08-أغسطس-2023
 Nasser Ishtayeh/ Getty Images

Nasser Ishtayeh/ Getty Images

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

رجّح المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، أن يتواطأ القضاء الإسرائيلي مع المستوطنين الإرهابيين الذين هاجموا قرية برقة شرق رام الله، وقتلوا الشاب قصي معطان (19 عامًا) مثلما جرى في حالات مشابهة. وأكّد أن هذه المجموعات المتطرّفة تحظى بدعم الأحزاب التي تحتل سدة الحكم في تل أبيب.

عاموس هرئيل: القضاء الإسرائيلي سيتواطأ مع المستوطنين الإرهابيين الذين هاجموا قرية برقة شرق رام الله، وقتلوا الشاب قصي معطان (19 عامًا) مثلما جرى في حالات مشابهة 

وكتب "هرئيل" مقالًا تحليليًا تحت عنوان: "يتلقى المشاغبون في الضفة الغربية رياح دعم تتيح لهم تقديم أنفسهم كضحايا، والاستمرار في تنفيذ أجندتهم". وأشار إلى أنه إذا اعتمدنا على الحوادث السابقة، فمن المشكوك فيه أن يتم اتهام أي شخص بارتكاب هذا العمل. الحملات الدعائية السّامة ضد كبار العسكريين الضباط، والإدانات الضعيفة من أعضاء الائتلاف الحكومي هي تعبير آخر عن سيطرة المستوطنين المتطرفين على السلطة.

وعبّر الكاتب الإسرائيلي "هرئيل" عن يقينه بأن القاتل ومجموعته لن يحاكموا "سنخاطر برهان: لن يُحاكم المستوطن الذي اعتقل بتهمة قتل الشاب الفلسطيني قصي معطان في قرية برقة شرق رام الله بتهمة القتل. ومن المشكوك فيه أن يتم توجيه الاتهام إليه على الإطلاق. حقيقة أن الحادث وقع في يوم السبت لم تمنع المستوطنين من صياغة ونشر رواية فورية من شأنها أن تقدم مطلق النار على أنه ضحية بريئة. وسنسمع قريبًا أنها جولة دراسية لشباب يهود تمنّوا الخير، لكنهم وقعوا في كمين وحشي من قبل الفلسطينيين المتعطشين للدماء، لن يكون هناك مشكلة في تجنيد الوزراء وأعضاء الكنيست والصحفيين والمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي لصالح هذا الخط الدفاعي".

هرئيل: لن يُحاكم المستوطن الذي اعتقل بتهمة قتل قصي معطان في قرية برقة شرق رام الله بتهمة القتل.ومن المشكوك فيه أن يتم توجيه الاتهام إليه على الإطلاق 

الصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أنس أبو عرقوب، قال في تعقيب لـ "الترا فلسطين" إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ووزرائه امتنعوا عن إدانة أو استنكار الهجوم الإرهابي على برقة،  وحتى عندما اتصل نتنياهو برئيس جهاز "الشاباك"، بعد حملة التحريض اليمينية التي استهدفته عقب تحذيره من أنّ الإرهاب اليهودي سيدفع الفلسطينيين لتنفيذ عمليات انتقام ردًا على الجرائم، أبلغه أنه يرفض التحريض ضدّ "الشاباك"، لكنّه لم يعرب عن رفضه للإرهاب اليهودي.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير قد أشاد بالقاتل، وقال إنه يستحق وسامًا.

وقبل ذلك أعربت هار مليج عضو الكنيست عن حزب "القوة اليهودية" الذي ينتمي له القاتل، عن تعاطفها معه بالقول "لقد تم اعتقاله بدل تكريمه".

وطالب المعلّق العسكري لصحيفة "هآرتس" بالتوقف عن وصف المستوطنين الإرهابيين بـ"فتية التلال" لأن استخدام هذا التعبير يوحي أنّ من السهل وصف هذا الحدث بأنه هيجان آخر في التلال، وهذا الوصف يقلل من خطورته، المعتقلان ليسا مراهقين، وكثير من المستوطنين الذين توجهوا نحو قرية برقة لم يكونوا مثلهما. أولئك الذين يأتون إلى هناك في وقت مثل هذا، بعد حوادث متعددة في المنطقة مؤخرًا، لا يريدون تكوين صداقات جديد في تلك القرية".

ورأى كاتب المقال أن تصاعد هجمات المستوطنين الإرهابيين وانتقاداتهم لقادة جيش الاحتلال، نابعة من دعم الائتلاف الحكومي وأعضاء الكنيست لهم: "يشعر الجناح المتطرف والعنيف من المستوطنين أن الحكومة وأعضاء الكنيست من التحالف، معه، وهذا ينعكس في تصريحات بعض الوزراء وأفعالهم عندما طالبوا بالقضاء على حوارة. يتم شن حملات شرسة ضد قادة الجيش وبالكاد يتم إدانتها من جانب الحكومة المتراخية".

ولفت هرئيل إلى أن نجاح "الشاباك" بالتوصّل لمعلومات استخبارية أفضت لاعتقال القاتل والمجموعة الإرهابية التي هاجمت قرية برقة لا يعني أنه سيتم محاكمتهم: "هناك لاعب مهم آخر في هذه الصورة، إنه جهاز الشاباك الذي أدى التحقيق الذي أجراه حتى الآن إلى اعتقال اثنين من المشتبه بهم، لكن معاملة المتورطين في  الهجمات على القرى الفلسطينية في الضفة الغربية منذ بداية العام في حوارة، وترمسعيا وأم صفا لم تسفر عن لوائح اتهام جنائية، بل تنفيذ اعتقالات إدارية قليلة، الأمر الذي سمح للمشتبه بهم بتقديم أنفسهم كضحايا لمضايقات غير مبررة من قبل السلطات".

وتطرق المعلق العسكري إلى ما كشفه مراسل "هآرتس" حول قيام نشطاء كبار في اليمين بانتهاك حرمة السبت والذهاب إلى البؤرة الاستيطانية التي انطلق منها الإرهابيون لتنفيذ الهجوم على قرية برقة، لتعليمهم سبل مقاومات التحقيقات الشرطية وتضليلها: "ما كشفه زميلي، حاييم ليفينسون، أثبت ما كان يمكن تخمينه: كبار الناشطين في اليمين المتطرف لم يترددوا في الذهاب يوم السبت لمساعدة أصدقائهم لإرشادهم على سبل مقاومة تحقيقات الشرطة. هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا. منذ ما يقرب من خمس سنوات، ألقى إسرائيليون ليلة الجمعة بحجر على سيارة فلسطينية وقتلوا امرأة، هي عائشة الرابي، بالقرب من نابلس. اقتفاء الآثار قاد إلى مدرسة دينية قريبة في مستوطنة راحيل. ذهب نشطاء متطرفون إلى هناك يوم السبت لإطلاع المشتبه بهم، وللتأكد من عدم تعرضهم للخطر في التحقيق لدى الوحدة اليهودية التابعة لجهاز الشاباك التي تحقق في الإرهاب اليهودي".

وتملك الوحدة اليهودية في "الشاباك" مُخبرين داخل "التنظيمات اليهودية"، ولكنّها لا تعتقلهم إلّا إذا شرعوا باستهداف رجال الشرطة الإسرائيليين. فمثلًا لم يتم إحباط أي هجوم لتنظيم "تدفيع الثمن" أثناء تنفيذ هجماتهم على الفلسطينيين، سوى هجوم استهدف حرق سيارة ضابط في الشرطة، وفق ما أكّده تحقيق بثّته القناة الإسرائيلية العاشرة. وفي حالة أخرى، اعتقل "الشاباك" الإرهابي جاك تايتل، الذي كان يلقب بـ "الشبح" بعد 13 سنة من قتله فلسطينيين، لكن الاعتقال جاء بعد محاولته اغتيال شخصية يسارية إسرائيلية.