي يحرّض على ظهوره العلني، مشيرًا إلى أنّ النابلسي يتحدى "إسرائيل" بظهوره المسلّح في حينه.
هُنا بدأت رحلة "النابلسي" مع "المطاردة"، وتوالت بعد ذلك محاولات جيش الاحتلال الوصول إليه، لتصفيته. وكانت آخر محاولات اغتيال النابلسي قبل نحو أسبوعين، وبالتحديد يوم 24 تموز/ يوليو الماضي، إذ استُشهد في اشتباك مسلّح يومها عبود صبح (29 عامًا)، ومحمد العزيزي (22 عامًا)، وخرج النابلسي للمرة الثانية ليشارك في تشييع رفاقه، بشكل علني أيضًا، وظهر حاملًا نعش أحد الشّهداء مخاطبًا إيّاه "نيّالك".
شهيد يودع شهيد … الشهيد إبراهيم النابلسي في وداع رفيق دربه الشهيد ابو صالح قبل عدة ايام. pic.twitter.com/wQjA56HbxS
— Hisham Abu Shaqrah (@HShaqrah) August 9, 2022
واتّهم جيش الاحتلال الإسرائيلي الشّهيد "النابلسي" بالمسؤولية عن هجمات إطلاق نار على مستوطنين وجنود في منطقة نابلس ومحيطها، بما في ذلك عمليات إطلاق نار على مجمع قبر يوسف الواقع شرق المدينة، والذي يقتحمه المستوطنون من حين لآخر.
الإعلان عن إصابة العقيد روي زويغ قائد جيش الاحتلال في منطقة شمال الضفة الغربية، ومستوطنين آخرين، إثر تعرضهم لإطلاق نار أثناء اقتحام "قبر يوسف" في نابلس، قبل أن يتم إخلاء المنطقة.
وفقًا للإذاعة العامة الإسرائيلية فإن حالة المصابين الثلاثة طفيفة. pic.twitter.com/uFR0nSvusT
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) June 30, 2022
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، النابلسي وهو يشتبك مع جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال مداهمات في نابلس.
شاهد مشهد لرفاق درب إبراهيم النابلسي يحاولون سحبه من مكان اشتباك خشية عليه لكنه أستمر.
رِجالٌ عاهدوا الله ان لا يموتوا الا شهداء. pic.twitter.com/G8VgO0Saa7
— #القدس_ينتفض 🇵🇸 (@MyPalestine0) August 9, 2022
وفي 30 حزيران/ يونيو الماضي، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أن ضابطًا رفيعًا في جيش الاحتلال وجنودًا، وثلاثة مستوطنين، أصيبوا في إطلاق نار بمدينة نابلس. وأضافت أن قائد لواء شمالي الضفة، العقيد روعي تسفايغ، أصيب جرّاء عملية إطلاق نيران من فلسطينيين باتجاه مئات المستوطنين الذين اقتحموا منطقة قبر يوسف تحت حماية قوات الاحتلال لإقامة احتفالات وصلوات توراتية.
النابلسي الذي اعتاد على الظهور العلني، قال في إحدى اللقاءات الصحفية، إنّه يرفض تسليم نفسه ولن يصل إليه الاحتلال إلا بعد اغتياله، وقال إن الشهادة هي "أمنيته"، وأضاف أنه حلمه وحلم كل الشعب الفلسطيني أن تتحرر البلاد، مضيفًا أنّه سيظل على "هذا الدرب" حتّى التحرير.
وقبيل استشهاده بدقائق، أرسل النابلسي تسجيلًا صوتيًا إلى أصدقائه ومعارفه، قال فيه "أنا استشهدت يا شباب، أنا بحب أمي، وحافظوا على الوطن من بعدي، وبوصيكم (أوصيكم) وصية بحياة عرضكم ما حدا يترك البارودة، بشرف عرضكم.. أنا محاصر وراح استشهد".
وبعد استشهاد إبراهيم النابلسي، وصلت والدته إلى مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، وقالت بلهجة يملؤها الفخر: "إبراهيم انتصر.. إبراهيم طخوه، بس في 100 إبراهيم، وكلكم إبراهيم". وأثناء التشييع وبينما كان المشيّعون يهتفون، بدأت والدة إبراهيم "تزغرد" رافعةً علامة النّصر.
أما والد إبراهيم النابلسي، فقد وصف نجله الشهيد بأنه كان مطارِدًا لجنود الاحتلال وليس مُطارَدًا، مضيفًا: "وين ما كان يسمع في دخول للجيش كان يطلعلهم، والشهادة مصير كل إنسان حرّ وشريف".